يالوا التركية... قبلة السياحة والاستشفاء وموطن المقيمين العرب

غابة تشويقية في ولاية يالوفا

تقع ولاية يالاوا الجميلة شمال غرب تركيا وتشتهر عالمياً بأنها من أجمل أماكن السياحة في تركيا كونها تطل على الساحل الشرقي لبحر مرمرة، بالإضافة لوجود ينابيع المياه الحارّة في منطقة تيرمال وشلالات المياه العذبة و الطبيعة الخلّابة في كل بقعة منها. و تعد المدينة بكافة مناطقها وجهةً سياحيةً مميزة لعشاق الاسترخاء وسط الطبيعة الهادئة ولمرتادي الشواطئ النظيفة، حيث تغفو بإطلالتها الساحرة على ساحل البحر مرتدية معطفاً من الرمال الناعمة الدافئة. ويرتاد المنطقة في كل عام عدد كبير من السياح والزوار القادمين من كل مكان في العالم تقريباً، لأن السياحة فيها لا تقتصر على أشهر الصيف فقط بل تجود طبيعتها الخلابة بمظاهر الفصول الأربعة، لتجتذب السياح إليها على مدار العام.

ومن أكثر الزوار ارتياداً لهذه المدينة الفريدة الجمال، السياح والمقيمون العرب الذين يتقاطرون إليها من الخليج العربي وشمال إفريقيا ومصر والعراق وبلاد الشام وغيرها، طيلة أيام السنة حتى صارت اللغة العربية مألوفة بين سكانها ومتداولةً على لافتات المطاعم والمحال التجارية وعلى إعلانات بيع وتأجير الشقق أيضاً. كما كثر الاستثمار العقاري فيها ونشط بشكل استثنائي حتى بدأت شركات العقار الاستثمارية تنشئ مجمعات وقرى سياحية وفنادق ومبان سكنية تعتمد على الزائر العربي بشكل أساسي.

وترجع كثرة السياح العرب في هذه المنطقة الجميلة بالذات، إلى الطبيعة الخلابة التي تفتقدها معظم الدول العربية والتي تغلب عليها الخضرة والهواء النقي والمياه العذبة المتدفقة في كل وادي، بالإضافة إلى مراكز الاستشفاء الطبيعية التي توفر فرص العلاج بالمياه المعدنية من خلال حمامات تاريخية مخدومة بعناية فائقة، وكذلك ما تقدمه مرافق المدينة من خدمات حضارية بتصميم يناسب النهج الاسلامي المحافظ الذي يوفر للعائلات إقامات مريحة ومنتجعات تفصل بين النساء والرجال في المسابح والشواطئ والمراكز الصحية بشكل كامل أو شبه كامل.

ومن أشهر المنتجعات التي تعتبر مركزاً للاستشفاء والترفيه معاً في المدينة، منتجعات "أرموتلو" و منتجع "يالاوا سبا" وبيوت يالاوا للاستشفاء، ومنتجع "تيرما سيتي" وغيرها.

وفضلاً عن الجمال الطبيعي الذي تشتهر به المنطقة بسبب طبيعتها الخلابة تكثر الشلالات فيها وتنتشر في جميع ربوعها تقريباً مثل شلال "إيركلي" وشلال "سودوشان" وشلال "دلميجة" الذي ينبع من هضبة تحمل الاسم ذاته في موقع يبعد عن مركز المدينة حوالي 7 كم. كما هيأت البلدية مرافق خاصة للتخييم في منطقة شلال "إيريكلي" الموجود في غابة "يالوا كينت".

ومن الأماكن التاريخية في المدينة، الكنيسة السوداء التي ترجع للحقبة البيزنطية وتبعد 3 كيلو متر عن وسط المدينة، ويمكن للسياح خلال زيارتها رؤية الجمال الطبيعي للمنطقة والميناء القديم والقنوات المائية. كما يعد متحف الهواء الطلق بما يحيط به من مسارات رائعة للمشي جديراً بالزيارة وهو يستقطب اهتمام السياح وخصوصاً في أشهر الصيف والربيع.

أما المصطافون وعشاق السباحة والاسترخاء على الرمال الناعمة فيكثرون في بلدة "جينارجيك" الصغيرة التابعة لولاية يالوا حتى أن الاكتظاظ على شواطئ هذه البلدة الأعجوبة يكاد يضاهي اكتظاظ مدينة بودروم في فترة الصيف. ويوجد في مركز "جينارجيك" محطة نقل بحرية تتيح للناس الوصول إليها من وجهات مختلفة في إسطنبول بقوارب حديثة وبفترة زمنية لا تتجاوز 2 ساعة وبأجور رمزية تزيد عن أجور النقل الداخلي بقليل.

كذلك تشتهر منطقة "أوفيز بينار" القريبة من مركز يالاوا بنباتاتها الكثيفة والمتنوعة وبموقعها الرائع على ارتفاع 11 كم فوق منطقة التيرمال. وتتمتع المنطقة بإطلالة بانورامية رائعة على مشارف جبال "سامانلي" ويقع شلال "سودوشان" على بعد 6 كم من هذه البقعة الجميلة حيث يقصده السياح للنزهة والاستمتاع بالسباحة في مياهه العذبة الباردة والمساحات الخضراء المحيطة به من كل الجهات.

وعلى كورنيش المدينة الرئيسي يطالعك تمثال "خير الدين قره جاه" الذي أسس حديقة مشهورة لا زالت تحمل اسمه وتغطي مساحة 135.000 متر مربع، وتضم أنواعاً فريدة من الزهر ونباتات الزينة والورود إلى جانب 5.000 نوع مختلف من النباتات الخشبية الفريدة.

وتقع هذه الحديقة في قرية "سامانلي" على طريق يالاوا- تيرمال وتبعد حوالي 5-6 كيلومترات من وسط يالوا وفيها أيضاً قصر صيفي جميل يمكن للزوار والسياح زيارته والتقاط بعض الصور التذكارية فيه.

وفي منطقة جينارجيك التابعة لـ يالوا تقع هضبة دلمجة، وتضم العديد من منازل الاصطياف ومنتجعات السياحة التي تتعايش فيها أشجار الكستناء والزيزفون وهي منطقة عطلات جذابة بما تضمه من شلال "إيريكلي" وغابة يالوا وبحيرة "بيوك ديبسيز". ويكثر السياح في هذا المكان في عطلة نهاية الأسبوع نظراً لقربها من إسطنبول ولتوفر مسارات ركوب الدراجات ذات المناظر الخلابة الممتدة بين مياه الشلال الباردة والمساحات الخضراء المترامية الأطراف.

وعلى قمة هضبة "أك كوي" الواقعة في منتصف الطريق بين يالوا وتيرمال، يتربع منتجع "تيرما سيتي" العملاق وسط جمال طبيعي خلاب ويضم عدداً من الأجنحة الفاخرة والشقق الفندقية التي تناسب العائلات المحافظة وتوفر جواً هادئاً يمكّن الروح من الاسترخاء في هذا المكان الهادئ الذي تحيط به السهول الخضراء والسفوح القليلة الانحدار بينما تتدافع موجات من الغيوم لتحجب الشمس تارةً وتطلق أشعتها تارةً أخرى، كما يمكن من هذا المكان سماع صوت انهمار الشلالات القريبة ليزيد من جمال الطبيعة وروعة المكان ويهدي الزائر عطلة فريدة تستحق التجربة.

وفي معرض حديثه عن الجمال الطبيعي والاستشفائي للمنطقة قال "آدم جاغلار" موظف في إحدى المنشآت السياحية التي تضم مرافق علاجية بمياه طبيعية حارّة:"يأتي الكثير من السياح إلى يالوا في رحلة تتراوح بين يوم واحد وعدة أيام ويقوم الكثير من السياح باستئجار الشقق طيلة فترة الصيف ومنهم من يشتري منازل أو شققاً فندقية برغبة قضاء بقية حياته كعطلة هادئة أو بدافع الاستشفاء بالمياه الحارّة ذات النفع الأكيد".

وأضاف "جاغلار":"أنصح الزوار باغتنام فرصة العطلة في هذا المكان الجميل وبزيارة يالوا بشكل متكرر لأنها غنية بجميع المعالم الطبيعية من الجبال إلى الشلالات إلى الشواطئ بما فيها ينابيع المياه الحارّة التي تستحق التجربة".

يذكر أن المياه الطبيعية الحارة تساعد في الشفاء من أمراض القناة الصفراوية والجلد والأمعاء والروماتيزم والكبد والقلب والأوردة والأمراض النسائية والاضطرابات النفسية.

ويرجع تاريخ استخدام ينابيع "أرموتلو" الحارة، الواقعة في منطقة التيرمال في يالوا، إلى القرن السادس ويفسر وجود هذه الينابيع الساخنة وفقاً لبعض الأساطير بأن الإله "هادس" يعيش تحت الأرض قريباً من مكان انبثاقها.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.