بعد مناطيد "كابادوكيا" الفريدة، بدأت مناطيد الهواء الساخن الساحرة تنتشر في سماء "غوبكلي تِبِه"، إحدى مواقع اليونسكو للتراث العالمي والواقعة في ولاية شانلي أورفا جنوب شرق تركيا. الأمر الذي زاد في انجذاب السياح المحليين والأجانب الراغبين في مشاهدة هذه الأعجوبة التاريخية من منظور جوي.
وفي إعلانها يوم الاثنين، قالت السلطات المحلية إن الشركة التي تشغّل المناطيد فوق "غوبكلي تِبِه" أطلقت استخدام البالونات رسمياً بعد الانتهاء من اختبارات السلامة ومراحل العرض التجريبي.
ومن المقرر أن تبدأ الرحلات الجوية فجراً مما يسمح للسياح والمغامرين بمشاهدة "غوبكلي تِبِه " الرائعة ومدينة شانلي أورفا من السماء مع شروق الشمس فوق السهل الممتد ما بين النهرين. وسيستمر برنامج تحليق المناطيد على فترات زمنية متباعدة حتى شهر ديسمبر وذلك لضمان تطبيق تدابير الصحة والسلامة المفروضة بسبب جائحة الفيروس المستجد.
وأكد "بيلغي إزال" وهو قبطان منطاد محترف، أنهم اتخذوا ترتيبات صحية صارمة تماشياً مع التدابير الوقائية المتخذة على مستوى البلاد ضد كوفيد-19. وأضاف: "بالرغم من الجائحة سنصطحب الزوار ليروا غوبكلي تِبِه من السماء".
يذكر أن اكتشاف الموقع الأثري الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، قد تم بالقرب من منطقة "أورنجيك" التي تبعد 18 كم عن وسط المدينة، من قبل باحثين من جامعات إسطنبول وشيكاغو خلال عمليات المسح السطحية في عام 1963. أما بقية المكتشفات في المنطقة فقد تم العثور عليها عام 1986 من خلال تمثال وجده مزارع محلي كان يحرث حقله.
وبعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان في العام الماضي، عام 2019 "عام غوبكلي تِبِه"، تألقت المنطقة ودخلت "عصرها الذهبي" في السياحة حتى وصفت بأنها "نقطة التاريخ الصفري" مع تراث يعود إلى 12.000 عام، ووصل عدد زوار لأكثر من 412.000 زائر عام 2019.
وبالرغم من إغلاق الموقع أمام الزوار لمدة ثلاثة أشهر تقريباً هذا العام بسبب تفشي الوباء، برزت "غوبكلي تِبِه" باعتبارها الموقع التاريخي الأكثر زيارة ضمن تطبيق المتحف الافتراضي الذي قدمته وزارة الثقافة والسياحة.
بينما يواصل الموقع الحقيقي الترحيب بضيوفه منذ 1 يونيو، وفق قواعد ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي والنظافة.