في عام 1856 قررت الحكومة العثمانية بناء خط حديدي لنقل السلع المنتجة من ولاية آيدين الغربية إلى مدينة إزمير الساحلية. ومع انتهاء العمل في المشروع عام 1866، كانت حوالي 130 كيلومتراً من السكك الحديدية قد أنجزت ليرى المشروع النور بانطلاق أول عربة منذ ذلك الحين وإلى يومنا الحاضر.
وعلى مدى 153 عاماً من السفر بين ولايتي آيدين وإزمير، أتاح القطار لركابه التعرف على تفاصيل منطقة بحر إيجة التركية، بقدر ما أتاح للرّكاب والبضائع إمكانية التنقل بين الولايتين حيث قام بنقل المسافرين بمعدل 10.000 شخص يومياً.
يغادر القطار في رحلته اليومية من آيدين، ويتوقف في 15 محطة، قبل وصوله إلى المدينة الساحلية بعد ساعتين من الزمن كفيلتين بجعل المسافرين يتعلقون بالجمال المذهل لمنطقة بحر إيجه.
أحد المسافرين بانتظام على متن هذا القطار ويدعى "يشار أوزيامان" أكد أن ركوب قطار السكة الحديدية هو الطريقة الأكثر بهجة للسفر من آيدن إلى إزمير وقال: "أستمتع خلال رحلاتي بمشهد تغير الفصول وأشاهد أفراح الطبيعة البكر. أنا أركب هذا القطار منذ سنوات طويلة دون أن يعتريني أي ملل".
وقال "عبد الله بنيجي"، وهو يعمل في آيدين، لكنه يذهب إلى إزمير عدة مرات في الأسبوع موضحاً: "القطار وسيلة مريحة ورخيصة للسفر". "يمكنني مطالعة كتبي المفضلة في القطار. وأحياناً أقابل أشخاصاً جدداً خلال سفري، وبذلك يمكن لهذه الرحلة التي تستغرق ساعتين أن تغير حياة الإنسان".
أما "إنجي بوزكورت" فقد عبّرت عن عاطفتها تجاه خط آيدن-إزمير، وأوضحت أنها تشعر بحنين خاص لدى ركوبها القطار. وعلّقت بقولها: "يمكنني الذهاب إلى إزمير بالسيارة، لكنني أستمتع جداً بركوب القطار. إنه يمنحني شعوراً بالحنين. وبالرغم من أنني أصل إلى مقصدي بزمن أطول، إلا أنني أشعر بسعادة لا توصف من خلال هذه الرحلة التي لا تضاهى. سيبقى هذا القطار وسيلة السفر المفضلة عندي دائماً".