تدعي الكثير من المدن أنها "نقطة تقاطع الحضارات"، والعديد منها يقع في الأناضول. لكن ولاية "هاتاي" تجسد حقاً هذه العبارة الأصيلة حيث "تقاطعت الحضارات فيها والتقت".
هناك الكثير مما يمكن رؤيته في "هاتاي"، فهي موطن الديانات السماوية الثلاث، وكانت ولايةً رئيسيةً إبان عصر الفرس واليونانيين والرومان والعثمانيين.
تقع "هاتاي" رائعة الجمال مباشرة على شواطئ البحر المتوسط، وهي محاطة بمناظر طبيعية خلابة.
وليس من المستغرب أن تتمخض هذه الطبيعة الجميلة وانصهار الحضارات التي تعود إلى آلاف السنين عن مطبخ يكاد يكون خرافياً في غناه وتنوعه وملذاته التي جاوزت شهرتها الآفاق!
لحد أنطاكية:
يعود تاريخ هذا التابوت للقرن الثالث الميلادي، ويعرف باللغة التركية باسم "لحد أنطاكية"، وهو قبر مزخرف يفوق الوصف، تبدو زخارفه الرخامية وكأنها مطرزة عليه، ويستلقي على غطائه نحت حجري على هيئة إنسان.
وسمي التابوت باسم "سيديمارا" على اسم المدينة التي اكتشف فيها لأول مرة.
"سامانداغ" هو ميناء بحري مهم أسسه السلوقيون عام 310 قبل الميلاد، ويقع عند مصب نهر العاصي الذي كان يهدده بالامتلاء بالأحجار الكبيرة والحصى المتدحرجة من الجبال.
ولمنع ذلك ، تم بناء نفق "تيتوس" وهو قناة مغطاة يبلغ طولها 1.330 متراً، في القرن الأول الميلادي على يد الإمبراطور الروماني "فيسباسيان".
ويوجد بالقرب من نفق "تيتوس" 12 مقبرة صخرية محفورة في المنحدرات الحجرية، يعود تاريخها إلى العصر الروماني، أما أكبرها وأكثرها شهرة فهو كهف "بشيكلي".
الكنافة:
لابد لزوار الولاية من تذوق طبق من الكنافة، الأكثر شهرة من بين جميع الحلويات اللذيذة في المنطقة.
كما أنها واحدة من أغنى الحلويات التركية أيضاً، بقشرتها العجينية المقرمشة، وحشوتها المليئة بالجبن الحار، تعلوها قطعة من المثلجات المصنوعة من الحليب والكريمة فوق طبقة من الفستق المطحون.
عادةً ما يتم طهي الكنافة في صحون مستديرة مصممة خصيصاً لهذا الغرض، كما أن إعدادها ليس بالأمر السهل.
معظم صنّاع الكنافة في "هاتاي" هم من المشهورين على مستوى البلاد. وفي الجنوب الشرقي من تركيا يمكن مشاهدة صناع كنافة مهرة يعدونها في الشوارع من خلال مدّ الجبن بين طبقتين من العجين.
كنيسة القديس بطرس:
هذه الكنيسة هي واحدة من أقدم الكنائس في العالم، ويعتقد أنها مذكورة في الكتاب المقدس نفسه حيث يشاع أن بولس مرّ هنا.
وفي الوقت الحاضر، تستضيف هذه الكنيسة الكهفية الحجاج الذين يأتون للزيارة. وقد حافظت على بعض الفسيفساء منذ أيامها الغابرة، بالرغم من إعادة تشكيلها في القرن التاسع عشر.