قالت واحدة من كبرى وكالات السفر إن تركيا هي واحدة من أفضل الوجهات بالنسبة للبريطانيين في صيف عام 2019، حيث قام المصطافون بالإعراض عن وجهات الاتحاد الأوروبي، بسبب عدم التيقن من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وذكر تقرير أعدته وكالة توماس كوك، أقدم شركة سفر في العالم، أن عدد عقود العطلات التركية التي تم بيعها في بريطانيا ارتفع بنسبة 27٪ مقارنة بالعام الماضي، متفوقاً على اليونان، مع بقاء إسبانيا في الصدارة.
كان من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس، لكن الجمود في البرلمان حول شروط اتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن البريكسيت قد أرجأ ذلك. تم الاتفاق على موعد نهائي جديد في 31 أكتوبر مع بروكسل. وقالت شركة توماس كوك "من الواضح أن حالة عدم اليقين الطويلة حول طريقة وتوقيت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد دفعت الكثيرين إلى تأخير قرارهم بشأن موعد ومكان حجزهم لقضاء عطلاتهم الصيفية".
لكن غالبية المصطافين في المملكة المتحدة، الذين شملهم الاستطلاع من قبل الشركة، والبالغ عددهم 3422 مصطافا، قالوا إنهم على الأرجح سيمضون عطلتهم في الخارج مقارنة بالعام الماضي، حيث قال ربعهم إن العطلة الخارجية كانت أعلى في أولويات إنفاقهم مقارنة بعام 2018، مقارنة بـ 8 في المائة فقط ممن قالوا إنها كانت أقل.
وقال "ويل واجّوت"، رئيس إدارة الرحلات في توماس كوك: "ربما تعيش بريطانيا أوقاتاً فريدة من منظور سياسي، لكن رغبتنا في قضاء عطلة في الخارج واضحة. الاضطراب السياسي يؤثر بطرق أخرى، ويكشف عن نفسه كتحول واضح إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي".
يقول تقرير توماس كوك هوليداي، إن انخفاض قيمة الجنيه بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد أدى إلى زيادة بنسبة 48 ٪ في جميع الحجوزات الصيفية لعام 2019 إلى وجهات خارج منطقة اليورو.
وقال التقرير: "لقد صعدت تركيا في المرتبة الأولى لتصبح ثاني أشهر وجهات سفر توماس كوك بشكل عام بالنسبة للبريطانيين، وربع حجوزات خطوط طيران توماس كوك، كانت إلى هذه النقطة الساخنة في شرق المتوسط".
وأضاف: "عام 2019، وصلت تركيا إلى قمة جديدة، حيث شهدت حجوزات الرحلات الجوية إلى تركيا ارتفاعاً بنسبة 27٪ مقارنةً بالصيف الماضي (...) في هذه المرحلة من عام 2018، كانت تركيا في المرتبة الثالثة في قائمة الوجهات الصيفية الأكثر شعبية، لذلك هي بالفعل تخطّت اليونان هذا العام. وبصرف النظر عن جاذبيتها لكونها خارج الاتحاد الأوروبي، تعد تركيا نقطة جذب للسياحة في عام 2019 بفضل العروض المالية الكبيرة التي تقدمها منتجعاتها من فئة الخمس نجوم".
وفقاً للتقرير، فإن البريطانيين لا يلقون بالاً لوجهات العطلات الكلاسيكية، مثل إيطاليا وفرنسا لكنهم يفضلون تركيا بدلاً من ذلك.
قال "بيتر كوك فانكهاوسر"، الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك، إن العطلات التركية توفر قدراً أكبر من الأمن.
وأوضح: "بالنسبة لأولئك الذين قاموا بالحجز، فإن الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل تركيا وتونس تثبت شعبيتها، إلى جانب توفيرها الصفقات الشاملة مثل التكاليف المتضمنة للطعام والشراب، مما يوفر راحة البال للعملاء".
كما قالت شركة العطلات "تي يو آي" إن الطلب على العطلات في تركيا زاد من عدد مقاعد الرحلات الجوية هذا العام.
وصرحت الشركة بأنها ستزيد من استيعاب مطاري أنطاليا و دالامان بـ 45.000 مقعد في صيف 2020.
أصبحت أنطاليا، مدينة المنتجعات المتوسطية في الريفيرا التركية، واحدة من أفضل الأماكن للسياحة في تركيا بفنادقها الفاخرة وملاعب الجولف ومراكز التسوق ومئات المواقع التاريخية، فضلاً عن الشواطئ الرملية الطويلة.
وقال متحدث باسم "تي يو آي" إن أنطاليا ودالامان في ولاية موغلا الجنوبية الغربية، تثيران الإعجاب بمناظرهما الساحلية والشواطئ البكر".
وقالت الشركة إن الزيادة الطفيفة في حجوزات العطلات "الشاملة"، قد تعكس رغبة المسافرين في "تأمين" تكاليف الطعام والشراب، بالنظر إلى التقلب المحتمل في الجنيه.
في وقت سابق من هذا الشهر، حذرت شركة "إيزي جيت"، من أن المسافرين يحجمون عن حجز عطلتهم الصيفية بسبب عدم اليقين بشأن كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما يضعف الطلب على التذاكر وبالتالي الأسعار.
ويذكر أن تركيا عاشت طفرة في وصول الزوار الأجانب العام الماضي، حيث استقبلت حوالي 39.5 مليون سائح أجنبي، بزيادة 21.84 في المئة على أساس سنوي، وفقا لوزارة الثقافة والسياحة.
وكانت بريطانيا رابع أكبر سوق لتركيا، حيث زارها أكثر من 2.25 مليون سائح بريطاني عام 2018. كذلك كانت روسيا في مقدمة الدول التي وصل عدد السياح القادمين منها إلى 5.96 مليون زائر في العام الماضي، تليها ألمانيا بـ 4.51 مليون زائر، وبلغاريا بـ 2.38 مليون زائر.
ووفقا لإحصاءات الوزارة، استضافت تركيا أكثر من 3.2 مليون سائح أجنبي في الشهرين الأولين من هذا العام، بزيادة 7.4 في المئة على أساس سنوي. أما عدد السياح البريطانيين الذين وصلوا إلى البلاد فقد ارتفع في الفترة المذكورة بنسبة 12.48 في المائة وبلغ أكثر من 80.610 زائر.