المشروبات (الشربات) المصنوعة من بتلات الزهور والأعشاب والتوابل المخلوطة مع الفاكهة، هي واحدة من أهم عناصر المطبخ العثماني.
ورغم أنها مشروب السلاطين المفضل لكنها لم تكن حكراً عليهم، بل كانت مشروباً عاماً يتمتع به كافة الناس.
مع أن الشربات ليست متوفرةً في كل مكان الآن، إلا أنها لا تزال مشروباً شائعاً، خاصة خلال شهر رمضان. وللحفاظ على ثقافة الشربات حية، بدأت جامعة تراقيا في أدرنة، العاصمة العثمانية السابقة، مشروعاً مع وكالة "ثراس" للتطوير لإعادة ترميم منزل قديم بهدف تحويله إلى "بيت الشربات".
يقدم المنزل الواقع في حي "قره آغج" لزواره مجموعة متنوعة من المشروبات التي تم إعدادها باستخدام الوصفات التقليدية العثمانية. يتم صنع الشراب أيضاً في مطبخ المنزل، مما يتيح للزوار مشاهدة العملية وحتى المشاركة فيها. يقدم حاملو الشربات في أزيائهم التقليدية للزوار عينات لتذوق كل أنواع الشربات في رحلة فريدة إلى الماضي.
في حديثه إلى وكالة الأناضول، أوضح مستشار جامعة تراقيا الأستاذ "إرهان طبق أوغلو" أن المشروبات العثمانية الطبيعية تحتل مكاناً مهماً ليس فقط في المطبخ العثماني، ولكن أيضاً بين كتب الطب القديمة، لأنها تعتبر مصدراً للشفاء.
وأضاف "طبق أوغلو": "رغم أن مشروباتنا تتمتع بفوائد صحية، إلا أن الكثيرين ما زالوا يفضلون المشروبات الغازية أو العصائر غير الصحية. يمكننا المحافظة على استمرارية هذه المشروبات من خلال إظهارها على طاولات العشاء. وسيتمكن زوار منزل الشربات من شراء هذه المشروبات، ونقلها إلى منازلهم و بلدانهم".
من ناحية أخرى، قالت منسقة المشروع "نيلغون طبق أوغلو" إن لديهم وصفات لـ 350 مشروباً مختلفاً في أرشيفهم، وسيقدمونها للزائرين وفقاً للمواسم.
وأكدّت "نيلغون طبق أوغلو" على أن "بيت الشربات" سيكون مكاناً يحافظ فيه على المطبخ العثماني حيّاً، بالإضافة إلى وجود المشروبات، وقالت: "توجد عربة قطارٍ قديمة في حديقتنا، ونحن نخطط لإجراء حجوزات للعشاء يتم خلالها تقديم المأكولات العثمانية كما نعتزم تقديم وجبة إفطار على الطراز العثماني لزوارنا".
إلى جانب طعمها المنعش، تتمتع الشربات العثمانية أيضاً بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك المساعدة في خفض نسبة الكوليسترول في الدم، والتحكم بالوزن، ومساعدة الهضم، وتنظيم ضغط الدم، ومنع المشكلات المتعلقة بالغدة الدرقية. كذلك تجعل البشرة أكثر نعومة وهي فعالة للغاية في إزالة الإشعاع من الجسم. والشربات هي مزيج من العديد من الفواكه والتوابل، مما يجعلها مضادةً للأكسدة بشكل ملفت للنظر.