تعتبر "أخلاط" الواقعة في ولاية بيلتس، والمعروفة على نطاق واسع بأنها مدينة بطيئة، تدعو الزوار للمجيء إليها والتمتع بالهدوء والتاريخ. تتمتع المدينة بمتحفٍ مفتوحٍ في الهواء الطلق، يضم آثاراً تعود إلى العصر السلجوقي مثل شواهد القبور، ومنازل الكهوف، والجسور التاريخية، والقلاع.
تقع "أخلاط"، في ولاية بيلتس بشرق الأناضول، وقد تم تسجيلها كمدينة "ذات طابع بطيئ" في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة "سيتا سلو" الدولي الذي عقد هذا العام في "غريف" في "جيانتي" بإيطاليا، والمدينة تشجع الزوار على القدوم والاستمتاع بجمالها التاريخي والطبيعي.
تهدف حركة "سيتا سلو" إلى تحسين نوعية الحياة في المدن من خلال إبطاء وتيرتها الإجمالية- وهو اتجاه تبنته أخلاط بشكل كامل. فهي تقع على ضفاف بحيرة "وان"، بين بحيرة "نمرود" وجبل "سبهان"، وتعتبر "بوابة دخول الأتراك إلى الأناضول".
كانت المدينة موطنا للعديد من الحضارات، من "أوراتيانس" -وهي مملكة قديمة نشأت في العصر الحديدي- إلى الإمبراطورية العثمانية، بفضل جمالها الطبيعي. يخلق اللون الأزرق لبحيرة "وان" والقمم الثلجية لجبل "سبهان"، ثالث أكبر جبل في تركيا، مزيجاً جميلاً وطبيعياً في المنطقة. تشبه "أخلاط" متحفاً مفتوحاً في الهواء الطلق، بما تحتويه من أنقاض القلاع والجسور والمقابر والحمامات، بالاضافة إلى الزاوية، وهي مدرسة إسلامية تقليدية. وتأتي في طليعة أكبر مقبرة إسلامية في البلاد بطراز"القباب الفارسية".
أخلاط التي تُصنع فيها عكازات المشي من أشجار الجوز المحلية، وتشيد فيها المباني من الحجر الأصلي الموجود في المنطقة، تضيف سحراً إضافياً على الثقافة، وهي لا زالت تشهد تدفقاً كبيراً للزوار بعد تسجيلها كمدينة "سيتا سلو".
كما تعمل المدينة على تحويل ثرائها التاريخي والطبيعي إلى بيئة مفعمة بالسلام، وتستعد لتصبح وجهةً سياحيةً مشهورة في الموسم المقبل.
وقال والي أخلاط "عبد العليم ممتاز جوبان" أن المدينة كانت من أكثر الأماكن إستراتيجية في التاريخ.
وأشار إلى أنها مركز طبيعي رائع، وأضاف: "لقد تم إنشاء البلدة على هضبة مثالية على ارتفاع 1650 متراً. وهي غنية بالنباتات، إذ تعد مصدراً هاماً للطب البديل. ويمكن القول بأنها مركز يوزع العلاجات على البشرية جمعاء، كما تستضيف مدينتنا عالماً من النكهات، ولدينا مأكولات غنية تجمع بين اللحوم والخضروات بطرق رائعة جداً".
وقال "جوبان" أن أخلاط غنية بالثقافة والجمال الطبيعي: "لدينا آثار تاريخية، قمنا بتسجيلها في قوائم اليونسكو، لقد كنا مهتمين بمنظمة سيتا سلو الدولية. لو قرروا عدم إضافتنا، لكانت خسارة لمنظمة سيتا سلو الدولية، وليست لنا. لقد تعرّفنا على المعايير من خلال الاجتماع بممثلي المنظمة في إيطاليا وتركيا، وكان هناك 200 معيار، بما في ذلك الهدوء، والالتزام بقواعد المرور، والشوارع النظيفة. لقد استوفينا جميع المعايير في غضون عامين".
وفيما يتعلق بالحملات الترويجية المقبلة، قال "جوبان": "سنعمل على توسيع السياحة في أخلاط، وسننظم واحد من أفضل المهرجانات السياحية في العالم. وسيذيع صيت هذه المنطقة بجمالها".
وقال المرشد السياحي "أوندر أوناي" أن هناك العديد من الأماكن الجميلة في المنطقة. "مقبرة السلاجقة والأعمال الفنية التي تم إنشاؤها هنا سوف تذهل الزوار. هذه المدينة مكان جميل. يجب أن نقدر ذلك. كونها مدينة بطيئة، ستجذب أخلاط الانتباه إلى قيم المنطقة".
أوضحت "عيشة غول كانار"، وهي زائرة للمنطقة، أن جمال أخلاط الطبيعي والتاريخي غير معروف على نطاق واسع. "هذا المكان يحمل آثار الحضارات القديمة جداً. إنه قريب جداً من جبل سبهان وبحيرة وان. إنه مكان جميل يجب مشاهدته".
