ضريح "طغرل بك".. معلم سياحي وبصمة سلجوقية نادرة في إيران
- وكالة الأناضول للأنباء, اسطنبول
- Oct 12, 2016
يقف ضريح طغرل بك، مؤسس دولة السَّلاجقة العظام (995-1063)، في مدينة "الري"، قرب طهران، شامخاً بطابعه المعماري المتميز، الذي جذب الاهتمام على مدى العصور.
بني ضريح أول سلاطين السلاجقة، طغرل بك، قبل نحو ألف عام، وبسبب هندسته المتميّزة عرف باللغتين العربية والفارسية باسم "برج طغرل".
يقول الإيراني قاسم قنبري (55 عامًا)، الذي يعمل قيّمًا على الضريح، لمراسل الأناضول، إن متانة البناء وتصميمه المختلف جعله يغدو رمزًا لمدينة "الري"، ومقصدا للسياح.
وأضاف قنبري، أن السلاجقة شيدوا برج "طغرل"، ليستخدم أيضًا كساعة يعرف من خلالها الوقت، بفضل الركائز الثلاثية المحيطة به، وهذا يشير إلى أن هذا البناء ليس مجرد ضريح لشخصية تاريخية عظيمة، بل هو أعجوبة بنيت على أسس علمية هندسية دقيقة.
ولفت، أن جدران البرج الداخلية تحتوي 193 تجويفًا، تسمح بانعكاس الصوت، وسماع أي همسة بوضوح في أي نقطة داخل البرج، فضلًا عن احتوائه على نظام تهوية متميز، بفضل ثلاث فتحات تهوية موجودة بالبوابة الشمالية للبرج.
وأضاف قيّم الضريح أن البرج، الذي يبلغ ارتفاعه 22 مترًا بقطر خارجي يبلغ 16 مترًا، أقيم على قطعة أرضٍ تحيط بها حديقة تبلغ مساحتها 3 آلاف مترٍ مربع.
وعند سؤاله عن كتابة موجودة أعلى مدخل الضريح، قال قنبري، إن النقش الموجود فوق الباب يشير إلى أن البرج جرى ترميمه في عهد الشاه ناصر الدين القاجاري (1848-1896).
وأضاف قنبري، أن الزوار الذين يدخلون إلى البرج، يستطيعون ملاحظة وجود صورة ظلية لأسدٍ، مجرد نظرهم إلى الأعلى من جهة المدخل الشمالي.
كما يمكن للزوار رؤية خطوط أشعة الشمس من سقف البرج المكشوف، لحظة ملامستها للجدار الداخلي المزين بقطع الخزف الأزرق السماوي، في صورة تختلط فيها الظلمة مع النور وأشعة الشمس مع اللون الأزرق.
من هو طغرل بك؟
ولد مؤسس دولة السلاجقة العظام، وأول سلاطينها، طغرل بك، عام 995 ميلادية بمدينة "جند" بتركستان (مدينة تاريخية دمرها المغول في العصور الوسطى وتقع حاليًا في ولاية قزل أوردا جنوبي كازاخستان)، تولى جده سلجوق بك رعايته بعد استشهاد أبيه ميكائيل في إحدى المعارك.
تزعم قبائل الأوغوز التركية (التركمان) خلفًا لجده عام 1025 وتمكن من هزيمة الغزنويين (في عهد السلطان مسعود بن محمود الغزنوي) في معركة داندقان عام 1040 ما ضمن له ضم هضبه إيران إلى دولته والسيطرة على خراسان وما وراء النهر (تركستان)، ثم اتجه إلى بغداد بناءً على طلب الخليفة العباسي وحررها من البويهيين عام 1055.
وطغرل بك هوعم القائد التركي ألب أرسلان، الذي انتصر على الإمبراطورية البيزنطية وأسر الإمبراطور رومانوس الرابع في معركة ملاذكرد عام 1071، فاتحًا الباب أمام هجرة القبائل التركية المسلمة إلى الأناضول.
ويطلق على دولة السلاجقة العظام هذا الاسم للتمييز بينهم وبين الدول السلجوقية، التي تلتها، مثل دولة سلاجقة الروم في الأناضول ودويلات الأتابك في العراق والشام.