بطبيعة خلابة وسكون مريح للنفس البشرية وآثار تاريخية عريقة، تسعى ولاية "قرقلر إيلي" القريبة من مدينة اسطنبول، للانضمام إلى قائمة الوجهات السياحية المتميزة في تركيا.
إذ تحتوي الولاية الواقعة أقصى شمال غربي تركيا على الحدود مع بلغاريا والمطلة على البحر الأسود، على مساحات واسعة من المسطحات الخضراء والغابات، ما يجعل منها لوحة طبيعية يغلب عليها اللونان الأزرق والأخضر.
"قرقلر إيلي، جنة تنتظر من يكتشفها"، هكذا وصفها رئيس جمعية حماية الطبيعة والقيم الثقافية سري طايان، في حواره مع الأناضول، داعياً المواطنين الأتراك وزوار تركيا للذهاب إلى هذه البقعة النضرة وقضاء أيام في أحضان الطبيعة، والاستمتاع بالهدوء الذي يسود الولاية بعيدًا عن ضجيج المدن.
وتعد مدينة "فيزا" في الولاية، التي تبعد 140 كيلو مترًا فقط عن اسطنبول، واحدة من 10 مدن تركية حاصلة على لقب "المدينة الهادئة" الذي منحته الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للبلديات والأحياء المعروفة عالميا باسم (Cittaslow).
ويشير طايان إلى أن فيزا تمتاز بالإضافة للشواطئ النظيفة والغابات، بوجود عدد من الآثار التاريخية منها المسرح الأثري الذي يعود تاريخ بنائه للقرن الثاني بعد الميلاد خلال الحقبة الرومانية المتأخرة، وهو المسرح الأثري الوحيد في الجزء الأوروبي من تركيا.
كما توجد في "فيزا" كنيسة "آيا صوفيا" الصغيرة التي بناها الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول في القرن السادس الميلادي على بقايا معبد إغريقي، ثم تحولت في النصف الثاني من القرن الـ 14 هجري إلى مسجد "غازي سليمان باشا"، حيث لا تزال أبوابه مفتوحة أمام المصلين إلى وقتنا الحالي.
ومن الآثار التاريخية ذات الطابع المميز في فيزا، دير "آيا نيكولا" أحد أقدم الأديرة في العالم المنحوتة في الحجر، ويقع في بلدة " كيكوي" التابعة للمدينة، وبني في عهد الإمبراطور جستنيان، ويقدم أحد أفضل الأمثلة على هذا النوع من الأديرة في العالم.
كما تتمتع بلدة "كيكوي" وبلدة "إغنا ادا" في قرقلر إيلي، بواجهة بحرية نظيفة وهادئة ومساحات خضراء ممتدة.
واعتبر طايان أن قرقلر إيلي، فرصة لأهالي اسطنبول وزوارها، لقضاء إجازة ممتعة وهادئة دون الاضطرار لقطع مسافة كبيرة للذهاب إلى المناطق السياحية جنوبي تركيا.