أطاح فلومينينسي البرازيلي بأحلام الأهلي المصري في بلوغ نهائي كأس العالم للأندية للمرة الأولى، بعد أن تغلب عليه بهدفين دون مقابل، الاثنين، على ملعب "الجوهرة المشعة" في مدينة جدة السعودية، في نصف نهائي البطولة.
الأهلي المصري كان الفريق الأفضل في الشوط الأول بعد أن نجح في فرض سيطرته على مجرياته، وصنع العديد من الفرص لكنه لم يتمكن من ترجمتها إلى أهداف.
لكن الوضع تغير في الشوط الثاني بعد أن قلب الفريق البرازيلي الموازين لصالحه، ونجح في تسجيل الهدف الأول من ركلة جزاء في الدقيقة 71 عن طريق اللاعب جون أرياس، قبل أن يضيف اللاعب جون كينيدي الهدف الثاني في الدقيقة 90.
وكان فلوميننسي قد بدأ مشواره من الدور نصف النهائي، على غرار مانشستر سيتي الإنكليزي، بطل أوروبا الذي يلتقي الثلاثاء مع أوراوا ريد دايموند الياباني بطل آسيا، فيما مَرَّ الأهلي بالاتحاد السعودي المضيف في الدور الثاني وفاز عليه 3-1 قبل أن يواجه بطل كوبا ليبرتادوريس.
واستمرت عقدة عملاق إفريقيا أمام الفرق البرازيلية، لأنه، ومن أصل مشاركاته الثماني السابقة في البطولة التي تجمع سنوياً أبطال القارات إضافة الى ممثل عن البلد المضيف، انتهى مشواره في نصف النهائي ثلاث مرات على أيدي فرق البلد الفائز بلقب كأس العالم للمنتخبات خمس مرات قياسية.
ففي 2006 خلال مشاركته الثانية في البطولة، خرج الأهلي على يد إنترناسيونال بالخسارة 1-2 ، ثم انتهى مشواره في الدور ذاته عام 2012 على يد كورثنيانز 0-1، وصولاً الى عام 2021 حين خسر أمام بالميراس 0-2.
ووصل الأهلي في مناسبتين أخريين الى نصف النهائي حيث خسر أمام بايرن ميونيخ الألماني (0-2) عام 2020 وريال مدريد الإسباني (1-4) عام 2022.
وتحسر الوافد الجديد إمام عاشور على فشل التأهل الى النهائي، معتبراً أن لاعبي الأهلي بذلوا جهداً كبيراً خلال اللقاء، لكن لم يحالفهم التوفيق لتحقيق الفوز.
وقال عاشور، وفق ما نقل عنه موقع الأهلي، إن الفريق لم يقصر في شيء، ولعب بشكل جيد خاصة في الشوط الأول وقدم اللاعبون كل ما لديهم "لكن لم يحالفنا التوفيق، كما أن التوفيق حال دون ترجمة الفرص التي لاحت الى أهداف".
وتابع "كنا نتمنى التأهل للمباراة النهائية لأول مرة في تاريخ النادي لكن لم نكن موفقين.. الآن سنركز بقوة على المباراة المقبلة لكي ننجح في الفوز بالميدالية البرونزية"، في إشارة الى مباراة المركز الثالث التي تقام الجمعة أيضاً على ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل الرياضية.
مارسيلو في الموعد
وإذا كان فلوميننسي يخوض غمار البطولة لأول مرة، فإنه يضم في صفوفه لاعباً خبيراً فيها بشخص الظهير المخضرم مارسيلو الذي توج باللقب أربع مرات أعوام 2014 و2016 و2017 و2018 مع فريقه السابق ريال مدريد الإسباني.
وعاد ابن الـ35 عاماً في شباط/ فبراير الماضي الى نادي بداياته الكروية بعد تجربة فاشلة في أولمبياكوس اليوناني، ونجح في قيادته الى إحراز لقب كوبا ليبرتادوريس لأول مرة في تاريخه، ليضيفه الدولي السابق إلى خزائنه الممتلئة بالكؤوس، أبرزها دوري أبطال أوروبا خمس مرات مع ريال مدريد.
وكان مارسيلو حاسماً، الاثنين، إذ فتح الطريق أمام فريقه من أجل تحقيق الفوز بتسببه بركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول.
وبدأت المباراة سريعة بين الطرفين، وفي الدقيقة السادسة سدد الجنوب إفريقي بيرسي تاو كرة قوية من خارج منطقة الجزاء ارتطمت بقدم أحد مدافعي فلوميننسي وذهبت ساقطة نحو الشباك، إلا أنها مرت من فوق العارضة بقليل.
ومن عرضية متقنة في الدقيقة التاسعة للأرجنتيني جيرمان كانو داخل منطقة جزاء الأهلي، أطلق جون أرياس كرة قوية ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى محمد الشناوي.
وفي الدقيقة 24، نجح ياسر إبراهيم في تشتيت الكرة من أمام أرياس لتذهب إلى ركلة ركنية نفذت سريعة لتصل مرة أخرى الى أرياس الذي سددها صاروخية في القائم الأيسر لمرمى الشناوي.
ومن هجمة مرتدة، توغل حسين الشحات وسدد كرة شتتها مدافع فلوميننسي إلى ركلة ركنية (28)، وبعد دقيقة واحدة لاحت فرصة أخرى للشحات داخل المنطقة بعدما مرر له بيرسي تاو الكرة، إلا أن تسديدته ذهبت بعيدة عن المرمى.
ولاحت فرصة للأهلي في الدقيقة 35 بعدما سدد حسين الشحات كرة غيرت اتجاهها من مدافع فلوميننسي، لتذهب باتجاه محمود كهربا الذي حولها برأسه، لكن الحارس فابيو نجح في التصدي لها.
استمرت المحاولات من جانب الفريقين لكن دون جدوى حتى صافرة نهاية الشوط الأول.
ثم بدأ الفريق البرازيلي الشوط الثاني مسيطراً بشكل كبير، لكن بطل إفريقيا كاد أن يباغت الفريق البرازيلي من هجمة مرتدة إلا أن الحارس فابيو حرم حسين الشحات من افتتاح التسجيل (63).
ومن توغل على الجهة اليسرى، نجح الخبير مارسيلو في انتزاع ركلة جزاء من بيرسي تاو، انبرى لها جون أرياس بنجاح على يمين الشناوي (71).
وكان فلوميننسي قريباً من توجيه الضربة القاضية لبطل إفريقيا لولا تألق الشناوي في وجه انفراد لكانو (86)، قبل أن يعود وينحني في الدقيقة الأخيرة أمام البديل جون كينيدي الذي وصلته الكرة عند مشارف المنطقة من مارتينيلي بعدما افتكها فريقه من المصريين، فسددها جميلة على يمين الحارس المصري (90) الذي تجنب هدفاً ثالثاً بتصديه لتسديدة كانو (6+90).
وتقام المباراة النهائية الجمعة على الملعب ذاته، حيث يلتقي فلوميننسي مع مانشستر سيتي أو أوراوا ريد دايموندز، باحثاً عن منح أميركا الجنوبية لقبها الأول منذ 2012 حين كان كورنثيانز آخر بطل من خارج القارة الأوروبية.
فيما يواجه الفريق المصري، الخاسر من المواجهة التي تجمع بين فريق مانشستر سيتي الإنكليزي ونظيره أوراوا ريدز الياباني في نصف النهائي الآخر، الثلاثاء، لخوض لقاء تحديد المركز الثالث والمقرر له الجمعة المقبل.