رفع المنتخب التركي لكرة القدم علم بلاده عالياً بحصوله على مكانة رفيعة في ترشحه لبطولة أمم أوروبا 2024 متصدراً المجموعة الرابعة.
وانطلقت صافرة النهاية في التصفيات بالتعادل 1-1 مع ويلز، ما يمثل ليس فقط مباراةً صعبة، بل لحظةً فاصلةً لكرة القدم التركية أيضاً وعلامةً فارقة حيث تأهل الفريق لبطولة كبرى متصدراً مجموعته لأول مرة.
وقبل مواجهتها مع ويلز، كانت تركيا قد حصلت بالفعل على موقعها في بطولة أمم أوروبا 2024، حيث احتلت صدارة المجموعة الرابعة بسجل مثير للإعجاب دونته 5 انتصارات وتعادلين وخسارة واحدة في 8 مباريات، وجمعت 17 نقطة.
وشهدت المباراة قبل الأخيرة ضد ويلز انتكاسةً مبكرة حيث هزّ نيكو ويليامز الشباك في الدقيقة السابعة.
ومع ذلك، قام نجم الفريق يوسف يازجي بتسجيل ركلة جزاء حاسمة في الدقيقة 70 مستعيداً بذلك توازن المباراة وتعزيز ريادة تركيا في المجموعة.
ومع اختتام المجموعة الرابعة، وجد نجوم الهلال أنفسهم في المركز الثاني لقرعة بطولة أمم أوروبا 2024 الوشيكة.
على الجانب الآخر من الحدث، كان من المفترض أن يتم وضع اسم كرواتيا التي ضمنت المركز الثاني في المجموعة، في السحب الثالث في القرعة المقرر إجراؤها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول في هامبورغ بألمانيا.
وهكذا امتد طيف المباراة إلى ما هو أبعد من النتيجة النهائية، ونسج لحظاتٍ من الدراما العالية مع اندلاع التوترات بين لاعبي الفريقين، ما أثار نقاشات ساخنة حتى بين أعضاء الجهاز الفني.
وبانقشاع الغبار وحسم الجدل، توجه اللاعبون الأتراك في عرض مبهج للروح الرياضية، إلى المدرجات حيث جلس مشجعوهم، مشيدين بدعمهم الذي لا يتزعزع، واحتفلوا جميعاً بتأهلهم إلى بطولة أمم أوروبا 2024 في انسجام تام، ما خلق تواصلاً لا يُنسى مع قاعدتهم الجماهيرية المتحمسة.
لكن الانتصار لم يأت دون تضحيات، إذ تعرض أوغورجان جاكير، حارس المرمى وقائد المنتخب الوطني، لإصابة في الشوط الأول، ما تسبب في خروجه مبكراً من المباراة.
وتألقت روح المرونة للفريق عندما تولى ألطاي بايندر زمام الأمور بسلاسة بين القائمتين.
وكانت الفطنة الإستراتيجية للمدرب فينتشينزو مونتيلا واضحة طوال المباراة، حيث قام بتنسيق التبديلات المحورية التي أظهرت عمق مجموعة المواهب في الفريق.
وبالرغم من التعادل مع ويلز، إلا أن تلك المباراة كانت بمثابة ختام سلسلة انتصارات تركيا الرائعة في 3 مباريات بقيادة مونتيلا.
وترك المايسترو الإيطالي بصمة لا تمحى، حيث سجل الفريق 9 أهداف واستقبلت شباكه 3 أهداف في المباريات الأربع التي خاضها تحت قيادته.
وبعد المباراة، تواصل الرئيس رجب طيب أردوغان مع الفريق، وأعرب عن تهانيه القلبية، كما أعرب عن قلقه بشأن اللاعب المصاب أوغورجان جاكير.
وفي مكالمة هاتفية مع المدرب فينتشينزو مونتيلا ولاعبي كرة القدم الوطنيين، أشاد الرئيس أردوغان بإنجازهم وشدد على أهمية دخول بطولة أمم أوروبا 2024 كقادةٍ للمجموعة.