بسبب السياسة.. تجريد إندونيسيا من استضافة مونديال تحت 20 عاماً
- وكالة الأنباء الفرنسية, جاكرتا
- Mar 30, 2023
سادت إندونيسيا حالة من الغضب والحزن بسبب تجريد الاتحاد الدولي (فيفا) البلاد من استضافة كأس العالم تحت 20 عاماً، قبل أسابيع من موعدها، وذلك بعد اعتراضات على مشاركة منتخب إسرائيل في البطولة.
وجاءت الصفعة المدوية بعد دعوة حاكمي مقاطعتين إلى استبعاد اسرائيل عن النهائيات المقررة بين 20 أيار/مايو و11 حزيران/يونيو.
وقال الفيفا في بيان الأربعاء بعد لقاء رئيس اتحاد كرة القدم إريك توهير، الرئيس السابق لنادي إنتر الإيطالي، موفداً من رئيس البلاد جوكو ويدودو "سيُعلن عن مضيف جديد في أقرب وقت ممكن، مع بقاء مواعيد البطولة حالياً دون تغيير"، مشيراً إلى "عقوبات" محتملة ضد الاتحاد الإندونيسي للعبة، دون إعطاء تفاصيل إضافية عن أسباب سحب البطولة ومكتفياً بعبارة "بسبب الظروف الحالية".
وقال توهير بعد لقائه رئيس الاتحاد الدولي جاني إنفانتينو في الدوحة "إندونيسيا عضوة في الاتحاد الدولي وبالتالي في ما يتعلق بأمور كرة القدم العالمية علينا اتباع القوانين الموضوعة. يعتبر الفيفا أن الأمر لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة وبالتالي علينا الرضوخ".
وقد يعيد قرار الفيفا إندونيسيا إلى حالة ركود وحقبة جديدة من العزلة.
عبّر بعض نجوم اللعبة الواعدين في الأرخبيل الآسيوي عن غضبهم وحزنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لفقدان فرصة اللعب في بطولة يصفها فيفا بـ"بطولة نجوم الغد".
كتب المهاجم رباني تسنيم (19 عاماً) "الطاقة، الوقت، العرق، وحتى الدم الذي قدمناه، لكن في لحظة فشلنا لأسباب سياسية. ها هو حلمنا الكبير الذي قمتم بتدميره".
وأظهر مقطع فيديو نشره الاتحاد الاندونيسي لاعبين مطأطأي الرؤوس ومدربهم غارقاً في دموعه الأربعاء، بعد تلقي نبأ تجريد إندونيسيا من الاستضافة.
قال المهاجم هوكي كاراكا (18 عاماً) "نحن اللاعبون، تأثرنا الآن، ليس نحن فقط، بل كل لاعبي كرة القدم".
يوم الخميس ظهرت باقات من الورد مهداة للاعبين خارج مقر الاتحاد الاندونيسي في جاكرتا، كتب على احداها "لا تتخلّى عن حلمك".
بتعليقات سلبية، أمطر المشجعون صفحة حاكم وسط جاوة على موقع انستغرام، غانجار برانوو، أحد المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، بعد اعتراضه على مشاركة إسرائيل.
كما دعا حاكم بالي وايان كوستر إلى استبعاد إسرائيل بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، وذلك في رسالة وجهها إلى وزارة الشباب والرياضة الشهر الماضي.
رغم أمل المنظمين في ان تؤدي استضافة مباريات إسرائيل في جزيرة بالي ذات الأغلبية الهندوسية إلى حلول، بيد أن معارضة كوستر ألقت المزيد من الشكوك.
ومشى حوالي مئة متظاهر من المحافظين المسلمين في العاصمة جاكرتا الشهر الحالي احتجاجاً على مشاركة إسرائيل.
- "مؤلم جداً"
في المقابل، كان هناك دعم شعبي للبطولة التي حصلت البلاد على حق استضافتها عام 2019، واعتبرها كثيرون مصدر فخر وطني.
وتعهّدت جاكرتا بضمان مشاركة إسرائيل، رغم موقفها المؤيد للفلسطينيين، إلا ان الأصوات المعترضة ارتفعت كثيراً بالنسبة لفيفا.
قال أكمال مرهالي، الخبير في منظمة "سايف أور سوكر" (أنقذوا كرة القدم لدينا) "هذا حادث مؤلم حقاً بالنسبة للشعب الاندونيسي. يجب محاسبة من أحدث الضجيج وجعلنا نفشل".
وقال مسؤولون إندونيسيون إن سحب البطولة سيكلّف البلاد مئات الملايين من الدولارات.
وهدّد فيفا بعقوبات إضافية، قد تبعدها عن تصفيات مونديال 2026 التي تنطلق في تشرين الأول/أكتوبر، علماً انها تعرّضت للإيقاف عام 2015 لمدة سنة، بسبب التدخل الحكومي في اللعبة.
لكن عشاق اللعبة هم الأكثر تألما لخسارة استضافة أول بطولة كبرى.
قال المشجع جارناوي البالغ 40 عاماً "خاب ظني كثيراً لاني كنت أحلم باستضافة إندونيسيا بطولة كبرى في كرة القدم".
ولطالما عانت اللعبة في البلاد بسبب البنية التحتية المهزوزة وعنف المشجعين، فيما تعرّضت إندونيسيا لواحدة من اسوأ كوارث الملاعب في تاريخ كرة القدم أدت إلى وفاة 135 شخصاً في حادثة تدافع في مدينة مالانغ شرق جاوة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينهم أكثر من أربعين طفلاً.
وكان رئيس البلاد دعا إلى عدم تعارض السياسة مع الرياضة مؤكداً ان "مشاركة إسرائيل لا علاقة لها باتساق سياستنا الخارجية حيال فلسطين. لأن دعمنا لفلسطين قوي وحازم دوماً. لا تخلطوا الرياضة بالسياسة".
لكن في نهاية المطاف، أدى تضارب السياسة مع الرياضة إلى تجريد بلاده من حق الاستضافة.