تسلمت البرتغال أمس من السلطات المجرية المقرصن المرتبط بتسريبات "فوتبول ليكس" التي كشفت عن فساد مزعوم في عالم كرة القدم، وفق ما أفاد مسؤولون برتغاليون.
وكشف متحدث باسم مكتب النائب العام "من المقرر وصوله اليوم" بعدما وافقت محكمة مجرية أوائل الشهر الحالي على تسليمه الى بلاده عقب توقيفه في كانون الثاني/يناير الماضي تنفيذا لمذكرة توقيف أوروبية صادرة عن السلطات البرتغالية، لارتباط اسمه بتسريبات "فوتبول ليكس" وسرقة رسائل إلكترونية داخلية لنادي بنفيكا البرتغالي.
وتتهم النيابة العامة البرتغالية روي بينتو، ابن الثلاثين عاما المقيم في العاصمة المجرية بودابست، بـ"محاولة الابتزاز الشديد والوصول غير المشروع وسرقة البيانات من بعض المؤسسات بما في ذلك الدولة".
ويتهم بينتو بسرقة رسائل إلكترونية داخلية لبنفيكا استخدمها مسؤولون في غريمه التقليدي بورتو لاتهامه بقضية محاولة السيطرة على الحكام في الدوري البرتغالي.
وكانت تسريبات "فوتبول ليكس" قد كشفت عن نظام التهرب الضريبي المتبع في عالم كرة القدم، وخصوصا في قضية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عندما كان يدافع عن ألوان نادي ريال مدريد الاسباني.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أشارت تسريبات جديدة إلى فضائح طالت فريقي باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانكليزي بشأن مخالفتهما قوانين اللعب المالي النظيف بغطاء من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو حيث حامت الشكوك حول وجود "صداقة مريبة" تجمع بينه والمدعي العام لمنطقة هو-فاليه السويسرية رينالدو أرنولد.
ويعتقد بينتو أن بلده الأم يريد "تخريب" التحقيقات التي يساعد فيها السلطات في مختلف الدول الأوروبية. وكشف "كنت أتعاون مع السلطات الفرنسية، وبدأت بالتعاون مع السلطات السويسرية، وربما البدء بتعاون أوروبي آخر، وفجأة خربت البرتغال كل شيء".
وحاول مواجهة تسليمه لبلاده لكنه يواجه الآن احتمال السجن لعشرة أعوام.
ويصف محامو بينتو موكلهم بأنه "شاب برتغالي يحب كرة القدم، وبسبب اشمئزازه من الممارسات المعروفة، قرر أن يكشف للعالم حجم الممارسات الإجرامية التي لا تؤثر فقط على كرة القدم بل تعرض صورتها لضرر كبير".
وبحسب الصحف البرتغالية، خضع بينتو، أحد عشاق نادي بورتو ورونالدو، لدروس شخصية في برمجة الحواسيب، وهو يتحدر من فيلا نوفا دي غايا إحدى ضواحي بورتو ويعيش في بودابست منذ 2015 التي جاءها ضمن برنامج تبادل كجزء من دراسته في التاريخ، ويرى بأن بلاده لم تعد تمنحه "أية آفاق بسبب الأزمة الاقتصادية".
وبعد تثبيت نفسه في المجر، حيث يكسب قوته ويساعد والده صانع الأحذية المتقاعد، من خلال عمله في الآثار القديمة، أنشأ بينتو موقع التسريبات في 2016. بدأ بتحميل عقود لاعبين ومدربين من نادي سبورتينغ البرتغالي والفرع المالطي من صندوق الاستثمار "دوايان"، المثير للجدل في سوق انتقالات اللاعبين.
أوقف بينتو في بودابست ضمن هذا السياق في محاولته ابتزاز "دوايان"، وأقر باتصاله بالصندوق لكن بغية اختباره من دون أي نية سيئة.