آدم متين تورك، شاب سوري من محافظة حماه، جاء إلى تركيا منذ 4 سنوات هرباً من آلة القتل والدمار التي تعصف ريحها في أرجاء سوريا. استقر في أحد مخيمات اللاجئين التي قدمتها تركيا للسوريين في ولاية هاطاي. وهناك تحقق حلمه.. فقد تلقّى متين اتصالاً هاتفياً من رئيس نادي أصلان غوجو التركي بمدينة إسطنبول، آلاي كسلر، لتبدأ مسيرته الكروية.
إذ أبلغه كسلر برغبته في ضمه إلى فريقه بعد أن شاهد مواهبه عبر تسجيلات فيديو مصورة وهو يتفنن بالكرة في مبارياته مع أصدقائه.
ثم حصل متين على الجنسية التركية بمساعدة متين كولونك النائب في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم، وبإمضاء من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قرار منحه الجنسية.
وعن اسمه يقول متين: "اخترت إضافة كلمة تورك إلى اسمي الثاني لحبي الشديد بتركيا وشعبها الكريم، وأتمنى من الله عز وجل أن يهبني القدرة لرد هذا الجميل الذي حظيت به من قِبل مسؤولي هذا البلد".
بعد حصوله على الجنسية، انضم إلى المنتخب الوطني التركي للناشئين تحت 14 عاما، عن أمله في أن يلعب في صفوف فريق برشلونة الإسباني.
وأوضح متين تورك الذي أطلق عليه رئيس اتحاد كرة القدم التركي يلدريم دميرأوران لقب "ميسي تركيا"، أنه يرغب في متابعة مسيرته الكروية ضمن صفوف المنتخبات التركية، ويقدّم خدماته لمنتخب النجمة والهلال، وذلك كرد للجميل الذي حظي به من قِبل مسؤولي أنقرة.
وأضاف متين أنّه يسعى لأن يكون لاعباً مشهوراً على الصعيد العالمي مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي المحترف حالياً في صفوف برشلونة، وأنه يبذل مجهوداً كبيراً لتحقيق هذا الحلم.
وأردف متين: "سعيد جداً بوجودي في تركيا، وأبذل جهوداً كبيرة لأصل إلى مستوى أفضل نجوم الكرة في العالم، وأخدم المنتخب الوطني التركي وأساهم في فوزه بالألقاب العالمية".
ولفت متين إلى أنّ رئيس نادي أصلان غوجو تواصل مع إدارات الأندية الثلاثة الكبرى في إسطنبول (غلاطة سراي وفنار بخشة وبشيكطاش) من أجل إتاحة الفرصة له كي يلعب في صفوفهم، غير أنّ عدم حصوله على الجنسية وقتها حال دون قبول طلب انضمامه.
واستطرد قائلاً: "حضر السيد بولنت بيرقدار مدير مركز تطوير لعبة كرة القدم في تركيا، إحدى الحصص التدريبية لي، وعرضني على مدرب المنتخب الوطني الأول فاتح تريم، ومدرب الناشئين شاهين قايا، وقررا ضمي إلى منتخب الناشئين".
ورداً على سؤال حول لاعبه المفضل في الدوري التركي الممتاز، قال متين إنه يستمتع بمشاهدة أداء لاعب وسط فريق بشيكطاش البرازيلي تاليشكا، نظراً إلى حرفيته في التحرك بالكرة وتسديداته الصائبة. وأضاف متين أنّه معجب بطريقة لعب التركي إمره مور المحترف في صفوف فريق بروسيا دورتموند الألماني، مشيراً أنّ مثله الأعلى عالمياً هو الأرجنتيني ليونيل ميسي.
من جانبه قال ألاي كسلر، رئيس نادي أصلان غوجو، الذي لعب دوراً كبيراً في بقاء متين داخل الأراضي التركية، إنه أراد أن يكسب مواهب الأخير ويسخرها لخدمة منتخبات بلاده. وتابع: "قمت بالتواصل مع إدارات الأندية الكبرى في تركيا للاستفادة من مواهب متين، وأعربوا عن إعجابهم بأدائه، غير أنهم لم يستطيعوا ضمه إلى فرقهم قبيل حصوله على الجنسية وهذا ما كان"
ولم ينس متين أو ميسي التركي الذي يعيش مع أبيه وأمه وإخوته الثلاثة، أن يعرب عن أمله في أن تنتهي الحرب الدامية في بلاده ويعود إليها في أقرب وقت ممكن.
