فتح مسجد آيا صوفيا الكبير التاريخي أبوابه لضيف جديد هو قط أنقرة الثاني، المعروف باسم الأنغورا التركي، الذي يحظى بالتبجيل لنسبه الملكي، وهو من سلالات القطط المحبوبة التي شقت طريقها إلى قلوب عشاق القطط في جميع أنحاء العالم.
وبعد وفاة القط ذائع الصيت كيليتش Kılıç، تم إرسال القط سيمين Seymen وهو حفيد الراحل كيليش، إلى مسجد آيا صوفيا الكبير ليعيش فيه. ولضمان سلامته، سيقوم مركز التربية بدمج شريحة إلكترونية خاصة بنظام تحديد الهوية المعمول به في وزارة الزراعة والغابات التركية، لضمان معرفة وتتبع أصول القط وانتمائه.
وشاركت عائشة غول كوركماز مربية القطط والفنية البيطرية في مركز رعاية وحماية القطط التابع لبلدية بورساكلار في أنقرة، ملاحظاتها في اليوم العالمي للقطط، قائلةً: "تشتهر قطط أنقرة بفروها الفاخر طويل الشعر وعينيها اللوزيتين وجسدها المشدود بأناقة"
وكشفت كوركماز أن الفايكنغ أحضروا القطط في الأصل إلى أوروبا في القرن العاشر، وسرعان ما أصبح هذا النوع مفضلاً لدى الأوساط الأرستقراطية ووجدت القطط مكاناً خاصاً لها داخل القصور الفخمة، لا سيما في فرنسا. كما تم تخليدها في لوحات القصور في مختلف البلدان.
وفي تأكيدها على مكانة قطط أنقرة باعتبارها سلالة متفوقة، قالت كوركماز: "الجهود مستمرة منذ عام 2017 لدعم معايير السلالات بدقة والترويج لها في الساحة الدولية. وتوجت هذه المساعي باعتراف المركز المرموق: مزرعة التربية، بهذه السلالة المتقدمة، ما يعزز التفاني في الحفاظ على نسب قط أنقرة".
ومع أكثر من 100 قط تحت رعايتهم بما في ذلك جيل الأمهات والأبناء، فإن المركز له تأثير كبير من خلال 70-100 عملية تبني سنوية. وقالت كوركماز: "من أجل ضمان رفاهية قططنا الأم، نُقصر ولادتها على مرتين في السنة. نحن ندير برنامج التربية الخاص بنا بعناية للحفاظ على الصفات الاستثنائية لهذه القطط الصغيرة".
وشددت كوركماز على تبني الحيوانات الأليفة بطريقة مسؤولة، وحذرت من اقتناء الحيوانات بدافع الحماس فقط، وسلطت الضوء على المسؤوليات المالية والأخلاقية التي تصاحب ملكية الحيوانات الأليفة. وكشفت عن وجود طلب دولي متزايد على قطط أنقرة، مشيرةً إلى أن تصدير هذه الأنواع المستوطنة مقيد، مع استثناءات لولاياتٍ مختلفة داخل تركيا.
من جانبها سلطت ملكة بايسال العضوة المتميزة في المجلس المركزي لجمعية الأطباء البيطريين في تركيا، الضوء على أهمية اليوم العالمي للقطط الذي بدأه الصندوق الدولي لرعاية الحيوان والذي يتم الاحتفال به سنوياً في 8 أغسطس/آب منذ عام 2002.
وتحدثت بايسال بالتفصيل عن تنوع سلالات القطط في جميع أنحاء العالم، مشيرةً إلى أن الرابطة الدولية للقطط تعترف بـ 73 سلالة معيارية، بينما يقر الاتحاد العالمي للقطط بـ 69 سلالة فقط. وسلطت الضوء على التركيز الجغرافي لمجموعات القطط عبر أوروبا الشرقية ومصر وشرق البحر الأبيض المتوسط وإيران والعراق والجزيرة العربية والهند وشمال آسيا.
وكشف تقرير حديث أن الولايات المتحدة تضم أكبر عدد من القطط، بنحو 95 مليوناً تليها الصين بـ 54 مليوناً وروسيا بـ 23 مليوناً. ويقدر عدد القطط في تركيا بحوالي 4.6 مليون، ما يساهم في عدد القطط العالمي الذي يتراوح من 600 مليون إلى 1 مليار وفقاً لمختلف الأبحاث والمعايير.
هذا وقد أجرت وزارة الزراعة والغابات 2.951 عملية مراقبة عام 2022 بموجب "لائحة الإنتاج والمبيعات والإسكان وأماكن التدريب للحيوانات الأليفة"، وفرضت عقوبات إدارية على 54 شركة مخالفة. ولتعزيز جهود الوزارة، تم التعرف على أكثر من مليون و160 ألف قطة بنجاح من خلال الرقائق الدقيقة.
