بعد 3 سنوات من أعمال البناء، افتتح مسجد خير الدين بربروس، الذي يحمل اسم قبطان البحرية العثمانية التاريخي، والواقع في مركز منطقة ليفنت في إسطنبول، أبوابه للمصلين يوم الجمعة.
ويعكس تصميم المسجد تقارباً مع مسجد السليمانية الذي يعتبر من أهم الأمثلة على العمارة العثمانية التقليدية وقد بناه المهندس المعماري سنان صاحب الإبداع الفني في العصر العثماني. وكان حجر الأساس للمسجد وُضع خلال حفل حضره الرئيس رجب طيب أردوغان في 3 يوليو/تموز 2020.
وفي حديثه في حفل افتتاح المسجد بعد صلاة الجمعة، قال الرئيس أردوغان: "إن جنود خير الدين بربروس باشا لم يكونوا نظاميين في البحرية العثمانية وكان يطلق عليهم اسم "لاوند" أو لفنت، وهو السبب في أن هذه المنطقة تسمى ليفنت".
وتابع: "عندما سئلنا رأينا في التسمية، ارتأينا أن اسم القبطان خير الدين بربروس مناسب للموقع" مشيراً إلى أن المنطقة تشتاق إلى مثل هذا المسجد. وأوضح الرئيس إن بناء المسجد انتهى في فترة قصيرة، مضيفاً أنه تم تخصيص 38.2 مليون دولار للمشروع.
ويتربع المسجد الذي تبلغ مساحته 7000 متر مربع على قطعة أرض بمساحة 18.500 متراً مربعاً. ووفقاً للتوقعات، سيكون أكبر مسجد في المنطقة الواقعة بين مسجدي بيوك ديرة/سارير ومسجد يلدز الضخم الذي تم تشييده في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
ويوفر مسجد خير الدين بربروس باشا مجموعة من وسائل الراحة مثل موقف للسيارات ومقهى للكتب وروضة أطفال وقاعة رقمية للفنون البصرية وقاعات متعددة الأغراض. وهو يجمع بين العناصر المعمارية العثمانية التقليدية والتقنيات الحديثة وتكنولوجيا النانو، ويتميز بقبة رائعة مصنوعة من صفائح نحاسية صلبة مزينة بلمسات ذهبية وفضية تذكر بالقبة الرئيسية لمسجد جامليجا في الجانب الآسيوي من المدينة.
هذا ويبلغ قطر القبة الرئيسية 24 متراً وارتفاعها 44 متراً، وتحيط بالمسجد أربع مآذن، اثنتان منها شيُّدتا بطول 79 متراً واثنتان بطول 92 متراً.
أما التزيينات الداخلية فهي من أعمال الخطاط فرحات كورلو الذي نقش آيات من سورة إبراهيم من القرآن الكريم والتي تبرز أهمية الماء والبحر. وبالمثل، فقد أعد مصطفى جلبي أعمال المنمنمات والإنارة بشكل يتدرج فيه لون زرقة مياه البحر .
كما تم وضع سجاد أزرق اللون منسوج خصيصاً في ولاية مانيسا الغربية في المسجد، بعد الانتهاء من تشييد الأجزاء الداخلية، بما في ذلك المحراب الذي يبلغ ارتفاعه 13.5 متراً ومنبر الخطب والوعظ. كذلك، تم الانتهاء من تركيب الأبواب داخل المسجد والباب الرئيسي الكبير المصمم بتقنيات الزخرفة السلجوقية بعرض 5.9 متر وارتفاع 13 متر.
وحول جاهزية المسجد قال إرجين كولونك رئيس جمعية وحدات التعليم والثقافة والخدمات في مسجد ليفنت يوم الخميس، إن المسجد أصبح جاهزاً تماماً للعبادة، وأنهم حاولوا تقديم مشروعٍ يعكس موضوعاً متكاملاً يمثل خير الدين بربروس وأعماله والبحر وكافة التفاصيل ذات الصلة.
كما أشار إلى أن البلاط الخاص الذي تم إعداده حصرياً للمسجد باستخدام أنماط وزخارف حديثة جدًا ولكنها كلاسيكية، تم فرشه على مساحة تبلغ 600 متر مربع بناءً على رسومات محمد غورسوي، الذي حصل على جائزة مرموقة من منظمة اليونسكو عام 2009.
وأكد كولونك أن المسجد هو خير مثال على الأعمال الكلاسيكية التي من شأنها أن تسهم في جذب السياحة الأجنبية، موضحاً دور الالتزام بالإرث المعماري للمهندس سنان.
