دعا المفتش العام المساعد لدار الفتوى في لبنان الدول العربية والإسلامية إلى سحب سفرائها لدى السويد بعد سماحها بالإساءة لمقدسات المسلمين.
وفي حديث للأناضول، قال الشيخ حسن مرعب إن "المواقف السياسية التي صدرت ضد هذا الفعل ليست جدّية".
والسبت، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من القرآن الكريم قرب سفارة أنقرة في العاصمة ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة التي منعت اقتراب أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.
وشدد الشيخ على أنه "كان من المفترض من الدول العربية والإسلامية أن تأخذ الإجراءات التي تحفظ لنا كرامتنا ومقدساتنا، وتجرّم الاعتداء عليها، وأن تسحب سفراءها من السويد، وكذلك في هولندا".
واستنكر مرعب تعامل الدول الغربية مع هذا الاعتداء على المقدسات الإسلامية، متهمًا إياها بتطبيق سياسة ازدواجية المعايير بالقول: "من المؤسف القول إننا نعيش في عالم أعوَر لا يرى إلا بعين واحدة، فما يصدر عن غير المسلمين لا يعدّ تطرفًا ولا عنصرية".
واستطرد أنه "عندما يكون هناك ما هو خطأ من مسلمين ولو كان من فئة قليلة جدًا، يتحوّل ذلك إلى جريمة لا تغتفر وإرهاب وتطرف وعنصرية، وكل الأوصاف الشنيعة التي تعرفها البشرية".
وتساءل مرعب: "هل يمكن أن نشاهد كيف يحرق المصحف الشريف الذي هو الكتاب المقدس لـ 1.7 مليار إنسان على وجه الارض، وبرعاية الشرطة وحراستها، وليس هناك من يحرّك ساكنًا أو يستنكر".
واستهجن "كيف يمكن لذلك أن يحصل عام 2023؟"، مؤكدًا على أنه "لو قام أحد بهذا الفعل بالإنجيل أو التوراة، فالكل سيطالب بحبسه مدى الحياة".
ولفت مرعب إلى أن التهاون مع هذه التصرفات شجعت على تكرارها، وقال: "عندما تهاونّا مع الفعل في السويد، تكرر في هولندا، ولذلك إذا لم يكن هناك إجراء ووقفة جدّية، أعتقد أن الأمور ستسوء أكثر في الأيام المقبلة".
والإثنين، أحرق زعيم جماعة بيغيدا المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واجنسفيلد، نسخة من القرآن الكريم بعد تمزيقها وتدنيسها، في لاهاي.
وحذّر مرعب من أن "هذه المشاهد لا تخدم إلا الفتنة والعنصرية وإعادة الحروب بين الطوائف والمذاهب".
وأعرب عن أمله في إيجاد "عقلاء في أوروبا والغرب لتجريم وتحريم أفعال كهذه احترامًا للمقدسات، كما هو حاصل مع الآخرين، ولكي لا نصل إلى ما لا تُحمد عُقباه في المستقبل".
وكان إحراق نسخة من القرآن في السويد وأخرى في هولندا خلال الأيام الماضية، قد قوبل بموجة تنديد واستنكار شديدين من قبل البلدان العربية والإسلامية، إضافة إلى جهات دولية مختلفة.
إلا أن هذا النوع من التعديات على المقدسات تصنّفه دول الغرب "حرية تعبير"، وتتمسك بحمايته حتى ولو صرّحت بأنها لا تتبنّاه.