بعد إغلاق مسجد "الخرقة الشريفة" الذي تعرض فيه عباءة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لمدة عامين بسبب جائحة كوفيد-19، تقرر إعادة عرض العباءة الشريفة التي كان يرتديها الرسول واحتفظ بها أحفاد "أويس القرني" الرجل الذي أهداها له النبي الكريم، أمام الزوار في المسجد الذي يحمل اسمها في إسطنبول.
وجرت العادة أن تعرض العباءة على الملأ في كل رمضان، لكن هذا التقليد توقف منذ تفشي الوباء ليعود هذا العام في ضوء الانخفاض الحاد في عدد حالات كوفيد-19، ما يتيح للناس القدوم لرؤية العباءة في مسجد الخرقة الشريفة في منطقة الفاتح في إسطنبول.
وفي حديثه عن هذا الحدث الذي يتبارك به المسلمون قال "برش سمير" وهو الوصي الحالي عن العباءة وسليل "أويس القرني"، إن عرض العباءة للزوار سيبدأ يوم الجمعة في الساعة 10 صباحاً وستظل معروضة طوال الشهر الفضيل.
ومن المعروف أن "أويس القرني" وهو رجل يمني آمن بالنبي محمد عليه السلام وارتحل إلى المدينة المنورة لرؤيته ومبايعته في القرن السابع، لكنه اضطر للعودة إلى دياره بسبب مرض والدته وكان شديد البر بها دون رؤية النبي. وتحدث عنه النبي الكريم لأصحابه مشيداً بتقواه وأرسل له عباءته الشريفة إلى اليمن هدية. وبعد حوالي 24 عاماً من وفاة النبي توفي القرني بعد أن قاتل في جيش المسلمين في عهد الخليفة علي كرم الله وجهه. ولم يكن للقرني أولاد لذلك انتقل إرث العباءة الشريفة لأخيه ومن بعده للأبناء والأحفاد ولا يزال الأثر الطاهر المبارك تحت حماية نفس الأسرة.
وعاشت عائلة القرني جنوب الأناضول لقرون طويلة ثم هاجروا لاحقاً إلى "كوش أداسي" في منطقة بحر إيجة. وفي القرن السابع عشر، طلب السلطان العثماني أحمد الأول من العائلة إحضار الأثر النبوي الشريف إلى إسطنبول حيث تحفظ الآثار الإسلامية المقدسة الأخرى. وبعد نقل العباءة إلى إسطنبول، تم صنع مفتاحين للصندوق المغلق الذي عُرِضت فيه العباءة، أحدهما للسلطان والآخر لعائلة القرني.
ويستمر عرض العباءة الشريفة حتى 29 أبريل/نيسان، قبل يوم واحد من وقفة عيد الفطر السعيد.
يذكر أن إسطنبول تستضيف معظم الآثار الإسلامية المقدسة في قصر طوب قابي، منذ فتح السلطان سليم لمصر في القرن السادس عشر، ونقل آثار النبي الكريم التي كانت موجودة في البلاد في عهدة الخلافة المملوكية، ومن بينها سيف من العصر النبوي وسن النبي الكريم وشعر من لحيته الشريفة وحذاءه ووعاء كان يستخدمه للوضوء.