أعلنت السعودية أنها ستسمح لمليون مسلم بأداء فريضة الحج هذا العام من داخل المملكة وخارجها، بعد انحسار كبير في وباء كوفيد-19 الذي أجبر السلطات على تقليص عدد الحجاج لمدة عامين.
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان "تقرر رفع عدد حجاج موسم حج هذا العام إلى مليون حاج من داخل المملكة وخارجها، وفقا للحصص المخصصة للدول، مع الأخذ بالتوصيات الصحية".
وبعد تفشي فيروس كورونا عام 2020 سمحت السعودية لألف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة، قبل أن يتم رفع العدد في العام التالي الى ستين ألفا ملقحين بالكامل جرى اختيارهم بواسطة القرعة.
وحددت وزارة الحج ضوابط تنص على أن يكون "حج هذا العام للفئة العمرية أقل من 65 عاما، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد-19 المعتمدة في وزارة الصحة السعودية".
واشترطت السلطات على الحجاج من خارج المملكة تقديم نتيجة فحص فيروس كورونا سلبية لعينة أخذت خلال 72 ساعة قبل موعد المغادرة. وشددت على ضرورة التزام الحجاج بالإجراءات الاحترازية واتباع التعليمات الوقائية خلال أداء مناسكهم "حفاظا على صحتهم وسلامتهم".
- تخفيف الإجراءات
تسبّب الوباء في خسارة المملكة لمصدر إيرادات رئيسي فهي تجني نحو 12 مليار دولار سنويا من العمرة والحج. كما عرقل خطط المملكة للتحول إلى دولة سياحية ضمن استراتيجية تنويع الاقتصاد لوقف الارتهان للنفط.
وبدأت المملكة إصدار التأشيرات السياحية لأول مرة في 2019 كجزء من حملة طموحة لتغيير صورتها المتشدّدة وجذب الزوار. وبين أيلول/سبتمبر 2019 وآذار/مارس 2020، أصدرت 400 ألف تأشيرة سياحية.
وعادت المملكة لتفتح أبوابها ببطء في بداية 2021، وبدأت ترحب بالسياح الأجانب الملقحين في آب/أغسطس.
وأغلقت المسجد الحرام في آذار/مارس 2020، ثم أعيد فتحه في ظل إجراءات صارمة في تموز/يوليو، قبل أن يسمح بعد ثلاثة أشهر لعموم المسلمين بالصلاة فيه إنما بطاقة استيعابية محدودة وبتباعد أثناء الصلوات.
وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي، عاد المسجد ليستقبل المصلين بكامل طاقته الاستيعابية ومن دون أي تباعد، رغم أن وضع الكمامة لا يزال الزاميا.
ويتوافد ملايين المسلمين على المسجد على مدار العام للصلاة فيه وأداء العمرة التي علُقت لأشهر في بداية الجائحة. وأثارت القيود في عامي 2020 و2021 استياء المسلمين في الخارج الذين لم يتم شملهم بقرار السماح لبضعة آلاف أداء الحج.
وسجّلت المملكة التي يبلغ عدد سكانها نحو 34 مليون نسمة أكثر من 751 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا بينها 9055 حالة وفاة وفقا لبيانات وزارة الصحة.
وفي أوائل آذار/مارس الماضي، أعلنت رفع معظم القيود بما في ذلك التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة والحجر الصحي للقادمين الذين تم تطعيمهم، وهي خطوات كان من المتوقع أن تكون مقدمة للسماح بوصول الحجاج المسلمين من الخارج هذا العام.
وشمل القرار تعليق "إجراءات التباعد الاجتماعي في جميع الأماكن المفتوحة والمغلقة" بما في ذلك المساجد، فيما أصبحت الأقنعة الآن مطلوبة فقط في الأماكن المغلقة.