تستعد تركيا لاستقبال شهر رمضان المبارك يوم السبت بفرحة خاصة تكلل موسم هذا العام بتخفيف معظم الإجراءات الوقائية التي تسبب الوباء بفرضها وسط تراجع في عدد الحالات.
ولن يكون رمضان هذا العام ساكناً كما كان في العامين الماضيين في تركيا بالرغم من أن البلاد لا زالت تكافح للقضاء الكامل على جائحة فيروس كورونا.
ومن المقرر أن تعود الصلوات الجماعية والتقاليد المرتبطة بشهر الصيام كما كانت قبل الجائحة إلى حد كبير بعد تقليصها في السنوات الأخيرة نظراً لانخفاض عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي إلى حوالي 10.000 حالة، كذلك سيكون بمقدور الشعب التركي العودة للاحتفال بعيد الفطر السعيد في نهاية شهر الصوم وإقامة الصلوات وموائد الإفطار اليومية بالطريقة القديمة، باستثناء التقيد بوضع الأقنعة الواقية في الأماكن المغلقة.
ولعل أهم تغيير سيطرأ على رمضان هذا العام هو الافتتاح الكامل للمساجد لصلاة التراويح الجماعية، بعدما أعلن علي أرباش رئيس الشؤون الدينية في مؤتمر صحفي أن صلاة التراويح ستقام من جديد في المساجد خارج قواعد التباعد الاجتماعي التي لن تكون مطلوبة بعد اليوم. وستقام صلاة التراويح الأولى ليلة الجمعة قبل أن يبدأ المسلمون الصيام في الساعات الأولى من يوم السبت.
وكانت الصلاة الجماعية المحببة للنفوس والقلوب توقفت بسبب قيود فيروس كورونا في الأيام الأولى للوباء، قبل أن تعيد تركيا فتح المساجد بشرط التزام المصلين بقواعد التباعد الاجتماعي الصارمة التي رفعتها السلطات التركية في أواخر عام 2021. ولا يزال ارتداء الأقنعة الواقية والالتزام بمتطلبات النظافة إلزامياً في المساجد.
وأشاد أرباش برفع القيود وأعرب عن سعادته بإحياء شهر رمضان "معاً" بكافة فعالياته من التراويح والسحور والإفطار. وكانت معظم المدن والبلدات تستضيف السحور الجماعي ووجبات الإفطار قبل الوباء، لكن هذا التقليد ألغي في العامين الماضيين. ومع السماح بالتجمعات الجماهيرية هذا الموسم، صار من الممكن للمطاعم لأول مرة، استضافة الزوار لتناول السحور ووجبة الإفطار دون أي قيود باستثناء الأقنعة الإلزامية.
وقال أرباش إن تقليد رمضان المسمى "المقابلة" حيث يتم تلاوة آيات من القرآن يومياً في المساجد معظمها في حضور المصلين، سيتم العمل به هذا العام أيضاً. لكنه شدد على توخي الحذر والوقاية من العدوى من خلال ارتداء الأقنعة وعدم حضور الصلاة الجماعية لمن ظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا.
وبالرغم من استمرار انتشار الفيروس، لم تعد جائحة كوفيد-19 مصدر قلق رئيسي للبلاد لأن المرض صار أقل فتكاً بعد انتشار متغير أوميكرون. ويتم التعامل مع حالات الإصابة بشكل مشابه لحالات الأنفلونزا في البلاد، بعدما شهدت انخفاضاً كبيراً في معدلات دخول المستشفى.
ويعتقد الخبراء أن الحركة العامة المرتفعة المتوقعة خلال شهر رمضان وعيد الفطر، لن يكون لها تأثير كبير على البلاد إذا ظل مسار الوباء مستقراً.