وجد الياباني "ناوكي ياماموتو" في تركياً وطناً ثانياً حين اكتشف الإسلام وتعرف على تعاليمه الحنيفة. وبعد أن اعتنق الإسلام قبل 12 عاماً، راح الأكاديمي الشاب ينشر تعاليم دينه الجديد لمواطنيه اليابانيين. وبدلاً من العودة إلى مسقط رأسه، يدعو "ياماموتو" معتنقي الإسلام في اليابان إلى تركيا، حيث يعلمهم الإسلام في نفس المكان والبيئة التي فهم فيها أركان الدين وبدأ يطبقها.
ومؤخراً زار "ياماموتو" ولاية قونية وسط تركيا حيث حضر مؤتمراً دولياً حول اعتناق الإسلام، وسرد أمام وكالة أنباء الأناضول خبرته وعمله في تركيا.
يقول إن تعاليم الإسلام الأخلاقية والاجتماعية قد سحرته فقرر اعتناقه. ووجد في تركيا، الدولة ذات الأغلبية المسلمة، مكاناً مثالياً لمعرفة المزيد عن هذا الدين، وهو ما دفعه للانتقال والاستقرار فيها، حيث تعرف على العلوم الإسلامية والقرآن الكريم والتركية والعربية والفارسية. ولا يزال "ياماموتو" يعمل كأكاديمي في جامعة مرمرة في إسطنبول منذ ذلك الوقت.
وبالرغم من أن الشنتو والبوذية هما الديانتان الرئيسيتان في اليابان، إلا أن الأديان الأخرى بما فيها الإسلام، لها أتباع أيضاً وإن كانوا أقل، وبحسب الأرقام الرسمية بدأت أعداد معتنقي الإسلام في السنوات الأخيرة تزداد في بلاده. وكان "ياماموتو" تعرّف على الإسلام من أستاذه الجامعي الياباني الذي اعتنق هو أيضاً الإسلام في اليابان.
وحول التحول لاعتناق الإسلام قال "ياماموتو" إن الإقتناع بتعاليم الدين الإسلامي وشرائعه أمر سهل، لكن ممارسة الدين صعبة في اليابان، لأن الناس يفتقرون إلى معرفة الأحكام وكيفية تطبيقها. وأعرب عن سعادته بتعلم كيفية أداء الصلاة بشكل صحيح والعبادات الإسلامية الأخرى، في تركيا.
ويقود "ياماموتو" الآن مشروعاً طموحاً لـ "تدريب المثقفين المسلمين" من اليابانيين الذين اعتنقوا الإسلام والذين يأتون إلى إسطنبول للانضمام إلى دروسه الإسلامية، إما في قاعة الدراسة في منظمة محلية غير حكومية أو في أماكن أخرى. ولديه حالياً 5 طلاب يتعلمون أحكام الدين الإسلامي بالإضافة إلى اللغات المرتبطة بفهم نصوصه. كما ينظم الأكاديمي الشاب أيضاً دروساً عبر الإنترنت للتواصل مع المسلمين الآخرين في وطنه.
ويقول:"أقوم بتعليم المسلمين اليابانيين هنا، لذا سيعودون إلى اليابان لتعليم المزيد من الناس عن الإسلام".
أما "حسين جامبي واتانابي" الياباني الذي اعتنق الإسلام قبل 5 سنوات، وهو من بين طلاب "ياماموتو" ويبلغ من العمر 24 عاماً، فيقول إنه تعرّف على الإسلام أثناء بحثه في محنة المسلمين في سوريا والعراق خلال الصراعات الأخيرة. وهو حالياً يتعلم التركية ومبادئ الإسلام وتعاليمه وأحكامه في تركيا، وسينقل ما تعلمه هنا للآخرين في اليابان، حيث يدرّس العلوم الاجتماعية في مدينة ناغويا اليابانية.