شدد وزير الدفاع التركي يشار غولر، الثلاثاء، على أن تركيا لن تسمح بإنشاء ممر إرهابي على حدودها الجنوبية، وأن عملياتها الخارجية حالت دون دفع أثمان أكبر في الداخل.
جاء ذلك في معرض تقديمه إحاطة للبرلمان حول الهجوم الإرهابي الأخير في منطقة "عملية-المخلب" شمالي العراق والذي أسفر عن استشهاد 9 جنود أتراك، والتطورات في المنطقة.
وقال غولر إن دماء الشهداء لم تذهب سدى، مشيرا إلى تحييد 78 إرهابيا في الأيام الخمسة الأخيرة.
ولفت غولر إلى أن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي الذي تكبد خسائر جسيمة بعد عمليات المخلب، جعل مناطق العمليات التركية على رأس أهدافه، بغية تجاوز الوضع الراهن.
وأشار إلى أنه من الملاحظ أن الإرهابيين يستخدمون التجمعات المدنية الموالية لهم كغطاء في هجماتهم على القوات التركية ومحاولات التسلل لمناطق العمليات.
وأضاف: "لو لم نكن هناك (في شمال العراق) لطالت الهجمات حدودنا كما في السابق، ولدفعنا أثمانا أكبر داخل مدننا".
ولفت غولر إلى تحييد 1689 إرهابيا ردا على 3 آلاف و151 محاولة إطلاق نار وتسلل نحو القواعد في مناطق عملية "المخلب- القفل" شمال العراق.
وتطرق الوزير غولر إلى عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" التي قامت بها تركيا في سوريا.
ولفت إلى أنه عبر تلك العمليات قامت تركيا بتمزيق الممر الإرهابي المراد إنشاؤه على حدودها، فضلا عن توفير مناطق آمنة لأهالي تلك المناطق أو النازحين.
وأضاف: "لن نسمح بإنشاء ممر إرهابي على طول حدودنا الجنوبية مهما كانت الأطراف الداعمة له وبغض النظر عن أسبابه وذرائعه".
وأشار غولر أن العمليات التي تنفذها تركيا ضد التنظيم الإرهابي في شمال العراق وسوريا ينبغي النظر إليها على أنها "تعاون دولي" في سياق الحرب ضد الإرهاب، وليس كنشاط ضد سيادة هاتين الدولتين.
ولفت إلى أن تركيا لطالما أكدت للمسؤولين العراقيين ضرورة ألا يسمح العراق للتنظيمات الإرهابية باستخدام أراضيه.
وأردف: "أود أن أؤكد مرة أخرى أننا سنتخذ جميع أنواع التدابير ضد الأنشطة التدميرية والانفصالية التي تنطلق من الأراضي العراقية ضد حدود تركيا وأمنها واستقرارها طالما لم تتم تلبية توقعاتنا (بخصوص مكافحة الإرهاب)".
و"بي كي كي" (PKK) تنظيم إرهابي ينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتقوم تركيا بمكافحته ردا على هجمات يشنها ضد مواطنيها وقواتها.
وفي 17 أبريل/ نيسان 2022، أطلقت تركيا عملية "المخلب ـ القفل" ضد معاقل تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان شمالي العراق.
