أعرب وفد برلماني تركي، توجه إلى مدينة لاهاي الهولندية لمتابعة جلسات الاستماع في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، عن رغبتهم في اكتمال المحاكمة بأقرب وقت وتحقيق العدالة.
وفي وقت سابق الخميس، بدأت محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع المرتبطة بالدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل متهمة إياها بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في غزة، وهو ما تنفيه تل أبيب.
ولحين البت في القضية، طلبت جنوب إفريقيا من المحكمة (الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة) إصدار "أمر مؤقت عاجل" لإسرائيل بـ"تعليق فوري لعملياتها العسكرية" في غزة.
وضم الوفد رئيس لجنة العدل بالبرلمان النائب عن حزب العدالة والتنمية جنيد يوكسل، والنائب عن حزب العدالة والتنمية إسماعيل قره يل، وعضو اللجنة الدستورية النائب جاهد أوزكان.
وفي تصريحات صحفية عقب انتهاء الجلسة الأولى للاستماع، تطرق يوكسل الذي يرأس الوفد البرلماني التركي إلى الأزمة الإنسانية في غزة.
وأوضح أن إسرائيل التي ارتكبت هذه المأساة والعار، تواصل بشكل أرعن أفعالها التي هي محور الاتهامات بارتكاب "جرائم حرب وإبادة جماعية".
وقال: "كتركيا لن تكون سلطاتنا ولا منظماتنا المدنية طرفا في هذا الظلم، وطالبت تركيا بإنهاء الهجمات الإسرائيلية الوحشية التي تستهدف المدنيين في أقرب وقت ممكن، وتؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عنها".
وأضاف: "رحبنا بالدعوى التي قدمتها جمهورية جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، ونعلن مرة أخرى باسم الشعب التركي دعمنا لهذا المسار، ونريد أن ينتهي في أقرب وقت ممكن وأن تتحقق العدالة".
وشدد يوكسل على أنه من غير الممكن إحلال السلام والاستقرار الدائمين في منطقتنا دون التوصل إلى حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية.
وأردف: "لذلك فإن تطلعاتنا الأساسية هي أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات عاجلة وملموسة نحو إحلال السلام".
وأكد أن "تركيا ستساهم بشكل فعال في كافة الجهود الرامية للتوصل إلى حل، كما أنها مستعدة لتحمل المسؤولية بوصفها ضامنا في مرحلة تنفيذ الاتفاق النهائي".
من جانبه، ذكر أوزكان أن التصريحات خلال جلسة الاستماع كانت مؤثرة للغاية، مبينا أن الصور التي التقطتها وكالة الأناضول كانت من بين الأدلة التي قدمتها جنوب إفريقيا.
وأكد أن وكالة الأناضول لعبت دورا فعالا ومهما للغاية في توثيق الإبادة الجماعية في غزة وفي مساء المحاكمة، مشيرا إلى أنها دعمت اتهامات جنوب إفريقيا في جلسة الاستماع بطريقة غنية بصريا.
بدوره، أكد قره يل أن تركيا تدعم تطبيق القانون الدولي وحل النزاعات من خلال المحاكم الدولية، مبينا أن موقف تركيا يتمثل في ضرورة حل النزاعات وفقا لقواعد القانون الدولي.
وأكد أنه من غير المقبول عدم التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل وبقاؤها دون عقاب، لافتا إلى أن تركيا ستبقى دائما متابعة للمسار في مثل هذه الحالات لضمان تحقيق العدالة ومعاقبة المجرمين واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المسؤولين.
وشدد على ضرورة أن تصدر محكمة العدل قرارا احترازيا من أجل الحد من المآسي في غزة.
وغدا الجمعة، تعقد المحكمة جلسة الاستماع الثانية والأخيرة التي سيقدم فيها فريق إسرائيل القانوني دفاعاته في الاتهامات المقدمة ضد تل أبيب.
وتعد أحكام محكمة العدل ملزمة قانونا، لكنها لا تملك سلطة لفرض تطبيقها، وفي 2022 تجاهلت موسكو أمرا من المحكمة بوقف العمليات العسكرية الروسية في جارتها أوكرانيا.
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى من 84 صفحة، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها في "ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وكانت إسرائيل وافقت على المثول أمام المحكمة بذريعة أنها تريد "دحض" ما وصفتها بالاتهامات "السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني".
ومن المتوقع أن تقرر المحكمة وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة لاحقا، كيفية سير مداولاتها في هذه القضية.