مرشح حزب العدالة والتنمية "مراد قوروم" يتعهد بـ"إحياء" إسطنبول
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Jan 09, 2024
أطلق وزير البيئة والتخطيط العمراني السابق مراد قوروم حملته الانتخابية، الاثنين، بعد إعلانه مرشحاً عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في إسطنبول في الانتخابات المحلية المقبلة، متعهداً بإعادة المدينة إلى مجدها السابق بعد سنوات من إدارتها من قبل المعارضة.
وتفاخر مراد قوروم بسجله في تطوير المدن خلال فترة عمله كوزير، حيث يأمل في استعادة بلدية إسطنبول من حزب الشعب الجمهوري المعارض، وتحدث قوروم للصحفيين بعد ساعات من إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان ترشيحه عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، لمنصب رئيس بلدية المدينة في الانتخابات البلدية المقبلة.
وأطلق قوروم، حملته الانتخابية بتكريم اسمين تاريخيين مرتبطين بإسطنبول، بالإضافة إلى الراحل قادر طوباش، آخر رئيس بلديةٍ للمدينة من حزب العدالة والتنمية، وزار قوروم ضريح السلطان العثماني محمد الثاني المعروف باسم محمد الفاتح، الذي عزز الحكم التركي المستمر للمدينة بالفتح عام 1453، وضريح الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري.
وقال قوروم للصحفيين في المكاتب الفرعية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول مساء الأحد: "بمشيئة الله، ستنتهي فترة خلو العرش في إسطنبول مساء 31 مارس/آذار وسيبدأ عصر النهضة".
ويحظى وزير البيئة والتخطيط العمراني والتغيُّر المناخي السابق، بتأييد تحالف "الجمهور" الذي يضم إلى جانب حزب العدالة والتنمية حليفه الرئيسي حزب الحركة القومية وأحزاباً صغيرة أخرى، وسيتنافس قوروم مع أكرم إمام أوغلو رئيس البلدية الحالي من حزب الشعب الجمهوري، الذي فاز في الانتخابات الأخيرة عام 2019، منهياً حكم حزب العدالة والتنمية الطويل في المدينة الأكثر سكاناً في تركيا.
وقال قوروم إنه يعمل على خطة طوارئ لإسطنبول، مدتها عام واحد و100 يوم، والتي سيكشف عنها قريباً.
واستشهد الوزير السابق الذي انتُخب نائباً في الانتخابات العامة التي أجريت في مايو/أيار الماضي، بفترة عمله كموظف ثم كمدير لوكالات الإسكان الكبرى في تركيا، مثل إدارة تطوير الإسكان توكي، و"إملاك كونوت" لمدة عقدين تقريباً، وقال إن هذه التجربة ساهمت في تعزيز فترة ولايته كوزير، وهو المنصب الذي تولّاه عام 2018.
وأضاف: "لقد خدمنا الأمة، من إسطنبول وخارجها، وقمنا ببناء مئات الحدائق العامة وأطلقنا مشاريع التحول العمراني، كما قمنا ببناء مئات الآلاف من المساكن لمواطنينا المتضررين من الكوارث، وأنا فخور بخبرتي الممتدة على مدار 25 عاماً وببصمتي في جميع مناطق إسطنبول الـ 39.
وأشار قوروم إلى أنهم بدأوا مشاريع التحول العمراني في عدة مناطق بإسطنبول، من "غازي عثمان باشا" إلى "غونغوران"، "بالرغم من العقبات"، في إشارة إلى المنتقدين وخاصة المعارضة، الذين رفعوا دعاوى قضائية لوقف المشاريع.
وأكد على أن التحول العمراني هو مشروع طموح على مستوى البلاد صممته حكومات حزب العدالة والتنمية لاستبدال المباني القديمة غير المقاومة للكوارث بمبانٍ جديدة، ويقدم حوافز لأصحاب المباني للهدم وإعادة البناء.
وأوضح: "هذه مجرد بداية لما نحن على وشك القيام به، إنه أكثر بكثير مما فعلته الإدارة الحالية لإسطنبول في السنوات الخمس الماضية".
وتعهد قوروم بأن يعمل على إزالة جميع المباني المعرضة لخطر الانهيار في حالة وقوع كارثة محتملة، مضيفاً: "سنعمل أيضاً على إنهاء المشاكل الحالية في النقل في إسطنبول، لجعل المدينة أكثر أماناً مرة أخرى، ومنافسنا الوحيد هو الإهمال تجاه هذه المدينة، وعقلية التصور الخاطئ"، في إشارة واضحة إلى إدارة " أكرم إمام أوغلو".
ويتهم المنتقدون" إمام أوغلو" بسلسلة من الإخفاقات الناجمة عن المشاكل المستمرة في وسائل النقل الجماعي بسبب عدم صيانة المركبات بشكل صحيح، ما أدى إلى تأخير مواعيد الحافلات، كما يتعرض لانتقادات شديدة لعدم قيامه بإدارة الأزمات في المدينة في أوقات الفوضى، مثل العاصفة الثلجية الهائلة في السنوات الماضية والفيضانات.
وفي قلب هذا الاستياء من إدارة "إمام أوغلو" تكمن قضية رئيسية هي الازدحام المروري الذي أصبح مصدراً رئيسياً للسخط، حيث يواجه السكان رحلات طويلة، ويبحثون عن حلول عملية لتسهيل التنقل اليومي، ويُنظر إلى شبكة النقل العام الحالية، المصممة لتخفيف الازدحام، على أنها غير كافية لتلبية احتياجات العدد المتزايد من سكان إسطنبول.
وتعد الشكاوى بشأن ازدحام الحافلات و"المتروباص" وخطوط "المترو" أمراً شائعاً، ما يساهم في إزعاج وتأخير الركاب، كما أثار النقص الملحوظ في الخدمات الموثوقة، تساؤلات حول قدرة إدارة المدينة على معالجة هذا الجانب الأساسي من الحياة الحديثة.
وتؤدي مشكلات النقل العام إلى تفاقم الأزمة، حيث تشعر بعض الأحياء بعدم وجود خدمات كافية ويعرب السكان عن إحباطهم إزاء خيارات النقل المحدودة، لا سيما في المناطق النائية، وقد أدى التوزيع غير العادل لجودة الخدمة إلى تغذية الشعور بعدم المساواة، وسلط الضوء على الحاجة إلى استراتيجية أكثر شمولاً للنقل العام.
وحول هذا الموضوع علق قوروم بالقول: "سنكون دائماً مع إسطنبول، لن نأتي في بعض الأحيان فحسب"، في انتقادٍ آخر لإمام أوغلو الذي أثار الجدل بسبب قيامه بجولة في مدن أخرى، أوقات الأزمات.
وتقف إسطنبول، باعتبارها أكبر مدينة في البلاد ومركزها الاقتصادي، كنقطة محورية في المشهد السياسي التركي، حيث تعمل كمعقلٍ لمختلف الحركات السياسية، وتمثل نتائج الانتخابات فيها أكثر من مجرد تعيين رئيس بلدية، فهي تنطوي على القدرة إما على تعزيز الديناميكيات السياسية القائمة أو الإشارة إلى تحول في التوازن السياسي الأوسع، كما يتمتع رئيس بلدية إسطنبول بنفوذٍ كبير، حيث يؤثر على الحكم والسياسات المحلية وتحمل كلمته صدىً على المسرح الوطني.
و الأحد، أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان عن أسماء المرشحين لـ 26 ولاية، ومن المتوقع أن يعلن عن المرشحين للعاصمة أنقرة وباقي الولايات الأخرى في 15 يناير/ كانون الثاني الجاري.