أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أنه لا مفر من تأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن أنقرة ستواصل فعل ما بوسعها في هذا الاتجاه.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها للجزائر، إنه "لا يمكن قبول بأي شكل الهجمات الإسرائيلية التي تحولت إلى عقاب جماعي وباتت تشكل جريمة حرب".
وأضاف أن "تهجير الناس واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس والأماكن التي ينبغي أن تكون محمية، هو همجية وانعدام للضمير".
وأردف: لا يمكن تأسيس استقرار وسلام دائم في منطقتنا دون التوصل إلى حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية
وزاد: أولويتنا في غزة هي التوصل لوقف إطلاق نار دائم وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وحول اتفاق مرتقب لتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس قال أردوغان: وزير خارجيتنا ورئيس استخباراتنا يتابعان الأمر بشكل مشترك مع قطر، مضيفاً: نتمنى تحقيق نتائج بأقرب وقت في تبادل الأسرى.
وأكد استعداد بلاده لـ"تحمل المسؤولية كضامن، مع دول المنطقة، في تطبيق السلام العادل الذي ستتفق عليه إسرائيل وفلسطين".
وبوساطة قطرية، تُجرى مفاوضات تشمل تبادل أسرى إسرائيليين وفلسطينيين، ووقفا لإطلاق النار لعدة أيام في قطاع غزة، وإدخال مواد إغاثة ووقود إلى القطاع المحاصر إسرائيليا منذ عام 2006.
وحول العلاقات بين تركيا والجزائر، أشار أردوغان أن المحادثات والمشاورات بين البلدين في السنوات الثلاث الأخيرة، "أسفرت وما زالت تسفر عن نتائج جيدة".
ولفت الرئيس التركي إلى قرار تأسيس "مجلس التعاون رفيع المستوى" خلال زيارته السابقة للجزائر عام 2020، وانعقاد الاجتماع الأول للمجلس السنة الفائتة في العاصمة أنقرة.
وتابع: "ترأسنا اليوم مع أخي العزيز (تبون) الاجتماع الثاني لمجلس التعاون رفيع المستوى، عقدنا اجتماعات مثمرة، وتبادلنا الأفكار حول الخطوات المزمع اتخاذها لتعميق علاقاتنا، وسنتابع عن كثب المشاريع التي سيتم تنفيذها في هذا الإطار".
وذكر أن المجلس أعيدت تسميته ليصبح "مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى" وذلك بإضافة وصف "الاستراتيجي"، مضيفا بالقول: "هذا القرار مؤشر على المستوى الذي وصلت إليه علاقاتنا والرؤية الاستراتيجية التي تغذيها".
وتطرق أردوغان إلى التجارة الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى تحقيق رقم قياسي العام المنصرم في حجم التبادل التجاري الذي بلغ 5.3 مليارات دولار.
واستطرد: "نتوقع أن يصل حجم تبادلنا التجاري إلى 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام الجاري، ونأمل أن نصل إلى حجم التجارة البالغ 10 مليارات دولار الذي حددناه مع أخي تبون، في وقت قصير من خلال تعزيز جهودنا".
وعبر أردوغان عن اعتزازه بأن الشركات التركية هي أكبر المستثمرين وموفري فرص العمل في القطاعات غير الهيدروكربونية في الجزائر.
وأشار أردوغان إلى قيامهم بتعزيز الأساس التعاقدي لعلاقاتهم الثنائية من خلال 13 اتفاقية وقعوها مع الجزائر في مختلف المجالات.
وأضاف: "سنواصل بذل الجهود في الفترة المقبلة بشأن الخطوات الإضافية التي يمكن اتخاذها في جميع جوانب علاقاتنا، من التجارة وصولا إلى الطاقة، ومن البيئة إلى الثقافة".
والثلاثاء، وصل الرئيس أردوغان العاصمة الجزائر في زيارة استهلها بزيارة نصب الشهداء، قبل التوجه إلى عقد لقاء ثنائي مع نظيره الجزائري في القصر الرئاسي.