أردوغان: هجوم أنقرة يمثل الأنفاس الأخيرة للإرهاب

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 01.10.2023 15:38
آخر تحديث في 02.10.2023 10:30
الرئيس التركي يلقي كلمة خلال مشاركته في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي، 1-10-2023 صورة: الأناضول الرئيس التركي يلقي كلمة خلال مشاركته في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي، 1-10-2023 (صورة: الأناضول)

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العملية الإرهابية التي جرت صباح اليوم الأحد في العاصمة أنقرة تمثل "الأنفاس الأخيرة للإرهاب".

جاء ذلك في كلمة ألقاها، الأحد، خلال مشاركته في افتتاح العام التشريعي الثاني للدورة الـ28 للبرلمان التركي.

وقال أردوغان في هذا الخصوص: "العملية التي جرت صباح اليوم، وتم خلالها تحييد قاتلين اثنين نتيجة لتدخل قواتنا الأمنية في الوقت المناسب، تمثل الأنفاس الأخيرة للإرهاب".

وأضاف في هذا السياق: "لم ينجح الأنذال الذين استهدفوا سلامة وأمن مواطنينا في تحقيق مبتغاهم، ولن ينجحوا أبدًا".

وأكد الرئيس التركي أن قوات بلاده ستواصل الكفاح بكل عزيمة إلى حين القضاء على آخر إرهابي في الداخل أو الخارج.

وقال أردوغان إن بلاده تريد القضاء على وجود التنظيم الإرهابي (بي كي كي) خارج حدودها أيضا.

وأردف: "لن نسمح للتنظيم الإرهابي بتوجيه السياسة وعرقلة المسيرة المقدسة لبلادنا".

وأضاف: "استراتيجية حماية حدودنا الجنوبية بأكملها بشريط أمني يصل عمقه إلى 30 كيلومترًا على الأقل وإبقاء الأنشطة الإرهابية خارج هذا الشريط تحت الرقابة المطلقة ما تزال مستمرة".

وتطرق إلى مسألة إعداد دستور جديد للبلاد قائلا: "الشعب الذي تحدى أسلحة الانقلابيين ليلة 15 تموز (يوليو 2016)، يستحق تتويج كفاحه الديمقراطي بدستور مدني".

وأردف: "الآن أمامنا مهمة جديدة وفرصة جديدة، وهي منح بلادنا دستورًا جديدًا ومدنيًا، ومسؤوليتنا الأساسية هي إنقاذ تركيا من الدستور الحالي الذي فرضته إدارة انقلاب 12 سبتمبر (1980) على أمتنا قبل 41 عامًا".

ولفت إلى أن الدستور الحالي تم تعديله أكثر من عشرين مرة حتى أصبح مترهلا، مبينا أنه لم يعد قادرا على مواكبة تركيا الحديثة.

ودعا أردوغان جميع الأحزاب السياسية والمنظمات إلى المشاركة في إعداد الدستور الجديد.

وتابع: "كما أن تنظيم "غولن" الإرهابي لن يبصر النور مرة أخرى في تركيا، فمن المستحيل أيضا إقدام تنظيمات مماثلة على خيانات جديدة".

في سياق آخر، قال أردوغان إنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي ألا ينتظر من تركيا شيئا "إذا لم يتراجع عن أخطائه" وفي مقدمتها مسألة التأشيرة" (عدم رفعها عن الأتراك).

وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 18 مارس/ آذار 2016، إلى 3 اتفاقات مرتبطة ببعضها حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.

والتزمت أنقرة بما يجب عليها بحسب الاتفاقين الأولين، في حين لم تقم بروكسل بما يقع على عاتقها بخصوص إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك وبنود أخرى.

وقال الرئيس التركي: "إذا تراجع الاتحاد الأوروبي عن الإجراءات الجائرة بحق تركيا، فإنهم يصححون الأخطاء التي وقعوا بها، وإن لم يفعلوا فإنهم يفقدون الحق في الحصول على أي تطلعات من تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا".

وقال أردوغان: "قوة تركيا لا تنبع من إمكاناتها الداخلية فحسب بل قسم كبير من قوتنا الحقيقية يأتي من مئات ملايين الأصدقاء الذين نتشارك معهم الحضارة والتاريخ والإرث الثقافي والذين دخلنا لقلوبهم بقيمنا الإنسانية".

واعتبر الرئيس التركي وقوف مئات الملايين من أحباء تركيا إلى جانبها في كارثة الزلزال بأنه "قيمة لا مثيل لها".

وقال: "صداقة تركيا كم هي قيمة ومهمة، يعرفها كافة إخوتنا من قره باغ حتى ليبيا ومن سوريا حتى الصومال".

وأكد الرئيس التركي على قطعهم مسافة جيدة نحو هدفهم بتحقيق حزام من الاستقرار يحيط بتركيا.

وقال: "عملنا على تعميق تعاوننا من خلال مشروع تكامل إقليمي. ومستعدون على تحقيق إضافات في هذا الإطار، من يُقبل إلينا بخطوة سنهرول نحوه، يكفيه أن يحترم سيادة تركيا وخطوطها الحمراء ومبدأ الربح معًا وأيضا احترام المكتسبات التي حققتها بعد دفعها أثمانا باهظة".

وفيما يخص الوضع الاقتصادي، قال أردوغان: "عواقب الحرب الروسية الأوكرانية التي أخلّت توازن الاقتصاد العالمي، تتجلى في جوانب مختلفة كل يوم".

وأشار إلى أن معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال الـ 60 إلى 70 عامًا الماضية، وأن هناك مشاكل خطيرة في كل مجال من الغذاء إلى الطاقة، ومن التجارة إلى التوظيف.

وذكر أردوغان أنه لا توجد دولة في العالم بما في ذلك الدول المتقدمة، يمكنها رؤية المستقبل بوضوح، مبيناً أن تركيا تتأثر حتماً من هذه السلبيات.

وقال: "هدفنا هو إخراج بلادنا من هذه الفترة الحساسة بأقل خسارة وأكبر مكسب".

وأوضح الرئيس أردوغان أن استراتيجيات تنمية البلاد من خلال الاستثمار والتوظيف والإنتاج والصادرات وفائض الحساب الجاري لا تزال تشكل العمود الفقري للسياسة الاقتصادية لحكومته.

وتابع: "ينبغي ألّا ننسى أبدًا أن نجاح الاقتصاد التركي يزيد من جودة حياة الجميع، وعكس ذلك يخلق وضعًا يجعل الجميع يدفعون الثمن".

وبالنسبة لمعاداة الإسلام في أوروبا، أشار إلى أن الذين يقدسون عداء الإسلام ويدعمون أي خطوة في هذا الاتجاه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والذين يتغاضون عن جرائم الكراهية التي تستهدف الأتراك والمسلمين، فإنهم محكومون بأن يلقوا نفس المصير.

وأعرب عن أمله في أن يفتح البرلمان التركي الباب أمام "روح جديدة للتعاون في العام التشريعي الجديد"، وعن رغبته في أن تعمل الأحزاب السياسية، تحت قبة البرلمان من أجل خدمة تركيا.