تركيا والولايات المتحدة تتجهان نحو "عصرٍ جديد" في العلاقات التجارية

تركيا والولايات المتحدة تتجهان نحو "عصرٍ جديد" في العلاقات التجارية

عزز الاجتماع الذي عقد تحت عنوان "التطلع إلى الأمام في العلاقات التجارية بين تركيا والولايات المتحدة"، والذي استضافه مجلس التعاون الاقتصادي التركي وغرفة التجارة الأمريكية في تركيا، المناقشات حول تعميق العلاقات التاريخية القوية وتوسيع التفاعلات التجارية المتطورة باستمرار بين أعضاء حلف شمال الأطلسي الناتو، والتي تمتد إلى ما يقرب من قرنين من الزمان.

وشدد تانكوت تورنا أوغلو رئيس غرفة التجارة الأمريكية في تركيا، وهي جمعية تمثل 125 شركة أمريكية عاملة في البلاد، في كلمته الافتتاحية على أهمية زياراتهم المرتقبة إلى واشنطن ونيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر، مشيراً إلى أن العلاقات القوية بين تركيا والولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى بين "العلاقات الاستراتيجية الأكثر أهمية واستدامة على مستوى العالم".

وأضاف: "إن العلاقات التجارية بين بلدينا التي يعود تاريخها إلى 200 عام، تستمر في التقدم يوماً بعد يوم. وتشهد على ذلك التطورات في النصف الأول من عام 2023".

ومشيراً إلى أن الاجتماعات بين قطاعات الأعمال وأنشطة التجارة والاستثمار تزيد من تسارع الفترة الجديدة في التجارة، أوضح تورنا أوغلو تفاصيل الزيارات المتوقعة للولايات المتحدة.

وقال: "في الفترة من 12 إلى 15 سبتمبر/أيلول، سنقوم بزيارة واشنطن العاصمة كوفد من غرفة التجارة الأمريكية. وسنجري اتصالات مع الكونغرس وأعضاء مجلس الشيوخ ومراكز الأبحاث الرائدة لمدة 4 أيام هناك. كما نخطط لعقد ما يقرب من 50 اجتماعاً فردياً".

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، نقيم حفل استقبال يستضيفه مكتب الاستثمار الرئاسي وسفارة تركيا في واشنطن، للاحتفال بالذكرى المئوية لجمهوريتنا في واشنطن، حيث سنلتقي بممثلي الأعمال الأتراك الأمريكيين والمقيمين من أبناء شعبنا".

وتابع بالقول: "وبانتقالنا إلى نيويورك، سنشارك في العديد من الفعاليات التي ستسلط الضوء على العلاقات التركية الأمريكية في نيويورك خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة".

كما ألمح إلى إطلاق مشروع مهم يحمل اسم "غلوبال أتراك" على هامش هذه الفعاليات التي من المتوقع أن يحضرها العديد من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى والوزراء وممثلي عالم الأعمال.

وفي معرض تسليط الضوء على مؤشرات تحسن العلاقات التجارية، بصرف النظر عن التوسع في حجم التجارة الثنائية، قال تورنا أوغلو: "حقيقة أن معرض الرياح التجارية 2024 وهو أحد أهم الأحداث التجارية للحكومة الأمريكية، سيقام في تركيا في 15 مايو/أيار عام 2024، تمثل إحدى المؤشرات الأكثر وضوحاً لهذه الفترة الجديدة التي ستكتسب فيها العلاقات بين البلدين زخماً".

وشدد تورنا أوغلو أيضاً على الإمكانات الاستثنائية التي تتمتع بها تركيا ضمن عدد قليل من الدول في جميع أنحاء العالم.

وسلط الضوء على الاستثمارات المستمرة للشركات الأمريكية في تركيا كدليل على وجهة النظر هذه. وأشار إلى أن غرفة التجارة الأمريكية تسعى إلى تعزيز دور تركيا كمركزٍ إقليمي، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع مناطق آسيا الوسطى والقوقاز.

وتحفل العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بتاريخ طويل من التعاون العسكري والاقتصادي، لكن شراكتهما الاستراتيجية شهدت العديد من الصعوبات الدبلوماسية خلال السنوات الأخيرة بسبب التحديات والخلافات المتعددة.

ومع ذلك، فإن المحادثات المكثفة بين قادة البلدين والدبلوماسيين على مدى العامين الماضيين، وإطلاق آلية استراتيجية ودور أنقرة في حرب أوكرانيا، كلها مؤشرات على نوايا لإصلاح العلاقات وتعزيزها.

وتهدف تركيا والولايات المتحدة إلى تحقيق تجارة ثنائية سنوية بقيمة 100 مليار دولار في السنوات المقبلة، وهو الهدف الذي أقره الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، ارتفاعاً من الرقم الحالي البالغ حوالي 30 مليار دولار.

حجم التجارة المتنامي

من جانبه، أشار محمد علي يالجين داغ رئيس مجلس الأعمال التركي الأمريكي TAIK، إلى أن الاضطرابات في سلسلة التوريد، والطريق لفتح الأسواق وقواعد الإنتاج القريبة حول العالم، وإعادة تشكيل طرق التجارة، إلى جانب الطلب الراكد بعد الوباء، وكل تلك العوامل كان لها تأثيرات إيجابية على التجارة بين البلدين، وهو ما ظهر في تنامي حجم التجارة في السنوات الثلاث الماضية.

وقال: "التجارة بين تركيا والولايات المتحدة، التي كانت أقل من 20 مليار دولار عام 2019، تجاوزت 32 مليار دولار عام 2022".

ووفقاً لبيانات الاتحادين، أدى تبادل السلع الثنائي عام 2022 إلى صادرات بقيمة 16.9 مليار دولار من تركيا إلى الولايات المتحدة و15.2 مليار دولار من الواردات.

بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من الاستراتيجيات المتخذة لتعزيز العلاقات التجارية، سلط يالجين داغ الضوء أيضاً على "نهج الدول" الذي يتبعه مجلس التعاون الاقتصادي الأمريكي التركي، مشدداً على أهمية حجم كل من الأسواق الأمريكية والتركية.

وأضاف: "في هذا السياق، نخطط لتنظيم أحداث موجهة للقطاعات في كل ولاية مع هيكلة لجان TAIK الفرعية. وعلى سبيل المثال، أثناء إرسال وفود موجهة نحو التكنولوجيا والشركات الناشئة إلى كاليفورنيا، سننظم فعاليات لصناعة المعدات الطبية في ماساتشوستس وأخرى لقطاع موردي السيارات في ميشيغان". وأوضح أنه عندما تزيد تركيا تجارتها مع الولايات المتحدة إلى 100 مليار دولار، فإنها ستنتقل إلى رتبة الشريك التجاري الثالث عشر من حيث الحجم ارتفاعاً من الرتبة الخامسة والعشرين "وهو ما نعتقد أنه مهم للغاية لاستقرار سعر الصرف".

وحول مؤتمر الاستثمار التركي الثالث عشر الذي نظمه مجلس الأعمال التركي الأمريكي، أشار يالجين داغ إلى أنه من المقرر عقد برنامج تركيا لمدة يومين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 19 إلى 20 سبتمبر/أيلول.

وأشار إلى أنه "تم هذا العام استقبال البرنامج باهتمام أكبر بكثير، فاق توقعاتنا، وخاصة من المستثمرين الأمريكيين".

وفي إشارة إلى الاجتماع مع المستثمرين المقرر عقده في 19 سبتمبر/أيلول، والذي يستضيفه بنك غولدمان ساكس، أشار يالجين داغ إلى أنه "تم حجز الصالة بالفعل"، مؤكداً أنه من المنتظر أن يحضر وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك الاجتماع.

بقلم: AMINA ALI

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.