أردوغان: محاربة الإرهاب سبيلنا لحل مشكلة الهجرة غير النظامية

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 27.07.2023 10:51
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلقي كلمة خلال مشاركته في مراسم تخريج دفعة من عناصر الأمن بالعاصمة أنقرة صورة: الأناضول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلقي كلمة خلال مشاركته في مراسم تخريج دفعة من عناصر الأمن بالعاصمة أنقرة (صورة: الأناضول)

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن محاربة التنظيمات الإرهابية هي السبيل لحل مشكلة الهجرة غير النظامية في تركيا.

وأوضح الرئيس أردوغان، خلال مشاركته في مراسم تخريج دفعة من عناصر الأمن بالعاصمة أنقرة، أن "السبيل لحل مشكلة المهاجرين التي تم استغلالها خاصة خلال فترة الانتخابات (التركية) يتمثل في محاربة التنظيمات الإرهابية بنجاح".

وأضاف أن "إفشال المحاولات التي تستهدف الاقتصاد والديمقراطية والسياسة الخارجية ووحدتنا الوطنية مرهون بالتخلص تماماً من آفة الإرهاب".

وأردف: "نقوم بتطهير مناطق بجنوب شرق، وشرق تركيا من الإرهابيين، وجعلنا التنظيم الإرهابي غير قادر على رفع رأسه ليس داخل حدودنا فحسب، بل أيضا في العراق وسوريا".

وتابع: "في إطار استراتيجيتنا لاستئصال الإرهاب من مصدره، نقوم على الفور بتدمير أي تجمع إرهابي، حيث نجعل أعضاء التنظيم الانفصالي (بي كي كي) يدفعون ثمن دماء الشهداء التي أراقوها، والألم الذي يلحقونه بمواطنينا".

وأكد أنهم "مصممون على كسر الأيدي القذرة التي تمتد إلى تركيا، هدفنا هو القضاء التام على التنظيمات الإرهابية وتهديداتها ضد بلدنا".

وبيّن أردوغان أنه من المهم للغاية بالنسبة إلى تركيا التخلص من آفة الإرهاب التي سلطتها عليها القوى الإمبريالية.

وأكمل: "ما دام وجود التنظيمات الإرهابية مستمرا فلا يمكننا أن نشعر بالأمان، ولأن هناك عناصر إرهابية داخل حدودنا أو خارجها، لا يمكننا تحقيق رؤيتنا لمئوية تركيا بالسرعة التي نتمناها".

وأوضح: "إذا كنا نريد أن نكون بين الدول العشر الأوائل في الاقتصاد، وأن نرفع عائدات السياحة السنوية إلى 100 مليار دولار، وإذا كنا نرغب في أن نكون أصحاب كلمة في النظام العالمي، فعلينا أن ننهي مشكلة الإرهاب".

وانتقد الرئيس أردوغان موقف المعارضة التركية حيال أزمة اللاجئين قائلا: "موقف المعارضة في بلادنا تجاه السوريين الذين فروا من الموت ولجأوا إلينا وتطلعوا إلينا كأنصار، ليس إنسانيا ولا إسلاميا".

وصرح الرئيس التركي أنه مع استمرار الهجمات الإرهابية في سوريا والعراق، سيستغرق عودة اللاجئين إلى ديارهم وقتًا أطول من المتوقع.

وبيّن: "حتى الآن نقوم ببناء نحو 500 ألف منزل هناك (المناطق المحررة من الإرهاب شمال سوريا)، ستزداد العودة الطوعية والكريمة مع استمرار استتباب الأمن والاستقرار".

ومضى بالقول: "رأينا هذا الأمر في شمال سوريا، فقد عاد نحو 600 ألف سوري للأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة بعد تطهيرها من الإرهاب".

واستطرد أردوغان: "بفضل مشروع بناء منازل الطوب الذي نسيّره بقيادة منظماتنا المدنية، وفرنا مساكن لـ90 ألف أسرة".

وقال: "نهدف لإعادة 240 ألف أسرة أي ما يعادل مليون سوري إلى بلادهم من خلال المشروع السكني الذي وضعنا حجر أساسه قبل نحو شهرين".

وشدد الرئيس التركي على "استمرار مشروع إنشاء المساكن الدائمة الذي يسيّر بتمويل من قطر".

وأوضح: "بالتزامن مع كافة هذه الخطوات، كثفنا جهودنا في مكافحة الهجرة غير النظامية في مدننا الكبرى وخاصة إسطنبول".

واستدرك: "ليست لدينا أي مواقف سلبية تجاه الذين يزورون بلادنا بغرض السياحة والاستثمار والتعليم والعلاج أو تجاه الخاضعين لقانون الحماية المؤقتة".

وكشف أنه خلال آخر شهرين، تم القبض على 36 ألف مهاجر غير نظامي، جرى ترحيل 16 ألفا منهم.

وقال أردوغان: "بإذن الله سنجد حلا لمسألة الهجرة غير النظامية وفقا لثقافتنا ومعتقداتنا وقوانيننا".

وتابع: "لا يليق بنا أن نحكم على المظلومين حسب لونهم أو أصلهم أو دينهم. ولا يليق بنا أن نتجه نحو أفكار معادية للأجانب تهدد شعبنا في الغرب".

وأكد أنه على مر التاريخ، كان الشعب التركي يحتضن المضطهدين والذين يقعون في ضائقة، موضحا: "فعلنا ذلك عندما تعرض إخواننا بالعراق للاضطهاد في التسعينيات، كما فعلنا ذلك عندما لجأ جيراننا السوريون إلينا حفاظا على حياتهم".

وأردف: "لا يوجد تاجر فتنة، ولا مستفز، ولا فاشي يمكنه أن يُغير الموقف الوجداني الذي ورثناه عن أسلافنا".

وشدد أردوغان: "لن يناسب مسلمًا أو مسلمًا تركيًا أن يولي أهمية لخطاب الكراهية ضد اللاجئين".

وبيّن: "خطنا واضح جدا، لن نساوم على أمننا، ولن نوقع مواطنينا بمشاكل، ولن نحرج أمتنا مثل 'كارثة جسر بورالتان' (وقعت منتصف الأربعينيات على يد القوات السوفيتية)، بينما نحتضن المظلومين والضحايا، سنواصل إنتاج حلول دائمة لمشكلة الهجرة غير النظامية بسياسات واقعية".