في أعقاب هزيمته في الانتخابات الرئاسية، يواجه كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري، دعوات متزايدة لاستقالته. وبينما تهب رياح "التغيير" في اتجاهه، يحاول السياسي البالغ من العمر 74 عاماً جاهداً، إبعاد المعارضين وإسكاتهم.
ومن بين أعلى الأصوات المعارضة له، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي وصفه رئيس حزب الشعب الجمهوري ذات مرة العلاقة التي تربطه به بعلاقة "أب وابنه". ويدعو إمام أوغلو علناً إلى "تغيير" الرئيس في أقدم حزب تركي.
وحتى الآن لا يزال كليتشدار أوغلو يغضُّ الطرف عن هذه الدعوات، لكنه يتوقع مؤتمراً قادماً للحزب من أجل انتخابات محتملة ليحل إمام أوغلو محله. وفي غضون ذلك، يحبط كليتشدار أوغلو العقبات أمام استمرار قيادته للحزب، مثل فرض الحظر على غوكهان غونايدين نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب وأحد المقربين من إمام أوغلو، على حضور اللجنة التنفيذية المركزية للحزب. من ناحية أخرى قام كليتشدار أوغلو بقطع التمويل عن تلفزيون خلق، المؤيد لحزب الشعب الجمهوري والذي صار الآن يدعم دعاة حملة "التغيير". ومع ذلك، يحتفظ المعارضون بأغلبية في مجلس حزب الشعب الجمهوري، ما يهدد حكمه بالقبضة الحديدية للحزب منذ عام 2010، عندما حل محل دنيز بايكال الزعيم الذي التزم بسياسة حزبية أكثر تقليدية.
وكان كيليتشدار أوغلو وهو بيروقراطي سابق، فتح الباب أمام تحالفات غير تقليدية، لا سيما قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مايو/أيار، ما أدى إلى زيادة نفور بعض أنصار حزب الشعب الجمهوري.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع تصدّر إمام أوغلو عناوين الصحف عندما تم تسريب مقطع فيديو خاص بمؤتمراته السرية مع مساعدين سابقين لكليتشدار أوغلو، وجميع الأسماء البارزة في الحزب، على الإنترنت. وسُمع إمام أوغلو في الفيديو وهو يناقش بالدعوة إلى "مؤتمر" غير عادي لانتخابات الحزب. وكان إمام أوغلو الذي قام بحملة بلا كلل من أجل كيليتشدار أوغلو عندما خاض الأخير الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، من بين الأسماء الأولى التي أعربت عن الحاجة إلى التغيير في قيادة حزب الشعب الجمهوري. ورداً على ذلك، علق زعيم حزب الشعب الجمهوري عمل العديد من رؤساء الفروع المحلية للحزب في جميع أنحاء تركيا، المعروفين بدعمهم لإمام أوغلو.
ووصل عدد مؤيدي التغيير في مجلس الحزب القوي إلى 31 عضواً، ما يمثل عتبةً حرجة لكليتشدار أوغلو قد تمهد الطريق لـ "المؤتمر الاستثنائي" الذي تحدث عنه إمام أوغلو في مقطع الفيديو المسرَّب.
معركة رؤساء البلديات
عززت هزيمة كيليتشدار أوغلو في الانتخابات وتمرد إمام أوغلو، الاستياء المتزايد داخل الحزب وجعلته أكثر وضوحاً. وبحسب ما ورد فقد ألقى رئيس بلدية إسطنبول خطاباً غاضباً في اجتماع عُقد مؤخراً لرؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري بحضور كيليتشدار أوغلو وانتقد الزعيم صراحةً.
وفي الاجتماع نفسه، واجه انتقادات من بولنت كريم أوغلو رئيس بلدية منطقة بكركوي في إسطنبول. وبحسب ما ورد انتقد كريم أوغلو إمام أوغلو بسبب اجتماعه السري ووصفه بأنه خطوة "غير أخلاقية". وقال كريم أوغلو إنه سيرشح نفسه لمنصب إمام أوغلو إذا وافق الحزب. ورد إمام أوغلو بأنه يجب على كريم أوغلو أن يركز على عمل بلديته وقال إنه "لا يستطيع حتى المشي في شوارع بكركوي" بسبب فشله كرئيس للبلدية.
واعترف كريم أوغلو بالمواجهة مع إمام أوغلو في الاجتماع الذي عقد في نهاية الأسبوع، لكنه قال إن إمام أوغلو هو المسؤول عن إخفاقات بلديته. وفي مقابلة متلفزة صرح كريم أوغلو إن بلدية إسطنبول الكبرى بقيادة إمام أوغلو مسؤولة عن مشاكل بكركوي، لأنها فشلت في تجديد الشارع الرئيسي في المنطقة وتسببت في "فوضى مرورية".
وقال ساخراً من رئيس البلدية: "السيد إمام أوغلو رئيس بلدية ناجح بالفعل. إنه بارع في مجال العلاقات العامة".