تركيا والإمارات.. شراكة استراتيجية متنامية بوقت قياسي

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 19.07.2023 10:43
الأناضول (الأناضول)

استطاعت تركيا والإمارات إنجاز شراكة استراتيجية متنامية بوقت قياسي، ويوماً بعد آخر، تزداد العلاقات الاستراتيجية بين تركيا والإمارات تميزاً مع تعاون متسارع ومتصاعد وروابط أخوية وثيقة بين قادة البلدين.

وتأتي زيارة الرئيس أردوغان الحالية للإمارات، التي وصلها مساء الثلاثاء قادماً من قطر في إطار جولته في الخليج، تتويجاً لما تشهده علاقات البلدين، وبعد نحو شهر من زيارة أجراها الشيخ محمد بن زايد لتركيا في 10 يونيو/ حزيران الماضي، وبعد زيارة قام بها جودت يلماز نائب الرئيس التركي لأبو ظبي الشهر الماضي أيضاً.

ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، بالتزامن مع زيارة الشيخ محمد بن زايد لتركيا في يونيو الماضي، فإن "العلاقات مع تركيا تحظى بأهمية كبيرة ضمن استراتيجية الإمارات، انطلاقاً مما تتمتع به تركيا من حضور وأهمية إقليمية وعالمية".

وتاريخياً، افتتحت تركيا سفارة في الإمارات عام 1979، بينما افتتحت الإمارات سفارة لها في أنقرة عام 1983.

ويرتبط البلدان "بشراكة استراتيجية متطورة ومزدهرة في المجالات كافة، عبر تعاون متنام ومستدام ويدعم تطلعات شعوب المنطقة إلى التنمية والسلام والاستقرار"، وفق ما ذكره سفير تركيا لدى الإمارات توجاي تونشير، في 10 يونيو المنصرم.

وقال تونشير في حوار مع "وام"، آنذاك، إن "تركيا ترى في الإمارات شريكاً استراتيجياً مهماً، وحققت علاقاتنا الثنائية خلال أقل من عامين زخما ونموا كبيرين خاصة في ضوء الزيارات الرسمية المتبادلة بين قيادتي البلدين".

زيارات متكررة واتفاقيات مثمرة

وتعكس الزيارات واللقاءات الرسمية بين الرئيس أردوغان والشيخ محمد بن زايد "عمق وصلابة العلاقات الإماراتية التركية"، وفق "وام".

واكتسبت علاقات البلدين مزيداً من النجاحات خلال الزيارات المتبادلة في العامين الماضيين، ما أثمر توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون الثنائي، شملت المجالات الاقتصادية، والأمنية، والبيئية، والتكنولوجية، وغيرها.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، نفذ الشيخ محمد بن زايد زيارة إلى تركيا، جرى خلالها توقيع 10 اتفاقيات بين البلدين في مختلف المجالات، بينها تبادل المعلومات حول القضايا المالية في سياق منع غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، واتفاقية بين شركة ميناء أبوظبي وصندوق الثروة التركي.

وبعد نحو 4 أشهر من زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة، أجرى الرئيس أردوغان زيارة إلى أبوظبي في فبراير/ شباط 2022، جرى خلالها توقيع 13 اتفاقية بهدف تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات، في مجالات عديدة بينها الصناعة الدفاعية، والصحة، وتغير المناخ، والصناعة، والتكنولوجيا، والثقافة، والشباب، والزراعة، والتجارة، والاقتصاد، والنقل البري والبحري.

شراكة اقتصادية غير مسبوقة

وكان من أبرز ما أسفرت عنه زيارة الرئيس أردوغان إلى أبوظبي في فبراير 2022، وضع أسس اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين تركيا والإمارات.

وبعد عام من المفاوضات، وقع وزيرا التجارة في البلدين اتفاقية "الشراكة الاقتصادية الشاملة" بين تركيا والإمارات بأبوظبي في 3 مارس/ آذار 2023، بمشاركة الرئيس أردوغان والشيخ محمد بن زايد عبر تقنية الاتصال المرئي.

ويتوقع أن تسهم اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا بشكل فاعل في زيادة التجارة البينية غير النفطية إلى 40 مليار دولار سنوياً في غضون خمسة أعوام، فضلا عن توفير نحو 25 ألف فرصة عمل في الإمارات، و100 ألف أخرى في تركيا.

كما تهدف الاتفاقية إلى إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على 82 بالمئة من المنتجات والسلع، وهو ما يمثل أكثر من 93 بالمئة، من قيمة التجارة الثنائية غير النفطية.

وجاءت الاتفاقية تعزيزاً لسلسلة اتفاقيات كان أقدمها في 1984 مع توقيع تركيا والإمارات اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني.

يذكر أن إجمالي حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا وصل إلى نحو 7.8 مليارات دولار بنهاية 2021، في قطاعات متنوعة بينها الخدمات المالية، والعقارات، والنقل، والطاقة، والموانئ والخدمات اللوجستية.

وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا قرابة 19 مليار دولار في 2022 بزيادة قدرها 40 بالمئة عن عام 2021، و112 بالمئة عن 2020، في ظل مساعي البلدين لزيادة المبلغ إلى 40 مليار دولار في غضون 5 سنوات.

وفي نوفمبر 2021، أعلنت الإمارات تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في تركيا.

وفي 10 يونيو 2023، أكد وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، في تصريحات لـ"وام"، أن "العلاقات الثنائية بين الإمارات وتركيا شهدت تطورات إيجابية متلاحقة خلال العامين الماضيين توجت بتوقيع اتفاقية الشراكة".

وأوضح أن "الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدولة الإمارات في تركيا بلغت أكثر من 5 مليارات دولار، ما يضع الإمارات في قائمة أكبر 15 دولة مستثمرة في تركيا".

تعاون ثنائي متزايد

وفي فبراير 2022، وقعت تركيا والإمارات مذكرة تفاهم بشأن التعاون في المجال الثقافي، وشاركت تركيا ضيف شرف في دورة "معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023" المعروفة بأنها أكبر دورة في تاريخ المعرض، فضلا عن الحضور التركي اللافت خلال فعاليات "إكسبو دبي 2020".

كما شاركت جمعية الناشرين الإماراتيين في "معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي" في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قدمت خلالها 284 عنواناً من إصدارات 31 دار نشر إماراتية.

وفبراير 2023، شاركت تركيا بأوسع نطاق في "مؤتمر الدفاع الدولي" في أبو ظبي، بتمثيل رفيع المستوى.

وخلال المؤتمر ذاته، أعلنت شركة الصناعات الإلكترونية الجوية التركية "هافلسان"، توقيعها مذكرة تعاون مع إحدى الشركات الإماراتية شملت مجال أجهزة المحاكاة والأجهزة غير المأهولة المطورة من قبل الشركة التركية.

وفي 13 يونيو 2023، وقعت شركة الخطوط الجوية التركية، اتفاقية مع نظيرتها "طيران الإمارات" تقوم بموجبها الأولى بصيانة 17 طائرة بوينغ 777 ضمن أسطول الأخيرة، لتضاف إلى اتفاقية مماثلة في أبريل/ نيسان الماضي، شملت صيانة 5 طائرات.