أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أن تعزيز التعاون بين تركيا وبين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يجب أن يصل لمستوى أعلى بكثير.
جاء ذلك في كلمة له في الاجتماع الثلاثي لشراكة الحوار القطاعي بين تركيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في العاصمة الإندونيسية جاكارتا.
وأضاف فيدان: "إن تعزيز التعاون بين جنوب شرق آسيا وتركيا يمكن أن يكون له تأثير دائم وإيجابي على المسار العالمي".
وبمناسبة الذكرى السنوية لمحاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا التي تصادف في 15 يوليو/تموز من كل عام، استذكر فيدان الشهداء الذين سقطوا بنيران انقلابي تنظيم "غولن" الإرهابي.
وقال "إن 251 مواطنًا قدموا أكبر التضحيات وقاتلوا من أجل حماية الديمقراطية وسيادة البلاد والحرية في تركيا".
وأكد أن تعاون أصدقاء تركيا بمنطقة أسيا في مكافحة تنظيم "غولن" الإرهابي هو موضع تقدير، مبيناً أنهم عازمون على تحقيق المزيد من التعاون من أجل القضاء نهائيًا على تهديد التنظيم الإرهابي.
وأشار فيدان إلى "إن النظام الدولي على عتبة حدوث تحولات كبيرة وإن الصراعات الإقليمية ازدادت في جميع أنحاء العالم، وقد ضعف الانتعاش الاقتصادي العالمي، وأزمة الطاقة لم تنته بعد، وإن الفقر وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي والصدمات المناخية في مستويات تنذر بالخطر".
وأردف وزير الخارجية: "تسعى تركيا إلى إيجاد حلول سلمية للصراعات التي تطول وتشهد تعقيدًا بشكل متزايد، ونحن فخورون بالنتائج الملموسة لجهود الوساطة التي نبذلها من أوكرانيا إلى الصومال، ومن الفلبين إلى البلقان".
وأكد أن تركيا منعت حدوث مجاعة غير مسبوقة عبر مبادرة ممر حبوب البحر الأسود التي أطلقتها مع روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وبيّن: "إن تأثيره الإيجابي (لمبادرة الحبوب) محسوس في كل مائدة طعام بالعالم، مؤكداً أن تركيا ستواصل إعطاء الأولوية للقضايا الإقليمية، واتباع سياسة خارجية خالية من التأثيرات المفرطة.
من ناحية أخرى، شدد فيدان على أن تركيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا يمكنهما الجمع بين حوار سياسي مهم وتقديم حلول مبتكرة وسلمية.
وذكر أن انتعاش تركيا الاقتصادي بعد وباء كورونا أظهر زيادة كبيرة للغاية على عكس كل التوقعات، وأن الناتج المحلي الإجمالي لتركيا ارتفع بنسبة 4 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 مما يجعلها واحدة من أفضل الاقتصادات النامية في العالم.
وذكر أن صادرات تركيا وصلت بالفعل إلى 252.4 مليار دولار العام الماضي.
ولفت إلى أن آسيان كان لديها خامس إجمالي ناتج محلي في العالم في نفس الفترة، مضيفًا "من هذا المنطلق لا تزال تركيا وآسيان مراكز مهمة للنمو الاقتصادي في مناطقهم، أعتقد أن تأسيس علاقات المنفعة المتبادلة على الأولويات المشتركة سيعود بالفائدة على الجانبين".
وأشار فيدان إلى أن عمل جنوب شرق آسيا مع تركيا وتعزيز تعاونها مع آسيان مستمر في دعم أهداف تركيا في أن تصبح مركزًا سياسيًا وماليًا، مبيناً: "إن ذلك أحد الأولويات العليا لمجلس الوزراء الذي شكله الرئيس رجب طيب أردوغان بعد انتخابات 28 مايو".