دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حلفاء تركيا إلى اتخاذ مواقف حازمة ضد التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن "مكافحة الإرهاب أحد خطوط تركيا الحمراء".
وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، في ختام أعمال قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي جرت على مدى يومين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس: "إن عدم التهاون في مكافحة الإرهاب أحد خطوطنا الحمراء، ونطالب جميع حلفائنا باتخاذ مواقف حازمة بهذا الشأن".
وأضاف الرئيس التركي أن العلاقة المشوّهة القائمة بين بعض حلفاء تركيا وتنظيم "بي واي دي/واي بي جي" الإرهابي تضر بوحدة وسلامة التحالف.
وأردف الرئيس أردوغان:" إنه على الرغم من كل الآلام التي عانت منها تركيا في السنوات الأخيرة ، إلا أنه من دواعي التفكير أن يتم الحديث عن هذه الأمور في الحرب ضد الإرهاب".
وتابع: "إننا نعتبر أنه من العار أن نقول لحلفائنا: لا تميزوا بين التنظيمات الإرهابية، حاربوا الإسلاموفوبيا"، يجب تكثيف الجهود في الحرب ضد الإرهاب والتي يعتبرها حلف الناتو أحد تهديداته الرئيسية".
ولفت أردوغان إلى أن بلاده تحارب تنظيم "بي كي كي" الانفصالي منذ ما يقرب من 40 عامًا، "وراح آلاف الضحايا نتيجة الهجمات الدموية للتنظيم حتى اليوم، من نساء وأطفال ومعلمين وعمال وقبل ثلاثة أيام فقط استشهد جنديين تركيين على يد الإرهابيين".
واستطرد: "لأول مرة في تاريخ الناتو، تم الإعلان عن اعتزام تعيين منسق الخاص لمكافحة الإرهاب من قبل الأمين العام، وتقرر البدء في مراجعة المبادئ التوجيهية التي لم يتم تحديثها منذ أكثر من 10 سنوات".
ومضى قائلا: "كما أن هناك العديد من القضايا الإضافية التي تمت مناقشتها والاتفاق عليها بيننا، هذه الخطوات تؤكد وترسخ موقف الحلف ضد الإرهاب، كان للدور الذي قامت به تركيا تأثير كبير على هذه القرارات".
وحول شراء النفط من العراق قال إن بلاده تؤيد فتح خطوط النفط بين تركيا والعراق فور تجاوز المشاكل القائمة بين الحكومة المركزية ببغداد وإقليم شمال العراق.
وأوضح قائلاً: "ليس لدينا مشكلة فيما يتعلق بشراء النفط من العراق، هذا شيء نابع بالكامل من الخلاف داخل العراق بين الحكومة المركزية وإقليم شمال العراق".
وأضاف الرئيس التركي: "مسؤولونا يتفاوضون أيضا حول هذه المسألة، الخطوة التي اتخذناها بخصوص هذا الموضوع هي تخطي الصعوبات بين إدارة شمال العراق والحكومة المركزية، بمجرد تجاوزهم للخلافات، نحن نؤيد فتح خطوط النفط، لأنه سيكون على أساس مبدأ اربح - اربح للطرفين".
وفي شأن آخر، قال الرئيس أردوغان، إن مهاجمة مقدسات الناس ليست حرية تفكير بل همجية ونوع من أنواع العمل الإرهابي.
وفيما يخص حادثة "حرق القرآن في السويد"، شدد الرئيس التركي على أن مهاجمة مقدسات الناس ليست حرية تفكير بل همجية ونوع من أنواع العمل الإرهابي.
وحول قرار مجلس حقوق الإنسان الأممي بشأن حرق القرآن، أكد الرئيس التركي أنه يجب على الدول التي رفضت القرار أن تعيد النظر بالحرية وحقوق الإنسان لديها.
وحول الملف الأوكراني، أعلن أردوغان، استعداد بلاده للقيام بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في حال عرض ذلك على أنقرة.
وقال بهذا الخصوص: "إذا عرض الطرفان الروسي والأوكراني علينا دور الوسيط فسنقوم بهذه الوساطة بكل سرور".
وجدد الرئيس التركي تأكيده على أنه "لا رابح في الحرب ولا خاسر في السلام، وأن أنقرة تريد إنعاش السلام مجدداً في المنطقة".
وتطرق إلى اتفاقية شحن الحبوب قائلا: "(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي يدعم تمديد اتفاقية الحبوب، و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين كان لديه بعض المقترحات بخصوصها، ونبذل جهودا بغية التوصل إلى حل آخذين بعين الاعتبار تلك المقترحات".