قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الاعتراف التام بجمهورية شمال قبرص التركية، "شرط أساسي" للعودة إلى المفاوضات بشأن جزيرة قبرص.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار في العاصمة لفكوشا، التي يجري إليها زيارة رسمية عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو/ أيار الماضي.
وقال أردوغان في هذا السياق: "الطريق الوحيد للعودة إلى طاولة المفاوضات هو الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية".
وأضاف قائلا: "تمت إضاعة قرابة نصف قرن بسبب المقاربات المبالغ بها وغير القابلة للتوافق من الجانب الرومي (في قبرص)، لا أحد مستعد لإضاعة 50 عاما أخرى".
وأردف: "خارطة طريقنا واضحة، إنها قائمة على السلام، نريد من بحر إيجة أن ينقل رسالة سلام إلى العالم".
ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا خلال يوليو/ تموز 2017، لم تجر أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في الجزيرة.
وتؤكد أنقرة وقبرص التركية ضرورة التفاوض من الآن فصاعدا على أساس حل الدولتين في الجزيرة بعد فشل المفاوضات الرامية لحل فيدرالي قائم على المساواة، بسبب تعنت الجانب القبرصي الرومي.
وأوضح أردوغان أنه ناقش مع نظيره القبرصي الشمالي خلال اجتماعهما، كافة القضايا التي تهم البلدين وبكامل تفاصيلها.
وأضاف أن نقل التيار الكهربائي من تركيا إلى جمهورية شمال قبرص التركية عبر الأسلاك، "سيكون أهم خطوة في تأمين احتياجات الجمهورية من هذه الطاقة".
وذكر أنه بحث أيضا مع تتار الوضع الحالي في جزيرة قبرص وشرق المتوسط، مؤكدا أن الجانب التركي تبنى دائما "موقفا بناء وموجها نحو النتائج" فيما يخص القضية القبرصية.
وتابع قائلا: "إن المطالب المشروعة للقبارصة الأتراك واضحة ولا لبس فيها، لم يكن القبارصة الأتراك أبدًا أقلية ولن يكونوا كذلك أبدًا".
وأردف: "أولئك الذين يتجاهلون هذه الحقائق يستمرون في مواساة أنفسهم بأحلامهم في أن يكونوا الحاكم الوحيد للجزيرة. أنصح هؤلاء أن يضعوا هواجسهم جانبًا وأن يتواجهوا مع حقائق الجزيرة".
وشدد على أن المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للقبارصة الأتراك، "هي حقوق مكتسبة لهم، وهذا أمر لا غنى عنه" بالنسبة لتركيا.
واستطرد: "سنواصل الدفاع بحزم عن حقوق ومصالح تركيا والقبارصة الأتراك. وأود أن أذكر بأن مقترحات قبرص التركية بشأن التقاسم العادل للموارد الهيدروكربونية في جزيرة قبرص ومحيطها لا تزال مطروحة على الطاولة".
وأردف: "للأسف لم يجد اقتراحي بشأن تنظيم مؤتمر إقليمي حول القضايا المتعلقة بشرق المتوسط أي استجابة".
وأكد أردوغان أن تركيا بصفتها دولة ضامنة للقضية القبرصية، كانت وما زالت تدعم الحوار البناء لحل الخلافات القائمة.
وحذر أردوغان من مغبة التسلّح المخالف لتوازنات الجزيرة والمنطقة، مؤكداً أن أمن ورخاء القبارصة الأتراك "بمثابة أمن الشعب التركي".
وأوضح أن تركيا كانت وما زالت تدعم جمهورية شمال قبرص التركية بكل قوتها.
وردا على سؤال حول العلاقات التركية اليونانية في المرحلة المقبلة، قال أردوغان: "خارطة طريقنا واضحة، إنها قائمة على السلام، نريد من بحر إيجة أن ينقل رسالة سلام إلى العالم".