الرئيس التركي يركز على التضخم ويتعهد بتشكيل فريق اقتصادي متمرس

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 30.05.2023 11:38
تجمع في اسطنبول احتفالا بالذكرى 562 لفتح المدينة الأناضول تجمع في اسطنبول احتفالا بالذكرى 562 لفتح المدينة (الأناضول)

أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان في وقتٍ متأخرٍ من يوم الأحد، إنه سيشكل فريقاً اقتصادياً متمرساً يتمتع بسمعة طيبة للإدارة المالية، وذلك بعد فوزه في الانتخابات التي نقلت فترة حكمه إلى عقد ثالث.

وفاز أردوغان بولايةٍ جديدةٍ مدتها 5 سنوات بحصوله على 52.2% من الأصوات في جولة الإعادة الرئاسية، مقارنة بمنافسه كمال كليتشدار أوغلو الذي حصل على 47.8%، وفقاً للنتائج الأولية.

وقال أردوغان مخاطباً مؤيديه في خطاب النصر: "حان الوقت الآن لوضع الخلافات والصراعات المتعلقة بفترة الانتخابات جانباً، والتوحد حول أهدافنا الوطنية".

وشدد الرئيس على أنه سيظل ملتزماً بمخططه الاقتصادي لأسعار الفائدة المنخفضة بعد التصويت، وقال إن التضخم الذي بلغ ذروته في 24 عاماً بنسبة 85% العام الماضي قبل أن يتراجع، هو المشكلة الأكثر خطورة في تركيا.

وتكافح البلاد مع ارتفاع معدلات التضخم التي قوضت القوة الشرائية لمواطنيها، فضلاً عن الانخفاض الحاد في قيمة الليرة التركية. ورداً على ذلك، تبنت الحكومة استراتيجيةً تقوم على خفض تكاليف الاقتراض لمكافحة ارتفاع الأسعار وتحفيز النمو الاقتصادي.

كما تعمل تركيا بجد للخروج من آثار الزلازل المدمرة التي اجتاحت المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد أوائل فبراير/شباط.

ويعتمد الأساس المنطقي للبرنامج الاقتصادي للحكومة على تحفيز الطلب المحلي وتعزيز الاستثمار وبالتالي دفع النمو الاقتصادي. وبالإضافة إلى ذلك، تصر الحكومة التركية على أن البرنامج الذي كُشف عنه عام 2021، يمكن أن يساعد في قلب عجز الحساب الجاري المزمن للبلاد إلى فائض.

وقال أردوغان في وقت متأخر من يوم الأحد إن التضخم هو القضية الأكثر إلحاحاً في البلاد، لكنه سينخفض أيضاً بعد خفض سياسة البنك المركزي لسعر الفائدة من 19% إلى 8.5% قبل عامين.

وأوضح الرئيس لمؤيديه في قصره في أنقرة أن "القضاء على المشاكل الناجمة عن ارتفاع الأسعار الناتج عن التضخم وتعويض الخسائر الاجتماعية هو الموضوع الأكثر إلحاحاً في الأيام المقبلة".

مؤكداً أنهم سيبنون "إدارة اقتصادية قوية على أساس مفهوم الثقة والاستقرار".

وأضاف: "نحن نصمم اقتصاداً يركّز على الاستثمار والتوظيف، مع فريق إدارة مالية يتمتع بسمعة دولية".

ووعد أردوغان بإنفاق كل ما هو ضروري لإعادة إعمار المنطقة الجنوبية الشرقية التي دمرتها هزات 6 فبراير/شباط التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص وتسببت في دمار واسع النطاق في 11 ولاية.

وقال "تضميد الجراح التي خلفتها زلازل 6 فبراير/شباط والتي اعتبرت كارثة القرن وإعادة إعمار مدننا المدمرة، سيظل على رأس أولوياتنا".

بالإضافة إلى هذه الجهود، قام الرئيس بزيادة أجور القطاع العام ورفع المعاشات التقاعدية وسمح بالتقاعد المبكر للملايين، وكذلك قدم إعاناتٍ للكهرباء والغاز وألغى بعض ديون الأسر.

وقال أردوغان: "ليس من الصعب علينا مداواة جراح الزلزال والقضاء على المشاكل الناجمة عن التضخم، لقد أثبتنا ذلك من خلال خفض سعر الفائدة. وقد انخفض سعر الفائدة حالياً إلى 8.5%، وسترون أن التضخم سينخفض أيضاً".

وعلى مدى الأشهر الستة الماضية ظلّ التضخم معتدلاً وتراجع أخيراً إلى 43.68% على أساسٍ سنوي في أبريل/نيسان، لينخفض تقريباً إلى النصف بالمقارنة مع 85.51% في أكتوبر/تشرين الأول.