حزب العدالة والتنمية يهدف إلى "النصر" بالجولة الثانية وإنهاء المهمة "نصف المكتملة"

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 24.05.2023 13:12
آخر تحديث في 24.05.2023 13:25
نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم نعمان قورتولموش خلال فعالية في إسطنبول 21-5-2023 صورة: الأناضول نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم نعمان قورتولموش خلال فعالية في إسطنبول 21-5-2023 (صورة: الأناضول)

أعرب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم نعمان قورتولموش، عن ثقته في فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في 28 مايو/ أيار الجاري.

وفي حديثه إلى رؤساء تحرير الصحف في اجتماعٍ عقد في إسطنبول، الثلاثاء، أشاد قورتولموش بفوز "تحالف الشعب" بقيادة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية، وفوزه بفارق ضئيل في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

وقال قورتولموش: "نحن لا نشعر بالقلق أبداً بشأن نتيجة جولة الإعادة، لكن الفوز في الجولة الأولى لا ينبغي أن يدفعنا إلى الكسل، وبدلاً من ذلك، نتطلع إلى التركيز على القضايا المطروحة من خلال إنهاء هذه المهمة نصف المكتملة".

وأوضح أن جولة الإعادة (الجولة الثانية) ستكون بين "الزعيم العالمي" أردوغان وكليتشدار أوغلو "الذي يناقض نفسه دائماً"، مضيفاً: "لدينا ثقة في حصافة الناخبين".

وفي رده حول مزاعم "أن حزب العدالة والتنمية لن يقبل النتائج إذا خسر"، قال قورتولموش: إنه "على العكس من ذلك فإن المعارضة هي التي لا تستطيع قبول النتائج، وكانت نسبة 67% من الشعب التركي صوتت لحزب العدالة والتنمية مرة أو مرتين في الانتخابات الماضية، وهي نسبة عظيمة تجعل الرئيس أردوغان يتمتع بإمكانية تصويت أعلى بكثير من 49.5%".

كما أشار نائب رئيس حزب العدالة والتنمية إلى أنهم كانوا يحللون نتائج الانتخابات في كل ولاية ودائرة، لفحص أسباب صعود وهبوط التصويت في أماكن معينة، مشدداً على أن الناخبين لم يكونوا متوجسين بشأن التصويت لتحالف الشعب، وأن التحالف في نهاية المطاف فاز في الانتخابات البرلمانية.

وحول مزاعم أنصار حزب الشعوب الديمقراطي، الذي كان يُنظر إليه على أنه "صانع الملوك" في الانتخابات بتصويت متوقع بنسبة 13% إلى 14%، قال قورتولموش إن النتائج أظهرت أن التقدير كان "غير حقيقي"، وأنه ليس حزباً ممثلاً لجميع مناطق تركيا.

وأكد أن حزب الشعوب الديمقراطي لم يرغب أبداً في أن يكون طرفاً رئيسياً مستقلاً، وأنه فشل في النأي بنفسه عن تنظيم بي كي كي الإرهابي ولا يمكن أن يكون "منقذاً للشعب الكردي"، ومن المعروف أن حزب الشعوب الديمقراطي الذي خاض الانتخابات التشريعية تحت اسم حزب اليسار الأخضر، دعم كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، لكنه وجد أن قاعدة ناخبيه قد تقلصت.

وتوقع قورتولموش أن تنهار كتلة المعارضة الموحدة ضد أردوغان بعد جولة الإعادة، مع احتمالية أن يظل كليتشدار أوغلو في مقعده كرئيس لحزب الشعب الجمهوري، معرباً عن اعتقاده بأن "وحدتهم ستنتهي بعد الانتخابات"، قائلاً: "إذ لم يكونوا متحدين قبلها على أية حال، ولا يتذكر أحد رؤيتهم على نفس الصفحة طوال فترة قبل الانتخابات".

ويتمثل التعهد الرئيسي لكليتشدار أوغلو في "تغيير نظام الرئاسة التنفيذية الحالي"، لكن قورتولموش قال إن قضية "إعادة النظام البرلماني ورئاسة الوزراء أُغلقت حتى عام 2028"، في إشارة إلى موعد الانتخابات التالية، إلا أنه قال إنه يمكننا مراجعة نظام "50% + 1"، في إشارته إلى نظام يمكن فيه إعلان فوز أي مرشح يحصل على صوت واحد أكثر من 50% في الانتخابات الرئاسية، ما يقلل من احتمالية إجراء جولة إعادة.

وأضاف قورتولموش إن لديهم الآن "برلماناً ملوناً"، حيث حصلت المزيد من الأحزاب على مقاعد في انتخابات 14 مايو/ أيار، بالرغم من أن بعض الأحزاب "ليس لديها قاعدة اجتماعية" حتى الآن.

كما تحدث عن تأييد أردوغان من قبل سنان أوغان، المرشح الثالث في الانتخابات، بعد أن مثّل قورتولموش حزب العدالة والتنمية في محادثات مع رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ، الذي رشح أوغان للانتخابات كجزء من تحالف "أتا" (تحالف الأجداد).

وكان أردوغان قد أجرى في وقت سابق محادثات مع أوغان، وشدد قورتولموش على عدم وجود"عملية مساومة مع أوغان لدعم الرئيس أردوغان"، قائلاً: "كانت المحادثات ببساطة على أساس المبادئ".

وحول لقائه مع أوزداغ، قال قورتولموش إن "لديهم خلافات في الرأي، خاصة فيما يتعلق باللاجئين، حيث دعا أوزداغ إلى "الإعادة القسرية للاجئين في تركيا، وخاصة السوريين".

وأشار قورتولموش إلى أن تركيا كانت مضيفة ممتازة للاجئين، وتحديداً "أحد أفضل المضيفين في العالم"، رافضاً "الأرقام الخاطئة" التي غالباً ما تعبر عنها المعارضة بشأن اللاجئين.

وأوضح: "لدينا حوالي 5 ملايين لاجئ بينهم 4 ملايين سوري، وليس 12 مليون، وسيكون من الخطأ افتراض أنهم جميعاً سيغادرون في المستقبل".

وبيّن أن "هناك أيضاً زاوية اقتصادية لهذه القضية ويجب أن يلتفتوا إلى تقييم قطاع الأعمال في هذا الشأن"، مضيفاً: "نحتاج أيضاً إلى البدء في التطبيع مع النظام السوري. لذلك، ليس لدينا جدول زمني في متناول اليد".

وكان زلزال 6 فبراير/شباط، الذي أودى بحياة الآلاف في جنوب تركيا، طاغياً في الجولة الأولى من الانتخابات، حيث ظهر أردوغان فائزاً في معظم الولايات التي ضربها الزلزال، ما أثار استياء المعارضة، وواجه سكان تلك المناطق المنكوبة "خطاب الكراهية" على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصويتهم لأردوغان.

وقال قورتولموش: "أعتقد أن مثل هذه الإهانات لن تؤدي إلا إلى زيادة الإقبال على التصويت لأردوغان في مناطق الزلزال".

ولفت في هذا الإطار إلى أن نواب حزب العدالة والتنمية ورؤساء البلديات والمنظمات غير الحكومية مكثوا لعدة أيام في المناطق المنكوبة من الزلزال وكانوا يقدمون خدمات رائعة، مؤكداً أنهم لم يقوموا بعمل دعاية هناك، بل سعوا على الفور لتوفير احتياجات المواطنين، ووعد بأن تبقى مناطق الزلزال بعد الانتخابات "على رأس أولوياتنا أيضاً".

وفي 14 مايو الجاري، شهدت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتنافس في الرئاسية كل من مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" (الأجداد) سنان أوغان.

وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو في 28 مايو، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.

وحصل أردوغان على 49.52 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما نال كليتشدار أوغلو 44.88 بالمئة، وسنان أوغان 5.17 بالمئة، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات.