السلطات الألمانية تخنق حرية الصحافة باعتقالها صحفيين يعملان لمجموعة تركواز التركية

ديلي صباح
نشر في 17.05.2023 16:28
الإفراج عن الصحفيين المعتقلين في ألمانيا IHA الإفراج عن الصحفيين المعتقلين في ألمانيا (IHA)

تتعرض الشرطة الألمانية لانتقادات لاستجابتها لتقرير قدمه عضو هارب من جماعة غولن الإرهابية واعتقالها اثنين من الصحفيين العاملين في صحيفة صباح، وهي صحيفة تابعة لمجموعة تركواز الإعلامية التركية، في خطوة أثارت موجة من الغضب لقمع حرية الصحافة.

فبالاستناد إلى شكوى من أعضاء منظمة غولن الإرهابية، جوهري غوفين وإركان كركون، داهمت قوات الأمن الألمانية منازل ممثل صحيفة صباح الألمانية إسماعيل إيريل ورئيس تحرير الطبعة الأوروبية جميل ألباي في وقت مبكر من الصباح واحتجزت الاثنين دون حتى إصدار مذكرة توقيف.

كما فتشت الشرطة مكاتب صباح في فرانكفورت وصادرت أجهزة كمبيوتر شخصية بالإضافة إلى هواتف الصحفيين المحمولة.

وقال صحيفة صباح إن السلطات الألمانية لم تكشف عن الغرض من المداهمة، مضيفة أن وزارة الخارجية التركية والنقابات المهنية تدخلت رسميا للإفراج عن الصحفيين.

كما انتقد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون الحادث قائلاً: "إن اعتقال الصحفيين الأتراك بسبب التقارير التي ينشروها ضد منظمة غولن الإرهابية في ألمانيا ومصادرة معداتهم انتهاك صارخ لحرية الصحافة".

وقال ألتون عبر تويتر إن تركيا تعتبر محاولة ألمانيا تكميم أفواه الصحفيين غير مقبولة وتشعر بالقلق من هذا الضغط على حرية الصحافة.

ودعا السلطات الألمانية "التي تؤوي أعضاء غولن الإرهابية وتسمح لهذه الجماعة الإرهابية الدموية بمواصلة العمل لعكس موقفها الخاطئ والتعاون الحقيقي مع تركيا والإفراج عن الصحفيين المحتجزين على الفور".

كما نددت مصادر دبلوماسية أخرى بالاعتقال ووصفته بأنه "انتهاكات غير مقبولة لحرية الصحافة" وأبلغت السلطات الألمانية بعدم ارتياحها.

وأصبحت القضية مثار احتجاج في كل من أنقرة وبرلين. وأشارت المصادر إلى أن محادثات رفيعة المستوى مع السلطات الألمانية جارية للإفراج عن إيريل وألباي.

كما استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الألماني في أنقرة لإبلاغه بأن تركيا "تدين بشدة" الاعتقال ووصفته بأنه "عمل من أعمال مضايقة وترهيب الصحافة التركية".

وقالت الوزارة في بيان: "نتوقع الإفراج عن الصحفيين المستهدفين لتغطيتهم أنشطة جماعة غولن الإرهابية الإرهابية في ألمانيا بسبب تقرير لا أساس له من الصحة".

وأضاف البيان: تعتبر تركيا أن الاعتقال قد تم بشكل مباشر دون استدعاء للتحقيق وأنه فعل متعمد. وشدد البيان على أن هذا السلوك الألماني، الذي يحاول تعليم العالم درسًا في حرية الصحافة والتعبير، يفضح ازدواجية المعايير.

وأضاف أنه تم اتخاذ المبادرة اللازمة ونقل "رد الفعل التركي القوي" للسفير الألماني.

ولدى أنقرة قائمة طويلة من المطلوبين الهاربين الذين تريد تسليمهم من ألمانيا، بما في ذلك شخصيات بارزة من منظمة غولن الإرهابية ترفض برلين إعادتهم. وقادت صباح حتى الآن تحقيقات موسعة للكشف عن هؤلاء الهاربين ونشرت عدة تقارير تكشف عن الحياة المريحة التي يعيشونها في البلاد.

أورهان سالي، منسق البث في منصة Anews الشقيقة لصباح، قال لشبكة A Haber التركية إنهم كانوا يعملون على جمع المعلومات حول الحادث منذ صباح يوم الأربعاء.

قال سالي في وقت لاحق اليوم: "هذا وضع لا يصدق. تم مداهمة منزلَي إيريل وألباي في الساعة 6:00 صباحًا ولا يزال كلاهما قيد الاعتقال. نحن في انتظار تفسير من ألمانيا".

ظافر مشّه، ممثل مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في برلين (SETA)، أشار إلى أن ألمانيا كانت ملاذًا آمنًا لهاربي غولن الإرهابية منذ فشل محاولة الانقلاب التي قاموا بها عام 2016 وفر المئات من تركيا هرباً من العدالة.

وقال: مدير الاستخبارات الألماني قال لدير شبيجل إن منظمة غولن الإرهابية تعمل لصالح الشعب. هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها رئيس المخابرات الألمانية تفسيرا علنياً. وقال مشّه إن هؤلاء الإرهابيين متواطئون مع حكومة الظل الألمانية.

وقال: "غولن الإرهابية هي أداة مفيدة للغاية لألمانيا، وإذا ذهبت حكومتهم إلى حد اعتقال اثنين من ممثلي وسائل الإعلام فجر اليوم، فإن ذلك لا يبشر بالخير للمستقبل".