انسحاب محرم إنجة من الانتخابات الرئاسية وأردوغان يعرب عن حزنه

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 11.05.2023 18:28
آخر تحديث في 12.05.2023 08:24
محرم إنجه، زعيم حزب البلد المعارض، يعلن الانسحاب من السباق الرئاسي في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، 11-5-2023 صورة: الأناضول محرم إنجه، زعيم حزب البلد المعارض، يعلن الانسحاب من السباق الرئاسي في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، 11-5-2023 (صورة: الأناضول)

في خطوة صادمة قبل 3 أيام فقط من الانتخابات التركية.. محرم إنجة، منافس الرئيس أردوغان في سباق 2018، يعلن انسحابه من الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى تعرضه إلى حملة تشهير من منظمة "غولن" الإرهابية

أعلن زعيم حزب "البلد التركي" المعارض محرم إنجة انسحابه من السباق الرئاسي، قبل ثلاثة أيام من انطلاق عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي ستجري الأحد المقبل، فيما أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن حزنه لانسحابi.

جاء إعلان إنجة، في مؤتمر صحفي الخميس، في المقر العام لحزبه في العاصمة أنقرة، ما شكل مفاجأة للناخبين الأتراك.

وأشار إنجة، الذي يعاني من السعال، وكان غائباً عن التجمعات الانتخابية خلال اليومين الماضيين بسبب المرض، أنه واجه حملة تشويه غير مسبوقة ضده خلال الأيام الـ 45 الأخيرة، لم يشهدها من قبل في حياته، وفق قوله.

واتهم إنجة تنظيم "فتح الله غولن"الإرهابي بتلفيق ونشر صور وفيديوهات مفبركة عنه، وأخبار كاذبة لا صلة له بها إطلاقاً على شبكة الانترنت، من أجل تشويه سمعته، معرباً عن حزنه لقيام بعض الجهات المعارضة بنشر تلك الشائعات والصور التي استهدفته.

وقال إنجة، البالغ من العمر 59 عاماً، إنه "لم يشهد ما شهده خلال الـ 45 يوماً الماضية (منذ إعلان ترشحه) خلال السنوات الـ 45 الماضية". قال: لقد شُهر بي "من خلال وثائق مزورة، سيارات لا أملكها، أشخاص لا تربطني بهم صلة قرابة، مقاطع فيديو لست موجوداً فيها في الواقع، مقاطع فيديو تم التلاعب بها من خلال مقاطع فيديو إباحية تم الحصول عليها من موقع إباحي إسرائيلي".

وأضاف: "هذا عمل جماعة غولن الإرهابية، لكن لسوء الحظ، شاركه أنصار المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يشهد أي سياسي في تركيا مثل هذه الحملة التشهير"، متهماً الدولة بـ "الإخفاق في حماية سمعته"، ومدعياً أن النيابة لم تفتح أي تحقيق ضد التشهير.

وفي وقت سابق يوم الخميس، أعلن ممثلو الادعاء في أنقرة أنهم توصلوا إلى تحقيق بشأن مزاعم التشهير.

ومنذ أن أعلن ترشحه، تعرض إنجة لانتقادات شديدة من أنصار حزبه السابق "الشعب الجمهوري"، الذي يخوض زعيمه كمال كليتشدار أوغلو الانتخابات في 14 مايو، حتى أن البعض اتهمه بأنه "بيدق لأردوغان يستخدم لتقويض المعارضة".

وتابع إنجة، مخاطباً المعارضة: "دعوهم لكي لا تبقى لديهم أعذار، وإلا عندما يخسرون الانتخابات، فسيلقون اللوم علينا صباح يوم الانتخابات".

وأردف: "أطلب صوتاً واحداً من كل بيت تركي لحزبي في الانتخابات البرلمانية، وأعلن انسحابي من الترشح للانتخابات الرئاسية".

وقال إنجة: "اعتقدوا أنني لا أستطيع سحب ترشيحي؛ زعموا أنني تلقيت راتبي من (الرئيس أردوغان) مقابل ترشيحي ولا يمكنني سداده.. يمكنني الانسحاب.. أنا أفعل ذلك من أجل بلدي.. أعطيت تركيا خياراً ثالثاً ضد تحالفين. أعطيت تركيا خياراً خارج اليسار واليمين.. حاولت أن أنجح، لكنني لم أستطع".

أردوغان يعرب عن حزنه لانسحاب إينجة

وتعليقًا على انسحاب محرم إنجة، قال الرئيس رجب طيب أردوغان، الخميس، إنه يشعر بالأسف تجاهه.

وأضاف أردوغان، في خطاب خلال تجمع لأنصاره في منطقة ماماك - ألطين داغ بالعاصمة أنقرة: "الحقيقة شعرت بالحزن، كنت أتمنى أن يستمر هذا السباق على هذا النحو حتى النهاية، لكني لا أعرف ما الذي حدث".

وتلقى إنجة دعماً من خصومه بعد تداول مقاطع الفيديو المزورة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد شجب بن علي يلدريم، رئيس الوزراء السابق والنائب الحالي لحزب العدالة والتنمية، الحملة ضد إنجة، وقال في وقت سابق اليوم الخميس:"هذه هي تكتيكات منظمة غولن الإرهابية لتشويه سمعة الناس".

ووضعت معظم استطلاعات الرأي، الشهر الماضي، إنجة في المركز الثالث في السباق الرئاسي الذي يضم أربعة مرشحين.

ووفقًا للمجلس الأعلى للانتخابات، سيظل اسمه في الاقتراع الرئاسي، وسيظل فرز الأصوات لصالحه في الانتخابات الخارجية التي انتهت في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ومع ذلك، يعتقد مراقبون أن انسحابه قد يصب في مصلحة كليتشدار أوغلو، لأنه من غير المرجح أن يؤيد أنصار إنجة المرشح الآخر سنان أوغان.

وبدأ إنجة حياته السياسية في حزب الشعب الجمهوري وانتخب نائباً للحزب عن دائرة يالوا خلال انتخابات عام 2002، وقد تحدى مرتين قيادة كليتشدار أوغلو في عامي 2014 و 2018، واستقال بسبب فضيحة شريط جنسي منسوبة إلى منظمة غولن الإرهابية.

ومع ذلك، رشحه كليتشدار أوغلو، الذي خسر حزبه مراراً وتكراراً جميع الانتخابات ضد حزب العدالة والتنمية خلال عقدين، كمنافس ضد أردوغان في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وحقق أردوغان آنذاك فوزاً ساحقاً في الانتخابات.

في حين أن إنجة يُنسب إليه تعزيز تصويت حزب الشعب الجمهوري لأول مرة منذ عقود في مثل هذه الانتخابات إلى أكثر من 30 بالمئة.

ويدافع إنجة وحزبه عن أيديولوجية متمسكة بالمثل العليا لمؤسس جمهورية تركيا مصطفى كمال أتاتورك، وانفصل عن حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه أتاتورك، بدعوى أنه "انحرف عن طموحات أتاتورك في تركيا العلمانية والوطنية والحرة"، وأسس إينجة حزبه الحالي "البلد" عام 2021.