أصدرت هيئة الإذاعة العامة تي آر تي خطابات انتخابية لمرشحي الرئاسة وممثلي الأحزاب السياسية قبل انتخابات 14 مايو/أيار، كجزء من الجدول الزمني الرسمي للانتخابات في البلاد.
وأطلق المرشحون الأربعة دعواتهم قبل الأخيرة للناخبين في محطة الإذاعة مساء الأحد، كجزءٍ من تقليد طويل الأمد. وسيظهرون مرة أخيرة في الفترات الزمنية المخصصة لهم في 13 مايو/أيار.
الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي يسعى لتجديد فترة ولايته ضد أقوى مرشح معارض كمال قلتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، حث الناخبين على "اختيار قرن تركيا ".
وبنى أردوغان حملته الانتخابية على خطة عمل ذات رؤية مستقبلية كشف النقاب عنها العام الماضي، تشمل سلسلة من الإصلاحات، من الاقتصاد والدفاع إلى التعليم والحقوق والحريات.
وقال أردوغان لملايين الناخبين: "عليكم اختيار الثقة والاستقرار" مكرراً موضوع حملته الذي يركز على إنجازات حكومته في العقدين الماضيين. ويعدُّ أردوغان الزعيم الأطول خدمةً منذ تأسيس جمهورية تركيا قبل قرن من الزمان، سواء كرئيس للوزراء أو كرئيس للبلاد. وناشد الناخبين قائلاً "حددوا خياركم لمستقبل أطفالكم"، مضيفاً أنه "لن يخسر أحد عندما نفوز".
وأضاف: "لقد أخذنا على عاتقنا المسؤولية التي أعطاها لنا المواطنون في جميع الانتخابات الـ 15 التي خضناها. لقد تغلبنا على كل تحدٍ في هذه العملية الصعبة بفضل دعمكم ودعائكم".
وقال: "بالتأكيد كانت لنا عيوبنا وارتكبنا أخطاء، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أننا سعينا بصدق لتقديم الخدمات والمشاريع الجديدة". وأشار أردوغان إلى الإصلاحات التي أجراها في السنوات الـ 21 الماضية. "إنجازنا الحقيقي هو تغيير تاريخي للذهنية التي كانت سائدة، وكانت هذه ثورة احتضنت كل مواطن شعر بالإقصاء بسبب عقيدته وعرقه. لقد أصبح كل مواطن جزءاً لا يتجزأ من تركيا".
وفي إشارة إلى الحائز على جائزة نوبل ومطور لقاح كوفيد-19 وبطل المصارعة العالمي ومطور الطائرات المسيرة على التوالي: "لا أحد يشكك في عرق عزيز سنجر أوغور شاهين أو رضا قايا ألب أو سلجوق بيرقدار".
وقال: "من خلال نفس الذهنية، نحن نستعد لبناء حلم قرن تركيا، وندعو الجميع للانضمام إلينا لتحقيق هذا الحلم".
وأوضح أردوغان أن الأمة تدرك جيداً ما مروا به لتحقيق أحلامهم. "لقد أخذنا بعين الاعتبار دائماً سلامة أمتنا وبلدنا بينما كنا نكافح لإنقاذها من براثن الوصاية ومن العناصر الانقلابية والأيدي الدموية للجماعات الإرهابية والفخاخ التي نصبها مخربوا الاقتصاد".
وخصص المرشحون الآخرون الذين ألقوا خطاباتهم الترويجية بالإجماع جزءاً من كلماتهم لانتقاد تي آر تي، بدعوى أنهم لم يحصلوا على وقت متساوٍ في تغطية حملاتهم الانتخابية.
واتهم كمال قلتشدار أوغلو المرشح عن تحالف الأمة المؤلف من 6 أحزاب هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية بأنها "بوق للحزب الحاكم"، قبل الخوض في "قصص حقيقية" لبعض الأشخاص، من السيد إبراهيم الذي انقطعت عنه الكهرباء لأنه لم يتمكن من دفع الفواتير إلى عائلة عامل منجم مات في بارطن، إلى طيفون قهرمان وهو رجل سُجن في محاكمة خلال أعمال الشغب التي وقعت في حديقة غيزي عام 2013، والذي سبق لقلتشدار أوغلو أن تعهد بـ"الإفراج" عنه إذا فاز. وأردف أن هذا انتخاب لـ 85 مليون شخص "لن تصوتوا لي في 14 مايو/أيار، بل ستصوتون من أجل العدالة".
في حين ردد محرم إنجة رئيس حزب البلد، مشاعر قلتشدار أوغلو تجاه تي آر تي، قبل إطلاق وابل من الاتهامات ضد الحكومة التي قال إنها قامت بتحويل مؤسسات الدولة إلى هيئات "معطلة" وأنها تعاني من سوء إدارة الاقتصاد والزراعة. وقال أيضاً إن تركيا واجهت أزمة لاجئين ومهاجرين هائلة وسمحت بدخول المهاجرين واللاجئين "غير المنضبط" ما دفع بها إلى مشكلة خطيرة تتعلق بالنظام العام.
ودعا إنجة الناخبين إلى التصويت لصالح حزب "البلد" بدلاً من التحالفات التي يقودها أردوغان وقلتشدار أوغلو، قائلاً إن حركته لا تمثل "اليسار ولا اليمين" ولكنها تتألف من أولئك الذين "يسيرون على خطى أتاتورك" مؤسس جمهورية تركيا. وأوضح: "سنحكم البلاد كما فعل أتاتورك، بالحكمة والعدالة والأخلاق".
وتعهد إنجة في خطابه بـ "النضال بدون تنازلات" ضد الجماعات الإرهابية، من تنظيم بي كي كي إلى جماعة غولن الإرهابية، وبنمو اقتصادي سنوي لا يقل عن 7%. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال إنهم سيشاركون في محادثات العضوية مع الاتحاد الأوروبي.
من جانبه قال سنان أوغان مرشح تحالف الأجداد "آتا"، إن له أولويتين رئيسيتين بعد انتخابه هما توقيع مرسوم بـ "إعادة السوريين وجميع اللاجئين إلى بلدانهم" و"إنشاء وزارة للكوارث".
وأضاف أوغان أن انتخابات 14 مايو/أيار ستكون "انتخابات تقرر مصير تركيا".
واختتم المرشح اليميني المتطرف خطابه بالقول: "ستصوّتون ما إذا كان 13 مليون لاجئ سيبقون هنا أم سيذهبون".