أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن إعلان تعيين سفراء بين تركيا ومصر قد يتم خلال زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري المنتظرة إلى أنقرة الأسبوع الجاري.
جاء ذلك في مشاركته في برنامج على قناة "A Haber" التلفزيونية، الإثنين.
وأشار تشاوش أوغلو أنه أوضح مع شكري في زيارته الأخيرة إلى مصر أنهم بدأوا الإجراءات الخاصة بتعيين سفراء بشكل متبادل.
وأضاف: "إذا بقي اجتماع الرئيسين لبعد الانتخابات (في تركيا)، ربما يمكننا إعلان ذلك خلال زيارة سامح شكري إلى أنقرة، وننتظره الأسبوع الحالي إن شاء الله، وقد نصدر البيان يوم الأربعاء".
ولفت أن شكري زار ولايات أضنة ومرسين وهطاي بعد الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبي البلاد في 6 فبراير/ شباط الماضي.
وشدد تشاوش أوغلو أن زيارته إلى القاهرة كانت إيجابية وموجهة لتحقيق نتائج، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات ملموسة.
الوضع في فلسطين:
وفيما يخص التطورات في فلسطين، قال إن خطوات القوات الإسرائيلية التي تنتهك قدسية الحرم الشريف ومكانته التاريخية مزعجة.
وأشار أن الرئيس رجب طيب أردوغان نقل لنظيره الرئيسي إسحاق هرتسوغ مخاوف وحساسية تركيا حيال الموضوع خلال مباحثاتهم السابقة.
ولفت تشاوش أوغلو أن نظيره الرئيسي إيلي كوهين زار تركيا عقب الزلزال وأعرب عن دعمه، قائلا: "أوضحنا خلال لقاءاتنا أن شهر رمضان يقترب ويتزامن مع عيد الفصح اليهودي، وقد يحدث توتر، وطلبنا اتخاذ كافة التدابير وعدم دخول غير المسلمين إلى المسجد الأقصى".
وبيّن أنه تباحث هاتفيًا أيضًا مع كوهين، وأعرب عن انزعاج تركيا بهذا الصدد وذكره بتحذيرات ومخاوف أنقرة السابقة.
وأشار إلى تعرض المصلين الرافضين للخروج من المسجد الأقصى لممارسات عنف غير إنسانية، وأضاف: "قلنا أيضًا أنه لا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذه الأمور، فنحن لن نترك هذا الأمر، فحساسيتنا بخصوص فلسطين والقدس والمسجد الأقصى لا تتغير وأكدنا ذلك لإسرائيل".
وفيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح تشاوش أوغلو ان المواضيع الخلافية لا تزال مستمرة مثل الدعم المقدم لتنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي وقضية تنظيم "غولن" الإرهابي والعقوبات.
وأشار إلى تأسيس لجنة استراتيجية بمقترح من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأن الجانبين اتفقا على اجتماعها مرتين في السنة خلال زيارة وزير الخارجية انطوني بلينكن إلى أنقرة.
وقال: "الهدف هو حل المشاكل القائمة، مع التركيز على الأجندة الإيجابية، ومن ناحية أخرى، نرى بوضوح أن الولايات المتحدة أحدثت خللا في التوازن لصالح اليونان وإدارة جنوب قبرص الرومية، ونلاحظ ذلك بالدعم الذي يقدمونه، كما أن اليونانيين انتهكوا وضع الجزر منزوعة السلاح وتقدموا بطلب لدى الأمم المتحدة بهذا الصدد".
وأضاف: "بعض العربات المدرعة التي قدموها وصلت إلى الجزر، ومؤخراً رست غواصة في الجانب الرومي، وبهذا نرى أنها تخلخل التوازن".
كما شدد على ضرورة إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المعترضين بخصوص شراء مقاتلات "إف-16" للعدول عن ذلك.
ولفت إلى وجود جهود في الولايات المتحدة من أجل إقناع الكونغرس حول "إف-16".
سقوط المروحية شمالي العراق:
وردًا على سؤال حول سقوط مروحية شمالي العراق على متنها عناصر من تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، أوضح تشاوش أوغلو أن تركيا قالت دائمًا إن هناك دول غربية تدعم هذا التنظيم الإرهابي.
وأضاف: "هناك إدارة السليمانية (شمالي العراق) يعني حزب طالباني وداخل إدارة إقليم شمال العراق هناك أربيل والسليمانية وبينهما صراعات كبيرة للغاية وتوتر شديد، ونحن بالطبع لا نتدخل بالشؤون الداخلية لهم، ولكن للتوتر أثر سلبي على الجميع، وبالنتيجة فإن حزب طالباني يشتري هذه المروحيات من فرنسا ويخصصها لاستخدام هؤلاء الإرهابيين، والولايات المتحدة تسيطر على المجال الجوي لذلك فإنها على علم بتلك الطلعات الجوية".
وأكد تشاوش أوغلو أن تلك المروحيات ليست لـ "بي كي كي/ واي بي جي" وإنما خصصت من قبل إدارة السليمانية، مشددا أن المعلومات على بين أيديهم تؤكد عدم امتلاك التنظيم الإرهابي لطائرات.
ولفت أن عناصر "بي كي كي" يستخدمون مطار السليمانية الدولي، ووصل نفوذهم إليه، مبينًا أنهم تسللوا تدريجيًا ليس إلى الحزب والإدارة فقط بل إلى المطار والأماكن الاستراتيجية الأخرى.
وقال:" يمكننا القول إن بي كي كي تتحكم بكل مكان في السليمانية، ولذلك أغلقنا المجال الجوي (أمام الرحلات الجوية من وإلى السليمانية)".
وشدد أن إرهابيي "بي كي كي/ واي بي جي" أهداف مشروعة لتركيا أينما كانوا، مضيفًا: "عملياتنا ضد بي كي كي شمالي العراق ستتواصل، وبنفس الشكل ستستمر في سوريا".