خوارزمية تويتر تثير مخاوف بالتلاعب قبيل الانتخابات التركية

(GUNAYDIN)

عززت خوارزمية تويتر المحدثة حديثًا مشاركات من المتعاطفين مع الإرهاب قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المزمعة في 14 مايو، وفق دراسة أجرتها صحيفة صباح التركية لمدة شهر وتحليل طيف من التغريدات.

تعمل خوارزمية منصة التواصل الاجتماعي، التي تقسم الآن الجداول الزمنية إلى قسمين "من أجلك" و"متابعة"، عن عمد على إخفاء المحتوى أو المحتوى غير السياسي الذي أنشأه مؤيدو حزب العدالة والتنمية الحاكم. لكنها في المقابل، تضع على الجداول الزمنية للمستخدمين من الحسابات الفردية والبوتية (البوتات) تغريدات لمؤيدي تنظيم بي كي كي الإرهابي وغولن (FETÖ).

إن حدوث مثل هذا الأمر قبل أقل من شهرين من التصويت الذي طال انتظاره يثير تساؤلات حول تلاعب مقصود. كما أنه يتعلق بفضيحة بيانات فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica، حيث عملت الشركة الاستشارية في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب لعام 2016 في الولايات المتحدة وتمكنت من الوصول إلى المعلومات الشخصية لملايين حسابات فيسبوك لتحديد سمات الناخبين واستهدافهم. وقد افتتحت شركة SCL Elexion، المجموعة الأم لكامبريدج أناليتيكا ، مكاتب في تركيا أيضًا.

رغم أن تويتر أنشأ لمستخدمين حقيقيين، لكنه أصبح أيضًا أرضًا خصبة للبوتات التي تستخدمها بشكل فعال الجماعات الإرهابية والأفراد الذين يخدمون أهدافاً محددة.

في الشهر الماضي، منذ زلزال 6 فبراير الذي ضرب جنوب شرق تركيا، بدأت حملة تضليل بالانتشار على منصات التواصل الاجتماعي بشكل خاص، لإثارة الخوف والقلق والذعر بين المواطنين.

بحث تقرير صحيفة صباح في تغريدات تويتر التي أجريت بين 6 فبراير و13 مارس حول الزلازل واكتشف أنه من بين 266.334.080 مليون مشاركة أجريت بواسطة 21.493.445 حسابًا، تم إجراء ما مجموعه 5.362.720 بواسطة حسابات بوتية، وهو ما يعادل حوالي 25.55% من إجمالي التغريدات.

ووجد التقرير أن حوالي 27% من هذه المنشورات البالغ عددها 5.3 مليون، أي 1،493،256 على وجه الدقة، تم إجراؤها بواسطة حسابات وهمية تديرها منظمة غولن الإرهابية وتنظيم بي كي كي.

علاوة على ذلك، أن 33% من جميع المنشورات التي تذكر كلمة "أوردو ordu" التركية وتعني "الجيش"، وتتهم القوات المسلحة التركية بالتأخر في ردها لمدة يومين تمت بواسطة حسابات وهمية (بوتات).

وقد اشتكى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي من التغيير المفاجئ في المحتوى، مثل أيوب أيتان Eyüp Aytan، الذي قال إن توتير يلح عليه لمتابعة حسابات مرتبطة بحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي (CHP) والحسابات الأخرى المتعلقة بكتلة المعارضة. وكتب على تويتر "بدأ تويتر حملته الانتخابية والتلاعب بالناس".

مستخدم آخر اسمه أور ينيسو Uğur Yenisu، قال إن الحسابات التي لا يتابعها ظهرت في جدوله الزمني أكثر من تلك التي يتابعها. وكتب على تويتر: "أرى الكثير من الأشياء الغبية مثل تلك التي تتباهى بمعدل التصويت المرتفع الذي من المفترض أن تستخدمه المعارضة للفوز بالانتخابات".

تويتر مليء أيضًا بالحسابات الوهمية التي ظهرت بعد أن بدأت البلديات التي يديرها حزب الشعب الجمهوري في تخصيص ميزانيات أكبر للوكالات التي تنظم حملات وسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، شاركت العديد من حسابات الروبوتات نفس التغريدة قائلة إنهم فلاحون من قونية المركزية الذين "لا يستطيعون تحمل تكاليف جَرَّاره" وأنهم لن يصوتوا لحزب العدالة والتنمية، رغم أنهم يصوتون للحزب منذ عقدين.

يقول الأستاذ المساعد سلمان طوناي كامير من جامعة قسطموني، وهو خبير في الثقافة الرقمية والعلوم السياسية، إن تغيير الخوارزمية أصبح ساريًا في يناير: "أنت ترى مؤخرًا محتوى من مستخدمي تويتر لا تتابعهم ومنشورات لا تعجبك. من المعروف أن منصات الوسائط الاجتماعية قد شاركت في التلاعب في الماضي، لا سيما في التأثير على سلوك الناس. فضيحة كامبريدج أناليتيكا هي الأكثر شهرة، وحتى مديرو حملة ترامب أقروا بأنهم لن يتمكنوا من الفوز في الانتخابات "بدون فيسبوك". في النهاية، نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على الانتخابات، مما تسبب في تغيير رأي ما لا يقل عن 7% -8% من الناخبين. من الآمن أن نقول إن الشيء نفسه قد يحدث في تركيا.

البروفيسور ليفينت إراسلان، رئيس مركز الإعلام الاجتماعي وتعليم وبحوث الأمن الرقمي، قال إن الجماعات الإرهابية تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط. لذلك، من المريب بلا شك أن يروج تويتر للمحتوى الذي ينتجه مستخدمو منظمة غولن الإرهابية والمستخدمون المرتبطون بي كي كي.

وقد انتقدت المفوضية الأوروبية موقع تويتر الشهر الماضي بسبب قصوره المزعوم في معالجة المعلومات المضللة. فيما أشارت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية للقيم والشفافية فيرا جوروفا بإصبع الاتهام إلى منصة تويتر لفشلها في الامتثال لقواعد ممارسات الاتحاد الأوروبي حول المعلومات المضللة. فمثلها مثل شركات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، يجب على تويتر تقديم تقرير عن البيانات حول مقدار عائدات الإعلانات التي حققتها الشركات من الجهات الفاعلة في مجال التضليل، وعدد أو قيمة الإعلانات السياسية المقبولة أو المرفوضة، والكشف عن حالات السلوكيات المتلاعبة.

موقع التدوينات الصغيرة من الأماكن التي تتكاثر فيها المعلومات المضللة والتلاعب في تركيا. يقول الأكاديمي البريطاني مارك أوين جونز على حسابه على تويتر إن تركيا واجهت عملية تأثير محتملة في أعقاب حرائق الغابات عام 2021، مشيرًا إلى هاشتاج #HelpTurkey الذي تم إنشاؤه على تويتر حينها. فقد لجأ العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تويتر للتعبير عن حزنهم ودعوتهم لمساعدة عالمية لتركيا، ما أدى أيضًا إلى رد فعل قومي تجاه التلميح المتصور للأمر بأن الدولة غير قادرة على محاربة الحرائق. وقال جونز في تغريدة على تويتر: "شعر البعض أن الرسالة التي روج لها الهاشتاغ تهدف إلى جعل تركيا تبدو ضعيفة وغير كفؤة ويائسة". وأضاف: "هذا، إلى جانب حجم الحملة، يشير إلى عملية تأثير محتملة. ولكي أكون واضحًا، كان وراء الهاشتاغ العديد من المستخدمين الحقيقيين".

كما أكد الأكاديمي العامل في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة أنه رغم أن العديد من الأشخاص الذين ينضمون إلى الهاشتاغ ليس لديهم دوافع خفية، لكن التحليل الفني يوحي بوجود "عملية تأثير" محتملة.

ويقول: "اشتمل تحليلي الأولي على عدة مراحل. أولاً، تحليل شبكة لحوالي 160.000 تفاعل من حوالي 46.000 حساب فردي على تويتر". وقال جونز أيضًا إن الأبحاث السابقة تُظهر أن "عمليات التأثير في تركيا غالبًا ما تستخدم أسلوب حذف التغريدات بعد الكتابة على الهاشتاغ. عندها تسجل خوارزمية تويتر الترند، لكن الحساب يحذف التغريدات لتجنب اكتشافها / إعادة توجيهها". وأضاف الأكاديمي أيضًا أن مستخدمي تويتر الآخرين الذين يعملون بعدة أسماء مثل "Bad Boy" و"Joker Queen" وغيرهم غيروا أماكنهم كتكتيك. وقال: "لقد رأينا هذا التكتيك المتمثل في التحول إلى أماكن أخرى، بما في ذلك الخليج".

رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، صرح أن مركزًا واحدًا من الخارج هو من دبر حملة تويتر التي تلت حرائق الغابات لإضعاف الروابط بين الدولة والشعب. وقال ألطون على تويتر إن حملة المساعدات انطلقت "بدوافع أيديولوجية". وأشار إلى أن المساعدات القائمة على النوايا الطيبة بكل أنواعها ضرورية للوحدة الوطنية، لكن هذه الحملة كان هدفها عكس ذلك.

وكشف جونز عن تحليل مماثل بعد زلزال 6 فبراير، استنادًا إلى 30 ألف تغريدة نشرت معلومات مضللة عن "انسحاب" سفراء الدول الغربية قبل الزلزال.

وقد ظهرت مسألة التلاعب بالانتخابات مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي. وفي هذا، حاولت شركة إسرائيلية التأثير على أكثر من 30 انتخابات في العالم لصالح عملاء من خلال التخريب والقرصنة ونشر المعلومات المضللة، وتم الكشف عن تحقيق إعلامي سري الشهر الماضي. ويضاف هذا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الشركات الخاصة الغامضة في جميع أنحاء العالم تستفيد من أدوات القرصنة وقوة منصات التواصل الاجتماعي في التلاعب بالرأي العام. أُطلق على الشركة لقب "Team Jorge" من خلال التحقيق مع الصحفيين الذين تظاهروا بأنهم عملاء محتملون لجمع معلومات عن أساليبها وقدراتها. وتقول التقارير إن رئيسها، تل حنان Tal Hanan، وهو عميل سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، تفاخر بقدرته على التحكم في حسابات تيليغرام المفروض أنها آمنة وآلاف الملفات الشخصية المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن نشر القصص الإخبارية المختلقة.

أجرت التحقيق مجموعة من الصحفيين من 30 منصة، بما في ذلك صحيفة الغارديان اللندنية ولوموند الفرنسية ودير شبيغل الألمانية وإل باييس الإسبانية، تحت إشراف موقع Forbidden Stories غير الربحي ومقره فرنسا.

كتبت صحيفة الغارديان: "تثير الأساليب والتقنيات التي وصفها Team Jorge تحديات جديدة لمنصات التكنولوجيا الكبيرة (...) الدليل على وجود سوق خاص عالمي في المعلومات المضللة التي تستهدف الانتخابات سيقرع أيضًا أجراس الإنذار للديمقراطيات في جميع أنحاء العالم."

ونقلت الغارديان عنه حنان قوله إنه أخبر ثلاثة مراسلين سريين أن خدماته، التي يطلق عليها غالبًا "العمليات السوداء"، كانت متاحة لوكالات المخابرات والحملات السياسية والشركات الخاصة: "نحن الآن منخرطون في انتخابات في إفريقيا... لدينا فريق في اليونان وفريق في الإمارات... (لقد أكملنا) 33 حملة على المستوى الرئاسي، 27 منها كانت ناجحة". وزعم أن معظم الحملات -ثلثاها- كانت في إفريقيا. وأثناء عرض تقنيته للصحفيين، بدا أنه اخترق البريد الوارد في الجيميل Gmail وحسابات تيليغرام الخاصة بالناشطين السياسيين في كينيا قبل أيام من الانتخابات الرئاسية. وتقول التقارير إنه تم تنفيذ حملات التأثير العام على الإنترنت عبر منصة برمجية تُعرف باسم Advanced Impact Media Solutions، يُزعم أنها تسيطر على ما يقرب من 40 ألف ملف تعريف على وسائل التواصل الاجتماعي عبر فيسبوك أو تويتر أو لينكد إن.

كما زعم حنان أن شركته وضعت تقريرًا في قناة BFM التلفزيونية الإخبارية الأبرز في فرنسا حول تأثير العقوبات المفروضة على روسيا على صناعة اليخوت في موناكو.

وقد طور الفريق منصة سماها "Aims"، للتلاعب على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن استخدامها لإنشاء حسابات صحيحة.

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الفريق كان يسيطر على "جيش" يضم أكثر من 30 ألف حساب وهمي، وهي حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي ليس وراءها أناس حقيقيون، صممت بشكل استثنائي وذكي وتم طرحها في وقت واحد على منصات مختلفة مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب.

وذكر التقرير أن الرأي العام قد تأثر تأثراً خاصاً باستخدام حملات التشهير والمعلومات المسروقة.

كما ورد ذكر أسماء شركات أخرى مماثلة في تقارير إعلامية أو فرضت عقوبات عليها من قبل الحكومات الغربية في السنوات الأخيرة بسبب دورها في محاولة التأثير على الانتخابات والرأي العام.

في الشهر الماضي، اعترف رئيس مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، يفغيني بريغوزين، أنه صاحب شركة إنترنت سيئة السمعة يشتبه في أنها تتدخل في الانتخابات الغربية. المقر الرئيسي "لوكالة أبحاث الإنترنت" (Internet Research Agency) هو في سانت بطرسبرغ، وقد فرضت عليها واشنطن وبروكسل عقوبات، وهي مرتبطة منذ سنوات ببريغوزين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.