قال الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إن شعب تركيا سيقول كلمته يوم 14 مايو/آيار المقبل، مؤكداً أن موعد الانتخابات التي طال انتظارها لم يتغير.
وفي خطاب ألقاه خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه "العدالة والتنمية" الحاكم في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، رد أردوغان على المعارضة وانتقدها "لفشلها في تلبية احتياجات وآلام الشعب" وقال إن أولوية إدارته هي التعافي من الزلزال في الوقت الحالي.
وجاءت تصريحاته بعد سلسلة من الاتهامات من المعارضة التي زعمت أن الحكومة "تأخرت" في الاستجابة للكارثة في 6 فبراير، و"غير مستعدة" للهزات الأرضية.
وتطرق أردوغان لعمليات البحث والإنقاذ وجهود الإغاثة التي بذلت في أعقاب الزلزال مباشرة، قائلاً: "الدولة موجودة على الأرض منذ الساعة الأولى".
وقال: "نترك أولئك الذين لم يجدوا الوقت الكافي للاهتمام بمشاكل شعبنا بينما يتشاجرون حول الترشح (للرئاسة) في عالمهم الضحل".
صندوق إعادة الإعمار
وأعلن الرئيس أردوغان، أن بلاده تعتزم إنشاء "صندوق إعادة إعمار ما بعد الكوارث" لإحياء المدن عقب الزلازل وبالسرعة الممكنة.
وقال: "سيتم إنشاء صندوق إعادة إعمار ما بعد الكوارث لإحياء المدن بسرعة بعد الزلازل"، وأكد أن حكومته ستواصل جهودها لتضميد جراح المتضررين بمنحهم حوافز خلال الأيام القادمة.
وتعهد أردوغان بمحاسبة جميع المقصرين في اتخاذ التدابير الخاصة بالزلازل "قضائيا وإداريا وسياسيا" على خلفية الكارثة التي ضربت جنوب البلاد.
وبشأن الزلازل، أشار إلى وقوع أكثر من 11 ألفا و400 هزة ارتدادية عقب الزلزالين العنيفين اللذين بلغت قوتهما 7.7 و7.6 درجات جنوب تركيا.
وذكر أن الزلازل تسببت بحدوث دمار هائل في 62 قضاء و10 آلاف و190 قرية بولايات المنطقة المنكوبة، وأن الهزات لا تزال متواصلة.
ولفت أردوغان إلى استمرار القلق الناجم عن الهزات الارتدادية التي تصل قوتها إلى 4.5 و6 درجات في منطقة الزلزال ومحيطها.
وأوضح أن جميع العلماء في تركيا والعالم يقولون إن المرحلة التي تمر بها البلاد استثنائية، حيث تواجه بالفعل نوعا من العواصف الزلزالية.
وشدد على عدم إمكانية منع وقوع الزلازل "التي تعتبر واقعاً بالنسبة إلى المنطقة الجغرافية التي نعيش فيها".
ودعا الرئيس التركي إلى اتخاذ الاستعدادات اللازمة قبل الزلازل وبناء مناطق سكنية آمنة وكذلك البنى التحتية والطرق والمستشفيات والمدارس والمساكن والمحلات التجارية.
وفيما يتعلق بما بعد الزلزال، أشار أردوغان إلى ضرورة تنفيذ أعمال الإغاثة الطارئة بأسرع الطرق وأكثرها فعالية، وتضميد جراح المتضررين وتعويض الدمار.
وأكد أيضاً أن تركيا أحرزت تقدماً كبيراً في كل هذه المجالات خلال الأعوام العشرين الماضية، ولا يمكن مقارنة إنجازاتها في هذا الصدد بالماضي.
وعن آخر تطورات المنطقة المنكوبة جراء الزلزال، لفت إلى انتهاء جهود البحث والإنقاذ وبدء أنشطة إزالة الأنقاض في المدن المنكوبة.
وقال إنه شاهد خلال زيارته إلى المنطقة الآلاف من معدات البناء والشاحنات التي تعمل دون هوادة على إزالة الأنقاض.
وأوضح أن الحكومة تسعى جاهدة لبناء مراكز إيواء مؤقتة في البداية مثل الخيام والحاويات السكنية المجهزة والمؤثثة ونقل المواطنين المتضررين إليها.
كما أشار إلى بناء مراكز تجارية مؤقتة لضمان ديمومة التجارة في المدن المتضررة.
وأكد أن حكومته ستواصل العمل على توفير أفضل الإمكانات المعيشية والسكنية للمتضررين من الزلزال في المناطق المنكوبة.
وزاد: "سنعمل على رفع عدد المنازل المسبقة الصنع إلى 200 ألف منزل، وسنسعى لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المواطنين في هذه المنازل ريثما ننتهي من أعمال بناء المنازل الجديدة".
وشكر الرئيس التركي كافة البلدان الشقيقة والصديقة التي بادرت إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال فور وقوعه.
وشدد على أن حكومته ستولي مزيدا من الاهتمام لمشاريع إعادة تأهيل المدن، وستسرع من أعمال التخلص من الأبنية غير المقاومة للزلازل.
وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا زلزال بقوة 7.7 درجات وآخر بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّف دمارا مادياً ضخماً.