تحيي تركيا اليوم الذكرى الـ 12 لوفاة رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، الزعيم المميز لحقبة الاانقلاب الذي وقع في 28 فبراير/شباط 1997.
وشهدت مختلف الولايات التركية مراسم إحياء ذكرى وفاة رئيس الوزراء التركي الثالث والعشرين.
وتوفي أربكان بسبب قصور في القلب بالعاصمة أنقرة، بتاريخ 27 فبراير/شباط من عام 2011 قبل يوم واحد من احتفال تركيا بالذكرى السنوية لما يسمى "انقلاب ما بعد الحداثة" الذي أجبر أربكان على الاستقالة عام 1997.
ويبرز دور أربكان بأنه غيّر المشهد السياسي عبر إدخال الجماهير المحافظة في السياسة.
واشتهر أربكان بإخلاصه طوال 42 عاماً من العمل السياسي، لكن الجيش قام بـ3 انقلابات قضت على أهدافه رغم أنه قاتل ضد كل الصعاب لرفع أصوات المحافظين الذين أهملتهم الحكومات السابقة على مدى فترة طويلة، وتم قمعهم على يد السياسات العلمانية التي أصدرت القائمة السوداء وحظرت الحجاب.
وتوصف مواقفه وأيديولوجياته بأنها "نسمة من الهواء النقي في السياسة التركية"، مع أن أربكان كان في الأصل مهندساً ميكانيكياً، ودخل عالم السياسة بعد 9 سنوات من الانقلاب الأول للجمهورية التركية الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء عدنان مندريس.
وبعد أن أغلقت المحكمة الدستورية حزبه الأول بسبب "أنشطته المضادة للعلمانية" بعد انقلاب عام 1971، حقق أربكان عودة حزبية قوية بحلول عام 1973 ليتم إغلاق حزبه مرة أخرى في انقلاب عام 1980 الذي منعه من ممارسة السياسة لمدة 7 سنوات.
وتمكن أربكان من العودة المظفرة عام 1987 بانتخابه رئيساً لحزب الرفاه الذي أسسه أنصاره عام 1983.
وأخيراً انتُخب أربكان الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في العديد من الحكومات الائتلافية في السبعينيات، رئيساً للوزراء في حزب الرفاه وحكومة الطريق الحقيقي.
ومع ذلك، كبح العلمانيون مرة أخرى طموحاته السياسية عندما راح يعزز شعبيته خاصة في البلديات التي يديرها حزبه مثل إسطنبول، حيث كان رجب طيب أردوغان رئيساً للبلدية فيها.
وفي عام 1997 وسط أزمة متنامية بين الجيش والحكومة، استقال أربكان من منصبه بعد أن أصدر الجنرالات إنذاراً بحل الحكومة. وتم حل حزب الرفاه الذي ينتمي إليه بعد الانقلاب، ومُنع أربكان من ممارسة السياسة لمدة 5 سنوات. وفي وقت لاحق تولى مسؤولية حزب السعادة، لكنه فشل في الفوز بمقاعد في البرلمان في الانتخابات اللاحقة.
وفي عام 2002، حُكم على أربكان بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة اختلاس أموال الحزب، وهي "مؤامرة" وفقاً لمؤيديه، لعرقلة أهدافه السياسية بشكل أكبر. وتم تخفيف عقوبته إلى الإقامة الجبرية. ومن خلال حزب السعادة الذي ترأسه، واصل أربكان الانخراط في السياسة حتى وفاته.
كان أربكان شخصية موحدة لمكونات المجتمع المحافظ في البلاد الذي أحبطته سياسات أحزاب اليمين المتوالية، وكان أيضاً معلماً للعديد من السياسيين، بما في ذلك أردوغان وسلفه عبد الله غول، اللذين كانا من المؤسسين لحزب العدالة والتنمية الذي يتولى السلطة منذ عام 2002.