امتنعت قناة "فرانس 24" عن استخدام مصطلح "إرهابي"، في إشارة إلى تنظيم "بي كي كي" المدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، وأظهرت في أخبارها أن أجزاءاً من الأراضي التركية على أنها "كردستان".
وحاولت القناة الفرنسية في تقريرها الذي بثته الأربعاء، تجميل صورة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، وإظهار أن تركيا وحدها فقط تعتبره إرهابياً.
وأظهرت في تقريرها مؤيدي تنظيم "بي كي كي" يحملون صور الإرهابيين عبد الله أوجلان، كما عرضت جزءا من الأراضي التركية على أنها "كردستان".
وزعمت القناة أيضاَ أن تركيا ترفض هوية الأكراد داخل أراضيها، ولم تتطرق أبداً إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرج تنظيم "بي كي كي" على قائمته للتنظيمات الإرهابية.
وتنظيم "بي كي كي" المصنّف على قوائم الإرهاب في كلّ من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعدّ مسؤولاً عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص بينهم أطفال ونساء ورضّع في تركيا.
وعلّق منسق مركز دراسات الشرق الأوسط، أويتون أورهان على المزاعم الواردة في الخبر قائلا: "إن خطط تقاسم المنطقة، والحدود التي رسمتها الدول الإمبريالية أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى تعد أصل العديد من مشكلات المنطقة".
وأوضح في هذا السياق أن فرنسا تتحمل أيضا مسؤولية كبيرة جدا عن المشاكل المستمرة في المنطقة، في تصريحه للأناضول.
وبيّن أن الإمبراطورية العثمانية كانت قائمة على أساس أمة عاش جميع السكان تحت مظلتها بسلام، وأنه مع انهيارها لاحت مظاهر عدم الاستقرار في المنطقة.
ومشيرا إلى سياسات الدول الأخرى التي دخلت المنطقة لتفكيك الإمبراطورية العثمانية قال أورهان: "إن سياسة فرّق تسد والخطوط القائمة على التمييز العرقي والطائفي والديني تعد أساس المشاكل الحالية".
وأضاف أنه "عندما دخلت فرنسا المنطقة، شكلت حكومة انتداب في سوريا، وأنشأت مناطق حكم ذاتي محلية، بما في ذلك مناطق طائفية ومذهبية".
أورهان مضى في حديثه عن أصل المشاكل التي تعاني منها المنطقة جراء سياسات الدول الإمبريالية خلال الحرب العالمية الأولى، وقال: "لقد شكل الاستقرار طابع العهد العثماني بشكل عام، حيث لم تكن المناطق تحكم بشكل مباشر، وإنما من خلال عناصر محلية، وعليه فإن تلك الاتهامات (التي ساقتها فرانس 24) غير منطقية".
وتحدث عن الاحتجاجات التي شهدتها باريس مؤخرا، وعلاقة التنظيم الإرهابي "بي كي كي" مع فرنسا، قائلا: "هي إحدى الدول التي يجد فيها تنظيم بي كي كي مكانا فسيحا لأنشطته في أوروبا، حيث دأبت فرنسا على تمكين أنشطة التنظيم على أراضيها منذ فترة طويلة، كما وتدعم ذراعه في سوريا المتمثل بـ واي بي جي YPG الإرهابي".
وأضاف محذرا "يمكن أن تشكل مثل هذه التنظيمات تهديدًا للدول التي تدعمها مع مرور الوقت، وهذا ما تعيشه فرنسا حاليا".
وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قتل 3 أشخاص وأصيب 3 آخرون جراء إطلاق مواطن فرنسي يدعى "ويليام م" النار في المنطقة العاشرة وسط باريس.
وذكر الإعلام الفرنسي أن المنفذ هو مواطن متقاعد من شركة السكك الحديدية الفرنسية، وله سوابق في محاولتي قتل وقعتا عامي 2016 و2021.
وإثر ذلك شهدت باريس أعمال عنف وتخريب من جانب أنصار "بي كي كي" بذريعة الاحتجاج على الهجوم المسلح، وأصيب 31 عنصرا من الشرطة الفرنسية جراء أعمال العنف.