مع قرب ذكرى مئوية العلاقات الثنائية.. سفيرة تركيا تشيد بالشراكة الاستراتيجية مع المجر

أشادت السفيرة التركية في بودابست كولشن كارانيس أكشي أوغلو بتطور العلاقات بين بلادها والمجر والتي ستكمل عامها المئة في 2023 مع جهود ثنائية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأشارت أكشي أوغلو في مقابلة مع وكالة الأناضول، إلى أنها بدأت مهامها سفيرة لتركيا بالمجر في 1 يوليو/ تموز 2022، معربة عن فخرها بالعمل سفيرة لتركيا في المجر وإجرائها لقاءات مع كبار المسؤولين في بودابست، ومشددة على أن البلدين يرتبطان بأواصر متينة من الشراكة الاستراتيجية.

وأضافت أكشي أوغلو أن التعاون بين البلدين يكتسب زخماً متزايداً ليس في المجال السياسي فحسب، بل أيضا في مجالات عديدة على رأسها الاقتصاد والثقافة والصناعات الدفاعية.

مئوية العلاقات الثنائية

وبخصوص مستقبل التعاون الثنائي، قالت السفيرة التركية في بودابست إن العمل مستمر لتطوير العلاقات بين البلدين والارتقاء بها إلى مستويات أعلى، لا سيما أن عامي 2023 و2024 سيكونان مهمين للغاية في مسيرة تطوير العلاقات التركية المجرية.

وأوضحت: سنحتفل في ديسمبر/ كانون الأول 2023 بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي هذا السياق تم إعلان 2024 عام الثقافة المشتركة في تركيا والمجر، ونخطط لعقد اجتماع للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى ببودابست في الشهر نفسه.

وبعد تراجع آثار جائحة كورونا، وفق أكشي أوغلو، استعادت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين عافيتها في 2022.

وتابعت: "في هذا العام، شهد شهر أغسطس/ آب مشاركة كل من وكيل رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم، ورئيس الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية بلال أردوغان، في أعمال مؤتمر الشعوب الطورانية (العرق التركي) الذي جرى تنظيمه في بودابست".

وخلال هذه الزيارة، بحسب أكشي أوغلو، عقد يلدريم وأردوغان لقاءات مهمة للغاية مع كل من رئيسة المجر كاتالين نوفاك ورئيس الوزراء فيكتور أوربان ورئيس البرلمان لازلو كوفر.

ولفتت إلى أنه تبع ذلك زيارة نائب وزير التجارة التركي رضا طونا طوراغاي إلى بودابست أجرى خلالها لقاءات مع مسؤولين مجريين، إضافة إلى زيارات متبادلة أخرى لمسؤولين برلمانيين من البلدين.

زيارات مرتقبة في 2023

وبالنسبة لـ2023، قالت أكشي أوغلو إن الزيارات المتبادلة ستستمر العام المقبل، ومن المقرر أن يزور ثلاثة وزراء أتراك المجر في يناير/ كانون الثاني المقبل، لإجراء اجتماعات ولقاءات ثنائية مع نظرائهم، وهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، ووزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك ووزير التربية التركي محمود أوزر.

وإضافة إلى ما سبق، وفق أكشي أوغلو، تزور رئيسة المجر كاتالين نوفاك تركيا في الأشهر الأولى من 2023، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتناول ملفات تخص آفاق التعاون بين البلدين، وبينها قضايا الاستثمارات التركية في المجر.

6 مليارات دولار

وأفادت أكشي أوغلو بأن حجم الاستثمارات التركية في المجر يتزايد يوما بعد آخر، وتعمل حاليا 500 شركة تركية في المجر، وجميعها تساهم في زيادة التجارة المتبادلة بين البلدين والتي اقترب حجمها السنوي من عتبة 6 مليارات دولار.

وأشارت إلى أن المجر تمتلك موقعاً جغرافياً استراتيجياً عند ملتقى العديد من طرق التجارة بين الشرق والغرب، وهذا الموقع يوفر للشركات التركية ميزات كبيرة.

ولاسيما في قطاعي البناء والبنية التحتية، نفّذت الشركات التركية مشاريع مهمة للغاية في المجر، بحسب أكشي أوغلو.

ولفتت أن البلدين أبرما مجموعة من اتفاقيات التعاون المشترك في مجال الصناعات الدفاعية، ما يعني أن المشاريع المشتركة بينهما في هذا المجال ستزداد خلال العام المقبل.

ألف طالب تركي

وعلى المستوى الطلابي، قالت أكشي أوغلو إن حوالي ألف طالب تركي يدرسون في المجر وبينهم 200 طالب تلقوا منحا حكومية مجرية، مضيفة أن الطلاب الأتراك في المجر ينظمون بالتعاون مع السفارة التركية في بودابست، مجموعة من الأنشطة الثقافية المشتركة مع نظرائهم في المجر.

وأشارت أكشي أوغلو إلى أنها بدأت مع أفراد أسرتها تلقي دروس لتعلم اللغة المجرية.

وختمت بقولها: "في المجر، أشعر أنني في بيتي. أعتقد أن هذا شعور مهم وقيِّم للغاية. شعور المرء أنه في منزله يدفعه لبذل المزيد من النشاط وتحقيق المزيد من النجاحات".