مجزرة "عيد الميلاد الدامي" إبادة جماعية حية في ذاكرة القبارصة الأتراك
- وكالة الأناضول للأنباء, لفكوشا
- Dec 21, 2022
تمر الأيام وتأبى الذاكرة النسيان، لأن ماحدث ليس بالهين، إنها الذكرى السنوية الـ 59 لمجزرة "عيد الميلاد الدامي"، التي ارتكبتها المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة EOKA القبرصية الرومية الإرهابية ضد مدنيين من أبناء المكون التركي المسلم في الجزيرة.
ففي 21 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1963، شن مسلحو منظمة EOKA القبرصية الرومية الإرهابية سلسلة من الهجمات استهدفت القبارصة الأتراك، ما أدى إلى استشهاد 364 مدنياً وإخلاء 103 قرى ذات غالبية تركية مسلمة.
"المشاهد ما زالت حية في ذاكرة من عايشوها" هذا ما قاله طبيب الأسنان "خسرو داغسون"، أحد الناجين من المجزرة، والذي كان يعمل في العاصمة لفكوشا (نيقوسيا) آنذاك، قبل وقوع أحداث عيد الميلاد الدامي.
وأشار داغسون أن الجميع كان يشعر بأن شيئاً ما سيحدث ضد القبارصة الأتراك في الجزيرة، إلى أن قام مسلحو المنظمة القبرصية الرومية الإرهابية في ليلة 20 - 21 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1963، وبشكل منهجي، بشن هجمات مسلحة ضد القبارصة الأتراك.
وذكر داغسون أنه هرع في تلك الليلة لتقديم العلاج للمصابين والتأكد من وفاة الضحايا قبل دفنهم في مقابر جماعية، مشيراً أنه شهد بأم العين جريمة القتل الجماعي التي تعرض لها القبارصة الأتراك من سكان منطقتي "آيواصل" و"تورك ايلي" شمالي قبرص.
وقال: "كانت إبادة جماعية ممنهجة ضد القبارصة الأتراك، كانت عملية تطهير عرقي مكتملة الأركان، نسأل الله ألا نعيش أحداثُا مشابهة مرة أخرى"
وأردف: "في تلك الليلة ذهبت إلى منطقة "تورك ايلي" التي شهدت أحداثاً دامية، كان الطقس بارداً وممطراً، بدأنا بالبحث عن الضحايا في أحد الحقول، حفرنا أماكن المقابر الجماعية واستخرجنا جثث الشهداء وأرسلناهم إلى لفكوشا من أجل التعرف على أصحابها، لكننا لم نتمكن من تحديد هوية جميع الجثث لأن بعضها كان مشوهاً تماماً".
وأضاف: "رأيت آثار التعذيب كانت واضحة على أجساد الضحايا، جرى نقل الجثث في شاحنات، وإعادة دفنها بعد تحديد هوية معظمها، معظم الشهداء أصيبوا برصاصات في الصدر والظهر، كانوا جميعاً من المدنيين العزل، ما زلت أشعر بالأسى على الضحايا رغم مرور 59 عاماً على تلك الأحداث".
وكشف داغسون أن الطفلة عائشة، التي تم إخراج جثتها من إحدى المقابر الجماعية التي ارتكبها القبارصة الروم ضد القبارصة الأتراك خلال عيد الميلاد الدامي، في منطقة تورك ايلي، لا تزال ماثلة في ذاكرته حتى الآن.
وقال: "بعض الأشخاص الذين كان يحفرون الأرض لاستخراج جثث الضحايا أغمي عليهم عند رؤية جثث الشهداء، وخاصة الأطفال. كانت إحدى الجثث صغيرة جدًا. كانت جثة عائشة الصغيرة. تم إخراجها من المقبرة الجماعية. وأخذتها بين ذراعي وسرعان ما فقدت الوعي لهول الموقف. لا يزال قلبي يؤلمني عليها حتى الآن. لقد كانت قصتها مؤلمة للغاية. لقد تم إطلاق النار على الفتاة المسكينة بعد قتل والدتها ووالدها وخالتها وعدد كبيرة من أقاربها".
القبارصة الروم هاجموا لفكوشا من جميع الجهات:
من جهته، قال إسماعيل بوزقورت، أحد المقاتلين في صفوف المقاومة التركية في قبرص وشغل منصب وزير الثقافة والسياحة بعد تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية، إن القبارصة الروم حاولوا الاستيلاء على لفكوشا خلال أحداث عيد الميلاد الدامي.
وأضاف: "لقد سعى مسلحو القبارصة الروم لكسر مقاومة الأتراك من خلال إزهاق أرواح المدنيين. هاجموا لفكوشا من جميع الجهات ما اضطرنا إلى حمل السلاح والمقاومة دفاعاً عن أنفسنا".
واستدرك: "قاتلنا ضد هجمات القبارصة الروم من عام 1963 وحتى عام 1974، وهو العام الذي انطلقت فيه عملية السلام القبرصية التركية".
وأشار بوزقورت إلى أن معظم ضحايا المجزرة كانوا من المدنيين، وأن المسلحين الروم قاموا بذبح أطفال من القبارصة الأتراك تبلغ أعمارهم 6 أشهر فقط، فيما بلغ أعمار بعض الضحايا 80 عاماً.
واختتم حديثه قائلاً: "هذه الأحداث لا يمكن وصفها بأي شيء سوى الإبادة الجماعية".