اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارته لجزيرة بالي الإندونيسية، الأربعاء، بعد مشاركته في قمة زعماء مجموعة العشرين، التي أجرى عدة لقاءات على هامشها مع قادة وزعماء الدول المشاركين فيها، قبل أن يختتم الزيارة بمؤتمر صحفي.
وعُقدت القمة السابعة عشرة لزعماء مجموعة العشرين الصناعية يومي 15 و 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
لقاءات دبلوماسية مكثفة لأردوغان
وأجرى الرئيس أردوغان لقاءات دبلوماسية مكثفة خلال مشاركته في قمة العشرين، كان أبرزها مع الرئيسين الأمريكي جون بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون و رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
واستهل أردوغان لقاءاته الدبلوماسية باجتماع مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويندود، أعرب خلاله عن شكره لنظيره على حفاوة الاستقبال، وهنأ إندونيسيا على توليها بنجاح الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، كما أعرب عن ترحيبه باستلام إندونيسيا الرئاسة الدورية لمجموعة ميكتا، في نيسان/أبريل العام المقبل.
تبعه تبادل أطراف الحديث داخل قاعة الجلسة الافتتاحية مع قادة دول وحكومات الصين والهند وفرنسا والإمارات العربية المتحدة.
والتقى أردوغان لأول مرة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عقب فوزها في المنصب مؤخراً.
ومن أبرز الاجتماعات التي أجراها الرئيس التركي كانت مع نظيره الأمريكي جو بايدن، تناول خلاله العلاقات الثنائية وملفات إقليمية ودولية، بعيداً عن وسائل الإعلام.
وخلال الاجتماع شكر بايدن نظيره التركي على جهوده في استئناف العمل باتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود، مؤكداً أن إدارته ستواصل دعم عملية بيع تركيا مقاتلات "إف 16"، ومشيراً أن أنقرة لاعب مهم في مسيرة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".
كما بحث الرئيس التركي أردوغان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، العلاقات الثنائية وعلى رأسها التعاون في مجال التجارة والصناعات الدفاعية والطاقة، إلى جانب ملفات إقليمية ودولية.
وخلال اللقاء شدد أردوغان على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بما يقع على عاتقه من أجل استمرارية اتفاقية شحن الحبوب.
كما عقد أردوغان لقاءات ثنائية مع كل من المستشار الألماني أولاف شولتس، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
واستعرض أردوغان مع بن سلمان العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون في شتى المجالات، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.
وعلى هامش قمة العشرين أيضاً، شارك الرئيس التركي في قمة ميكتا التي عقدت في إطار قمة مجموعة العشرين بمشاركة قادة وزعماء المكسيك وكوريا الجنوبية وأستراليا.
وتأسست مجموعة "ميكتا" في 25 سبتمبر/ أيلول 2013، وهي عبارة عن منصة غير رسمية للتشاور، وتضم تركيا والمكسيك وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وأستراليا.
اهتمام كبير بمؤتمر أردوغان الصحفي
واختتم الرئيس أردوغان، الأربعاء، زيارته إلى جزيرة بالي الإندونيسية، ومشاركته في قمة زعماء مجموعة العشرين، بمؤتمر صحفي، الذي شهد اهتماماً كبيراً من قبل الصحافة والإعلام هناك.
وعقد المؤتمر الصحفي، صباح الأربعاء، في المركز الإعلامي لقمة العشرين، رد خلاله أردوغان على أسئلة الصحفيين حول قضايا وتطورات الساحة الدولية، واستمر قرابة 37 دقيقة، وكان من ضمن الفعاليات الأكثر متابعة من قبل الصحفيين المشاركين في قمة العشرين.
وذكرت وكالة الأناضول أن الصحفيون المتابعون لمؤتمر أردوغان الصحفي، شكلوا طوابير عند مدخل المركز الإعلامي، حيث خضعوا لتدابير أمنية قبيل الدخول إلى قاعة المؤتمر.
وتطرق الرئيس التركي خلال المؤتمر إلى ملفات محلية وإقليمية ودولية، وكان على رأسها العمل الإرهابي الذي وقع في إسطنبول، حيث دعا جميع أصدقاء تركيا وحلفائها إلى أن يدعموا بصدق نضال أنقرة المشروع في مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن تركيا ستواصل بكل حزم تنفيذ استراتيجيتها في القضاء على خطر الإرهاب من جذوره.
كما تطرق أردوغان خلال المؤتمر الصحفي إلى اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، التي لعبت فيها تركيا دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وقال إن تركيا ستسعى إلى تمديد الاتفاق إلى سنة واحدة، مشيراُ أنه سيناقش مع نظيره الروسي بوتين شحنات الأسمدة والأمونيا عبر ممر الحبوب، معربا عن اعتقاده بأن الاتفاقية ستستمر حاليا ولا توجد أي مشاكل.
من جهة ثانية، قال أردوغان، خلال رده على سؤال لأحد الصحفيين، إن تكلفة عزل روسيا عن العالم ستكون غير محدودة.
وعقب المؤتمر الصحفي، غادر الرئيس أردوغان جزيرة بالي الإندونيسية مختتماً زيارته، التي استمرت ليومين، و ذكر مراسل الأناضول أن طائرته أقلعت الأربعاء من مطار بالي نغوراه راي الدولي في الجزيرة، وشارك عدد من المسؤولين في توديعه.
ورافق الرئيس التركي خلال الزيارة عقيلته أمينة أردوغان، ووزراء الخارجية مولود تشاوش أوغلو والدفاع خلوصي أقار، والخزانة والمالية نور الدين نباتي، والزراعة والغابات وحيد كيريشجي.
كما ضم الوفد التركي، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، ومتحدث حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك.