قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم نعمان قورتولموش في مقابلة حصرية لصحيفة ديلي صباح في إسطنبول، الاثنين، إن رؤية "قرن تركيا" ستعطي الأمل ليس فقط لتركيا ولكن أيضاً للعالم بأكمله.
وأضاف: "في المئة عام القادمة، ستقود تركيا القوية العالم، هذا هو أحد الأهداف الرئيسية لـ "قرن تركيا". وستكون الرؤية الأمل ليس فقط لتركيا ولكن أيضاً للعالم، ويمكن من خلالها إقامة نظام عالمي أكثر عدلاً وإنصافاً وسلاماً، اقتصادياً وسياسياً".
وفي تقييمه لرؤية "قرن تركيا"، التي أعلن عنها الرئيس رجب طيب أردوغان مؤخراً والهادفة إلى تعزيز تركيا، أكد قورتولموش أنه "من الضروري للدول ذات الإمكانات الكبيرة أن يكون لها أهداف كبيرة".
وأردف: "على مر السنين ، وتماشياً مع رؤية "تركيا قوية مرة أخرى"، كان هدفنا في الواقع تعزيز تركيا في كل المجالات، مثل الاقتصاد والسياسة الخارجية والتكامل الاجتماعي والإنتاج والتعليم والثقافة، وأوضح أنه في العشرين عاماً الماضية، قام حزب العدالة والتنمية بإعداد البنية التحتية الصحيحة لرؤية "قرن تركيا" المعلن عنها حديثاً.
وفي إشارة إلى أن الحزب يهدف إلى جعل رؤية "قرن تركيا" هدفاً وطنياً مشتركًا لـ 85 مليون شخص، شدد قورتولموش على أن قوة تركيا في كل مجال سيلاحظها العالم بأسره في المئة عام القادمة، وستكون في موقع فعال وقوي في الساحة الدولية.
انتخابات 2023
أشهر قليلة تفصل تركيا عن الانتخابات الرئاسية لعام 2023، وبذلك قال قورتولموش إن حزب العدالة والتنمية استعد لها، وأكد على جاهزيتهم واستعدادهم الدائم، ليس فقط لاقتراب الانتخابات.
وفي إشارة إلى وجود 11.5 مليون عضو في حزب العدالة والتنمية، علق قورتولموش على أن هذا العدد أعلى من عدد أعضاء الأحزاب الأخرى مجتمعة، وأكد أن أعضاء حزب العدالة والتنمية زاروا كل مدينة في البلاد وخاصة الرئيس أردوغان، وتحدثوا إلى المواطنين حول رؤية "قرن تركيا" الجديدة. وشرحوا ما تقوم به حكومتهم من أجل الشعب والوطن بشكل جيد، وذكروا بالأزمات التي نجحوا في اجتيازها على مدى الـ20 عاماً الماضية حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وركزوا على أن هناك أزمات كبرى في العالم أجمع وليس في تركيا فقط، وأنه لا يوجد من يستطيع إدارة هذه الأزمات وتجاوزها إلا حزب العدالة والتنمية".
وقال قورتولموش في شعبية حزب العدالة والتنمية إن الحزب تمكن من الوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور الناخب بأجندة إيجابية، وأكد أن إطلاق رؤية "قرن تركيا" وافتتاح مصنع السيارات (Togg)، واطلاق أول سيارة محلية في تركيا، حظيت بالموافقة وقوبلت بردات فعل إيجابية من المواطنين.
عندما سُئل قورتولموش عن رأيه في قادة أحزاب المعارضة التركية الستة المنضوية تحت ما يعرف بـ"طاولة الستة"، قال قورتولموش أنهم لم يعلنوا عن مرشحهم لانتخابات عام المقبل 2023، وأضاف أن قضية المرشح ثانوية، والأهم ماهية جدول الأعمال السياسي الرئيسي لطاولة الستة وتحالفهم.
وأردف: "طاولة الستة" لا يمكن أن تتوصل إلى نتيجة رغم أنها تعقد اجتماعاتها باستمرار، وتابع "الديمقراطية سباق، وخطتنا واضحة ومرشحنا هو رجب طيب أردوغان. ومع ذلك ، لا يزال من غير الواضح ما الذي ستفعله المعارضة، وعلى ما يبدو أنه من الصعب عليهم إعلان المرشح قبل اليوم الاخير".
وكان "طاولة الستة" أعلن تقديم مرشحهم للانتخابات الرئاسية التي ستجرى مع الانتخابات البرلمانية في يوم واحد في 18 يونيو/حزيران المقبل.
إلى جانب ذلك، صرح قورتولموش أن حزب العدالة والتنمية سينفذ سياسة انتخابية تشمل جميع شرائح الجمهور خلال فترة الانتخابات، مضيفاً أن افتتاح على ملف شريحة العلويين بكتاشي ورئاسة سيميفي التي افتتحت حديثاً لحل مشاكل المواطنين العلويين.
وأضاف: "من المصلحة الوطنية لتركيا العمل في خطة أكثر شمولية وديمقراطية وإصلاحية، وأن حزبنا يسعى جاهداً لذلك، وأن خطتنا ستواصل التقدم في هذا السياق في الانتخابات المقبلة أيضاً".
وتابع: "لم نر قط خلافاتنا على أنها مسألة للانفصال المجتمعي، بل على العكس، لقد اعتبرنا خلافاتنا دائماً على أنها فرص مهمة لتكامل تركيا، ووسيلة لثرائها".
دور الحزب بالوساطة في الحرب الروسية الأوكرانية
من ناحية أخرى، لفت قورتولموش إلى دور الوساطة التركي في الحرب الروسية الأوكرانية وأردف: "المبدأ واضح في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كلاهما جيراننا، وكلاهما صديقان، ونحن لا ننحاز إلى أي طرف، واستطعنا التحدث إلى كل من روسيا وأوكرانيا، في حين لم تتدخل أي دولة في الوساطة بينهم.
واستدرك: "كان الرئيس أردوغان مثالاً للدبلوماسية الإنسانية باعتباره الزعيم الوحيد الذي التقى بقادة البلدين، كما أثبتت تركيا أنها منطقة إقليمية و قوة عالمية مع دورها في ممر الحبوب وتبادل الأسرى".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشار قورتولموش أن السياسات المتوازنة والمحايدة والسلمية التي انتهجتها تركيا جعلتها تلعب دوراً محورياً في حل الأزمات.
وزاد بقوله: "في الآونة الأخيرة ، لعبت تركيا دوراً بارزاً في عمليات تبادل الأسرى بين الدول المتحاربة. وهو ما يثبت أن تركيا لها دور قوي ومهم بالمنطقة في إطار الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار".
ونوه إلى أن الوساطة التركية لعبت دوراً مميزاً لإنجاز اتفاقية تسمح بتحرير الحبوب الأوكرانية بشكل خفف من وطأة الأزمة الغذائية العالمية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
واستطرد بقوله: "منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، عرضت أنقرة التوسط بين الجانبين واستضافة محادثات السلام، مؤكدة دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها. وعارضت أنقرة العقوبات الدولية التي تهدف إلى عزل موسكو".
وأدان قورتولموش الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص في شارع الاستقلال في اسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وترحم على المواطنين الذين توفوا جراء التفجير الغادر.
وزاد: أمضت تركيا ما يقرب من 40 عاماً في مكافحة الإرهاب وفقدت العديد من مواطنيها.
وقال قورتولموش إن "هناك دولاً تدعم المنظمات الإرهابية وتركيا على علم بذلك، وفي حال أوقفت هذه الدول دعمها الإرهاب، فلن يكون هناك إرهابيون في أي مكان في العالم خلال أسبوع".
وختاماً، دعا نائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان قورتولموش، دول العالم للوقوف في وجه الإرهاب، وقال: "ندعو الجميع وخاصة الدول الغربية للوقوف ضد المنظمات الإرهابية ومكافحتها".