قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن البرلمان التركي لا يمكنه المصادقة على عملية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما لم يتم تسليم الإرهابيين المطلوبين لأنقرة.
وأضاف أردوغان، في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة أذربيجان، الخميس، أن رئيس الوزراء السويدي الجديد أولف كريسترسون طلب موعداً للقائه، وأنه سيناقش معه ملف تسليم الإرهابيين.
ولفت أن كريسترسون يدعم مكافحة الإرهاب، وأنه صرح بضرورة عدم احتضان السويد الإرهابيين.
وأعرب أردوغان عن استياء أنقرة من إيواء السويد لإرهابيين، وذلك رداً على سؤال حول أعضاء تنظيم "غولن" الإرهابي الذين يعيشون برفاهية في السويد في الوقت الذي صدر بحقهم حكم بالسجن المؤبد في تركيا.
وأكد الرئيس أردوغان ضرورة قيام السويد بتسليم هؤلاء الإرهابيين الصادرة بحقهم أحكام قضائية إلى أنقرة، مشدداً على أن البرلمان التركي لا يمكنه المصادقة على عملية انضمام السويد إلى حلف "الناتو" ما لم يتم تسليم الإرهابيين المطلوبين.
وأشار إلى أن اللقاء مع رئيس الوزراء السويدي سيشكل فرصة لاختبار مصداقية الأخير في التعامل مع ملف الإرهابيين، مؤكداً أن تركيا موقفها ثابت فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وأنه ليس من الوارد أن تقدم أي تنازلات بهذا الخصوص.
وكان رئيس الوزراء السويدي كريسترسون تعهد بزيادة الجهود من أجل تبديد مخاوف تركيا الأمنية المرتبطة بطلب السويد الانضمام لحلف "الناتو".
من جهة ثانية، قال أردوغان: "أتيحت فرصة تأسيس سلام دائم في المنطقة بعد دفع أثمان باهظة طيلة سنوات طويلة وننتظر من أرمينيا أن تنتهز هذه الفرصة التاريخية".
تمديد اتفاقية شحن الحبوب
وفي سياق آخر، قال الرئيس التركي إنه لا يوجد مانع أمام تمديد اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، مؤكدا أن "هذا ما لمسه خلال محادثاته مع الرئيس الروسي بوتين والأوكراني زيلينسكي".
وأشار أردوغان إلى أنه تم توريد 8 ملايين طن من الحبوب ومنتجات غذائية أخرى للأسواق العالمية عبر 363 سفينة، حتى 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في إطار مبادرة ممر الحبوب عبر البحر الأسود.
وأوضح أن 62 % من شحنات الحبوب المذكورة ذهبت إلى أوروبا، و19.5 % إلى آسيا، و13 % إلى إفريقيا و5.3 % إلى الشرق الأوسط.
ولفت الرئيس التركي إلى أن 454 ألف و626 طنا من القمح فقط توجهت إلى البلدان الأقل نموا، ما يعادل 5.7 % من إجمالي الحبوب الأوكرانية.
وعن جهود أنقرة لجمع زيلينسكي وبوتين على طاولة واحدة، قال أردوغان إن "الرئيس بوتين حالياً أكثر ليونة وانفتاحاً على المفاوضات مما كان عليه سابقا".
وأردف: "سنرى إلى أي مكان يمكننا الوصول عقب الاستماع إلى كلا الزعيمين خلال الدبلوماسية الهاتفية التي سنجريها في الأيام المقبلة"، معرباً عن أمله بمواصلة السير على طريق السلام عبر التقريب في وجهات النظر بينهما.
وأكد الرئيس أن الجانبين الروسي والأوكراني يتعرضان لخسائر فادحة من استمرار الحرب بينهما، لافتاً أن ارتفاع تكاليف المعيشة وأزمة الطاقة يتسببان باندلاع الاحتجاجات في أوروبا.
وكشف أن روسيا اقترحت إنشاء مركز عبور للطاقة في تركيا، مضيفاً: "عند المقارنة بين أوروبا وتركيا، نجد أن تركيا بعيدة عن أزمة الطاقة بل تلعب دورا لإيجاد حلول".
الجيش لم يستخدم السلاح الكيماوي
من جانب آخر، أكد أردوغان أن الجيش التركي لم يستخدم السلاح الكيماوي إطلاقاً من قبل، ويتخذ كافة خطواته في إطار القانون الدولي.
وحول مفاوضات شراء مقاتلات "F16" من واشنطن، قال الرئيس التركي: "فعلنا ونفعل كل ما يلزم لتحقيق نتيجة إيجابية ويبقى السوق العالمي واسعاً وهناك حلول متنوعة متاحة".