أشاد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، بدور تركيا في التوصل لاتفاق تصدير الحبوب العالقة في البحر الأسود، وجهودها في حماية اتفاقية مونترو بشأن المضائق.
جاء ذلك في مقابلة أجراها كليفرلي مع وكالة الأناضول في مدينة نيويورك الأمريكية، على هامش أعمال الجمعية العامة الـ77 للأمم المتحدة المنعقدة بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقال كليفرلي: "نثمن بشكل كبير دور تركيا في التوصل إلى اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وجهودها في حماية اتفاقية مونترو، كما نثمن دورها في المساهمة في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية".
وأضاف "لكن في نهاية المطاف تقع المسؤولية على عاتق روسيا في إنهاء الحرب".
وبخصوص موقف الحكومة البريطانية من الشراكة التركية مع "رولز رويس" (Rolls Royce) حول إنتاج محركات الطائرات المقاتلة التركية، قال كليفرلي: "تركيا دولة من دول حلف الناتو، ورولز رويس شركة بريطانية ونحن فخورون بها".
وتابع" تحدث هذه المفاوضات بين الطرفين، ولكننا كحكومة فخورون بتراثنا التكنولوجي والهندسي، ويسعدنا أن نرى أصدقائنا حول العالم يعملون مع هذه الشركات العظيمة".
*التعبئة الروسية مؤشر على فشل المخطط
وحول تقييمه لإعلان روسيا للتعبئة الجزئية بعد خسارة الأراضي في شرقي أوكرانيا، قال الوزير البريطاني: "التعبئة الجزئية تظهر أن الحرب بالنسبة لبوتين لم تسر كما هو مخطط لها".
والأربعاء، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة مباشرة للأمة بثها التلفزيون الرسمي، أنه وقع مرسوما نشر على موقع الكرملين، بشأن التعبئة الجزئية التي من المقرر أن تبدأ في نفس اليوم.
وأضاف أن بوتين كان يأمل في غزو أوكرانيا بأكملها خلال أسابيع قليلة، لكن الآن وبعد أشهر نرى الجيش الأوكراني يدفع القوات الروسية للتراجع عن معظم شرق أوكرانيا.
وتابع قائلا: "رسالتنا إلى بوتين هي أن هذه الحرب غير القانونية والمستفزة، خاطئة. وأفضل ما يمكن أن يفعله بوتين هو سحب قواته والسماح للأوكرانيين باستعادة السيطرة على بلدهم وإعادة بناء اقتصادهم".
وشدد كليفرلي على أن بريطانيا ستواصل دعم الشعب الأوكراني.
وأوضح أن أي نوع من الاستفتاء الوهمي (شرقي أوكرانيا) لن يكون حراً أو نزيهاً أو شرعياً ولن يعكس الرغبة والإرادة الحقيقية لشعب أوكرانيا.
واستطرد: "بدلا من إضاعة الوقت وهدر الطاقة في هذه الاستفتاءات التي لا معنى لها، ما ينبغي على روسيا أن تفعله هو سحب قواتها".
*الناتو لا يشكل تهديدا لروسيا
وفيما يتعلق بالتهديد الروسي باستخدام الأسلحة النووية، قال كليفرلي: "تابعنا خطاب بوتين العدواني الذي أدى إلى تصعيد التوترات. ما يجب أن يفهمه (بوتين) والعالم، هو أننا سنقف إلى جانب الأوكرانيين لأنهم يدافعون عن بلادهم".
وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" لم يشكل أبدا تهديدا لروسيا، وأن "هذه الحرب هي حرب انتخابات وقد يختار بوتين سحب جيشه".
وذكر كليفرلي أن حرب روسيا على أوكرانيا، زادت من مشاكل الأمن الغذائي العالمي، وأن الرئيس الروسي يستخدم الجوع كسلاح في الحرب، وهذا "خطأ وعمل غير أخلاقي".
*موقفنا واضح تجاه جزيرة قبرص
وحول المسألة القبرصية، قال الوزير البريطاني ردا على سؤال حول نوع الحل الذي اقترحته المملكة المتحدة باعتبارها إحدى الدول الضامنة، وهل ستعترف بجمهورية قبرص التركية:
"موقفنا من قبرص واضح جيدا ولا يزال ثابتا ونريد أن نرى حلا. لدينا علاقات رائعة مع كل من تركيا واليونان وقبرص".
ومنذ 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
*الأمم المتحدة بحاجة إلى تطور
وحول الدعوات إلى إصلاح الأمم المتحدة، قال الوزير البريطاني: "نريد أن تواصل الأمم المتحدة دورها كصوت مؤثر على المسرح العالمي. ولكي تكون فعالة، يجب أن تتطور جميع مؤسساتها".
وتابع "نؤيد إصلاح الأمم المتحدة ونريد بالطبع أن يقوم بهذا الدور المجتمع الدولي مع ضمان استمرار فعالية هذه المؤسسة في المستقبل".