بعد عام من افتتاح الرئيس رجب طيب أردوغان "البيت التركي" في مدينة نيويورك الأمريكية، تحول المبنى إلى مركز لأكثر من 50 فعالية اجتماعية وثقافية ورسمية استقطبت شخصيات تركية وأجنبية.
ويضم البيت التركي مقر الممثل الدائم لأنقرة لدى الأمم المتحدة والقنصلية العامة التركية في نيويورك، وتحول إلى ملتقى لأفراد المجتمع الدبلوماسي وأبناء الجاليات التركية في الولايات المتحدة.
ويتميز مبنى البيت التركي بموقعه المقابل لمقر الأمم المتحدة وسط مدينة نيويورك فضلا عن شكله وتصميمه المستوحى من زهرة التوليب التركية والمنمق بالزخارف السلجوقية والعثمانية القديمة المستوحاة من التاريخ التركي العريق.
ويعد المبنى أبرز الرموز التي تكشف عن مكانة تركيا ونفوذها المُتنامي على الصعيد العالمي، إلى جانب سياستها الخارجية النشطة والفعالة، ويشتهر مبنى البيت التركي بطوابقه الـ 35 فهو أشهر الأبراج وسط نيويورك، وكان الهدف من بنائه الذي بدأ في العام 2017 وانتهى عام 2021 هو استضافة البعثة التركية الدائم للأمم المتحدة والقنصلية العامة في نيويورك، ويحتوي البيت التركي أيضاً على قاعات اجتماعات ومعارض ومساكن للموظفين.
** خطط جديدة للتعاون
وقال القنصل العام في نيويورك ريحان أوزكور لوسائل إعلام، إن أنشطة القنصلية العامة وتنوعها زادت بشكل ملحوظ منذ افتتاح البيت التركي الذي تحول في فترة قصيرة إلى ملتقى لأبناء الجاليات التركية والأجنبية.
وأضاف: "العام الماضي فقط نظمنا أكثر من 50 فعالية، ونجحنا في التعريف بالبيت التركي في هذا الوقت القصير، وتمكنا أيضًا من إدارة الموارد التي يوفرها هذا المكان المميز".
ولفت أوزكور إلى أن مختلف الفعاليات الاجتماعية والثقافية والرسمية في الولايات المتحدة أظهرت اهتماما خاصا بـ"البيت التركي"، لا سيما الأوساط الدبلوماسية في نيويورك.
وأوضح أنه تم بناؤه وفق أحدث التقنيات المعاصرة، وتمكن بعد الافتتاح مباشرة من استضافة حفل استقبال للمجتمع الدبلوماسي في نيويورك بمشاركة دبلوماسيين من نحو 60 دولة.
وأردف: "كما مهّد من خلال الأنشطة المختلفة التي نظمها الطريق أمام آفاق جديدة للتعاون مع أكثر من 10 دول، لا سيما في المجالات الثقافية والسياحية وغيرها من المجالات".
وأضاف أوزكور أن البيت التركي مصمم لاستضافة مختلف أنواع الأنشطة وبطريقة تليق بالجمهورية التركية، وأنه استضاف في مايو/ أيار نشاطًا مهمًا لتسليط الضوء على أهمية العلاقات التركية الإفريقية، بمشاركة جمعية الاتحاد الإفريقي إحدى أكبر المؤسسات الوقفية في نيويورك.
وقال إن البيت التركي استضاف أنشطة بالتعاون مع المكسيك، إحدى الدول الرائدة في منصة "ميكتا" للشراكة الدولية، التي تضم إلى جانب المكسيك كلًا من إندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا وأستراليا.
وأوضح أن هذه الأنشطة شهدت مشاركة فعالة من أبناء الجالية المكسيكية في الولايات المتحدة، ووفرت تلك الفعاليات فرصة مهمة للمواطنين الأتراك للتواصل مع أبناء المجتمعات الأخرى.
وأردف: "بعد ذلك، نظمنا فعاليات مشتركة بمشاركة واسعة مع القنصلية العامة للفلبين وتايلاند وإندونيسيا، وأتيحت لنا الفرصة لنقل تصورات وأولويات تركيا في سياق المبادرة الآسيوية".
** زيارة عمدة نيويورك
وقال القنصل العام إن السلطات المحلية في نيويورك على اتصال مستمر مع القنصلية العامة والبيت التركي، في إطار تنظيمها للأحداث والأنشطة.
وتابع: "يمكننا القول إن البيت التركي هو أشهر المباني الأجنبية في نيويورك، وكانت زيارة عمدة المدينة إريك آدامز إليه الأولى من نوعها لمسؤول أجنبي".
واستطرد: "وأعقب ذلك زيارة عمدة مانهاتن مارك ليفين، وتحول المكان إلى مركز للتفاعل مع مختلف الشرائح الاجتماعية والسلطات المحلية، إضافة إلى الجاليات التركية والأجنبية في الولايات المتحدة".
** ترويج لتركيا
وأفاد أوزكور بأن القنصلية العامة في نيويورك تمكنت منذ افتتاح البيت التركي من تنفيذ مجموعة واسعة من الأنشطة التي ساهمت بشكل فعال في الترويج لتركيا والتعريف بإمكاناتها.
وأوضح أن افتتاح البيت التركي زاد من ظهور الأنشطة والفعاليات التركية في نيويورك، وتحول المكان إلى ملتقى للأنشطة التي ينظمها أبناء الجاليات التركية في الولايات المتحدة عامة ونيويورك خاصة.
وأشار إلى أن البيت التركي استضاف أكثر من 300 طالب من المدارس التركية في نيويورك مع أولياء أمورهم، في 23 أبريل/ نيسان الماضي، بمناسبة عيد السيادة الوطنية ويوم الطفل.
وختم بالتشديد على أن البيت التركي تحول إلى صرح يعكس قوة تركيا ومكانتها في المجتمع الدولي.
جدير بالذكر أن مبنى البيت التركي يعد أحد أكبر استثمارات الجمهورية التركية العقارية بالخارج منذ تأسيسها بكلفة بلغت 291 مليون دولار أمريكي، وقد قامت بأعمال البناء شركة الإنشاءات التركية IC İçtaş İnşaat بالتعاون مع شركة الإنشاءات الأمريكية Tishman.
ويرسل مبنى البيت التركي رسائل قوية وعميقة عن مدى النفوذ التركي على مستوى السياسة الخارجية في أكثر من قضية وملف وعلى عدة ساحات إقليمية ودولية، وأضحى المبنى التركي في نيويورك أحد رموز السياسة التركية الخارجية النشطة في السنوات الأخيرة ودورها النشط في نصرة قضايا الضعفاء والمظلومين حول العالم.